انتظروا السنة المقبلة .
القذارة لوّثت وجه المدينة، الشوارع، الساحات، اسوّدت بأنفاس العاطلين، والجائعين، والنشالين، والراكعين!
الحاكم برأيه و الوزير و باشا الأمن ، و باشا الجيش والأمن الخاص، والشاويش المناوب، بنيت لهم دور وقصور خارج المدينة، بعيداً عن روائحها القذرة، لا
تصلهم نداءات ولا عويل ولا ألم !
واتخذت قرارات:
- أن يرفع باشا الأمن إلى الحاكم برأيه شائعات المدينة!
- أن يقوم الشاويش المناوب بتسجيل كل أصوات المدينة، حتى وقع الأقدام، وتغريد الحمام!
- أن يتبرع الحاكم برأيه على سكان المدينة كل سنة، بمناسبة عيد حكمه، بزجاجتين لكل ساكن، إحداهما عطر، والأخرى خمر!
السكان يغلون غضباً وتعباً! المجاعة، البطالة، القذارة...
لكن باشا الأمن كان ينقل إلى الحاكم برأيه ما يسر، متحاشياً كل ماقد يعكرصفو راحته، أو يزعج طمأنينة حياته، كان ينقل له أن المدينة متعلقة بشخصه وعرشه
وجيشه، وتدعو بدوام حكمه وحلمه!
انتظر السكان خروج الحاكم برأيه من قصره، في عيد حكمه، ليعرضوا عليه حالهم لكن الحاكم برأيه كلف الشاويش المناوب ....
انتظروا السنة المقبلة....
ساحة النقاش