القيادة الفلسطينية والوقوف أمام الأشارة الضوئية .
إن المنهج الصحيح للقيادة الفلسطينية ، يكون بالضرورة متفاعلا ً مع مجتمعها بوشائج حية ، وتراث أصيل ، فهو ليس لصيقا ً أو متغربا ً أو مستوردا ً ، بل ( وحالة ديناميكية نشطة ) تعكس وجه المجتمع ، وتعيش تفاصيله و مفرداته طولا ً و عرضا ً ، لتعطينا إجابة موضوعية للأزمات المعاشة . وهو بذلك وجه من أوجه الحضارة ، التي تكون أيضا ً غير لصيقه أو مستورده ، بل تعيش حالة (حراك داخلي ) متمثلة بعناصرها ومقوماتها المحلية الأصلية ، وحالة ( حوار مع الحضارات ) الأخرى ، وحالة ( صراع إستثنائي ) مع بعض ( الحضارات المتزمتة ) .
انحطاط الأفراد القادة داخل مجتمعهم ، وتسالفهم ، وابتعادهم عن القيم والأخلاق جعلت البعض يعيد حساباته متسائلا ً :- يا ترى هل نعيش أزمة سياسية ؟ ! أم أزمة فكرية وثقافية ؟ ! أم أزمة أخلاقية واجتماعية ؟ ! وظلت الاشكالية المطروحة دون حل ، لأن التنظير تم وفق أسس غير صحيحة ، و دون تحديد الآليات والأهدف المناسبة فجاءت النتائج ضبابية وغائمة . في حين تعمدت بعض المقولات المتغربة والتي تغالي في فهم السلام والحوار والمفاوضات، تفسير ( ظواهر دحر الأحتلال كمهمة اجتماعية ومن منظار الحركة الأقتصادية والرفاه الفردي للمواطنة) مع اهمال العناصر الاخرى الحيوية والجوهرية . والظواهر علميا ً لا تحلل هكذا ، لأن كثير من العوامل ( الموضوعية والذاتية ) تؤثر فيها داخليا وخارجيا ً ، وعليه لا بد من تحليل الظاهرة وتفسيرها بصورة شمولية ؛ برصد كل تفاصيلها وجزئياتها ليكون الحل عمليا ً و عقلانيا ً .
الاحتلال هو الأحتلال ، ومقاومته بكل السبل تشرعها كل الديانات السماوية والمذاهب الأرضية وكذلك قرارات الأمم المتحدة .
وهكذا نعرف أن تبني ( الخطاب التحديثي الفلسطيني الذي يمثله الرئيس الفلسطيني )جعل أكثر الشعب الفلسطيني يضيعون في متاهات فكرية ، قادتهم الى تحليل ( الضواهر ) وفقا ً لمتبنى أحادي يلغي ويصادر الأسباب الجوهرية للصراع الفلسطيني الصهيوني ، وطرق مقاومة الأحتلال والبطش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني .
لا أحد ضد السلام السوي الذي يقدم الحلول من خلال أخذ الحقوق بل إنتزاعها دون الوقوف أمام الأشارة الضوئية التي تسمح أو لا تسمح للقادة الفلسطينيين بالمرور نحو السلام وحقوق الشعب الفلسطيني الغير قابلة للتصرف . .

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

356,783