أن التحدي الحضاري يمكن أن يربط بين واقع المرأة في محيط أمتها وبين انتمائها الذاتي والسمو به إلى آفاق الحرية
والمسؤولية. لكن إذا رجعنا إلى الواقع الفعلي الذي تعايشه المرأة نجد أنها تمارس حياة وواقعاً يزيد في درجات
سقوطها وتخلفها، ويعمل على تكريس مزيد من الظلم والقهر والعنف تجاهها، وعلى إفراغ مقصد وجودها من محتواه،
وحشوه بشكليات سطحية وتافهة، رغم ما وصلت إليه من تحقيق بعض درجات المساواة خاصة على الصعيد المهني أو
الاقتصادي.
الكلمات تبحث عن مضامين، الحلم يبحث عن عيون تضمه، الاسلام يبحث عن إسلام، اسمه الرحمة، لا المتاجر
والمساومة والحقد الدفين. نبحث عن بطولات وأمجاد لا أدري أين! الانسانية تبحث عن حرية زائدة،عن مسؤولية في
مستوى الإنسان، ونحن نبحث عن قيود أخرى، ولو من الغيب، لعنة على من فكر أن الأرض واسعة بلا وطن، وهي
لامكان له فيها لوضع قدم!
الشعوب الحرة تعرف ذلك....تعرف أن لاوجود لشعب بلا وطن،ولا لحرية بلا وطن، ولا مستقبل لأرض بلاوطن،
لماذا شبابنا والفتيات، تغتال على شفاههم البسمات؟ ينزع من نظراتهم حلم الحياة، وتقدم لهم جنات محنطات؟
والسؤال يبقى منتصباً، ولدنا، لم نجد أمامنا سوى المستقبل. ماضينا عاشه غيرنا،لماذا نحيا حياة ليست لنا؟
لماذا نترك أحلامنا تتحول إلى كوابيس؟
ما الذي يجعل الطفل يهدأ وينام وعندما يسمع ترنيمه المهد؟ إنه يستعيد من خلال الصوت ذلك الإيقاع القديم الذي كان
يلاحقه طوال شهور التكون وهو جنين، إيقاع قلب الأم الذي لا يكف عن الوجيب، والذي يمده بدفعات متوالية من مادة
الحياة، الغذاء والحب، حالة نادرة من عمر التكون البشري، ان تجد وسط ظلمة الأرحام المطبقة قبسا متواصلا من المحبة
الخالصة يؤكده ذلك الإيقاع المتدفق، وهو لا يتوقف حتى بعد أن نرى ضوء الحياة ونلمس دفئها وقسوتها فالليل ينظم
حركة النهار، والفصول تتوالى، وحتمية البيولوجيا داخل أجسادنا لا تتوانى. إيقاع من القوة والوهن.
أن الارتهان، الذي نعاني منه اليوم، على مختلف الأصعدة، الثقافية، والسياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والقانونية،
وهذا السيل الدافق علينا من كل جانب، والذي يكاد يأتي على ثوابتنا، ويهدد هويتنا ، ويقدم البرامج والمناهج ، لمعالجة
قضــايانا، ومشــكلاتنا، وهمومنا - أو بتعبير آخر: يداوينا بالتي كانت هي الداء - إنما تمدد في مجتمعنا، واحتل أمتنا،
بسبب الفراغ، والعقم عن الإنتاج، وانطفاء الفاعلية، والانسحاب من المواقع الفاعلة، والابتعاد عن هموم الناس
ومشكلات المجتمع، وإخلاء المكان (للآخر).. لقد أصبحنا أشبه بالأرض الواطئة، التي بسبب من تدنيها وانخفاضها، تصير
محلاً لكل ما يُلقى' فيها من قاذورات الأمم، وهي بطبيعتها، وخبالها الذي انتهت إليه، عاجزة عن العطاء.
والمسلم الحق، هو الذي يلتصق بهموم الناس، لا يغادرها.
وإذا نظرنا إلى من يدعون أنهم من علماء الآمة ، نجد أن التدين الصحيح، هو التكيف مع مقتضيات الدين وأحكامه، وتقويم
سلوك المجتمع بها، وليس تكييف نصوص الدين، لتوافق هوى' الناس، ورغبة الظلمة المتسلطين .
حرمت المرأة من بعض ما أعطاها الله من الحقوق باسم سد الذرائع.. حرمت من المشاركة في الحياة، والذهاب إلى دور
العبادة والعلم، باسم حمايتها من الفتنة والفساد، فشاع الجهل وضعفت عرى'' التدين وفسدت التربية الأسرية والتربية
الاجتماعية معًا، بسبب أمية المرأة وجهلها، وقد لا نحتاج لكثير أمثلة، لأنها تملأ الواقع.
زمننا هذا تباع به العقول وتقتل وتسلب دون قيمة تقتل العقول بموطنها فلسفة احتلال زمن عولمة العقول واحتقارها
وطبيعي أن يجدوا أرضا خصبا تساعدهم بخططهم فلم يجدوا الا حكام رخصت نفوسهم ففقدوا عقولهم وضحوا بكل ثمين امام نزوات رخيصة ..
فقدنا الكثير من علماء واجلاء بجميع الاوطان لاننا فقدنا قيمة العلم وتهافتنا علي كل شئ مبتذل ورخيص زمن تباع به اللحوم والنفوس والثمن عقول تصنع الحضارة
لاشيئ يعيدنا الى السباق من اجل حسن البقاء الا عدمية خلاقة تفسد كل شيئ وتعيد بناءه من جديد..الثورة جميلة
ومغرية واحتفالية بالتاكيد وهي كوجيتو الانسان العربي الجديد طالما اننا نغرق في بؤسنا وتيهنا واندثارنا..
هؤلاء الذين يتحدثون هكذا هم ارهابيون في عرف الذين حكموا علينا بالغرق والاندثار.
في احيان كثيرة تكون مؤخرة روبي وهيفاء ودلعها وسيقانها ، وغنج نانسي ، هي الأهم والأجدر والأولى حيث انه ومن
خلالها سوف يتم الاستقطاب وعندها سيكون العدد وبعد ذلك سيكون العمل وبعد ذلك ستكون النتيجة المرجوة .
فذلك اسرع لتحقيق النتائج وخصوصاً في البلدان العربية .
اليوم من يملك مؤخرة يملك البترول
كم ينفقوا على روبي وننانسي وهيفاء وصاحبة أغنية الحصان وامثالهن من اموال النفط ..!!
ويبخلون على الفقراء وذو الحاجات الخاصة ومجتاجي الدواء .. الذين غطت صورهم فضائيات العالم
لم يعد سرا أننا نحيا بالمؤخرة ونقبل وصمة العار منذ أمد بعيد..
لكنى أتساءل عما يمكن أن يفيقنا.؟ فألف سطل من الثلج لن يكفى..
ساحة النقاش