مسألة تغيير العقليات
--------------------------------
el mono
mono queda
aunque se viste
de ceda
مثل إسباني
.........................
القرد يظل قردا
ولو لبس الحرير
مثل إسباني
.................................................. ......
لقد باتت مسألة تغيير العقليات ضرورة ملحة كما هي مسألة حتمية من أجل التغيير المنشود وبناء الغد الأفضل للشعوب العربية . ونحت الثقافة الديمقراطية
في ذاكرة هذه الشعوب التي لم تعد قادرة الآن على الإستمرار في واقع الإستبداد والطغيان وفرض هذا الأمر الواقع النتن على البلاد والعباد.
ومن أجل هذا التغيير علينا أولا أن ننهي هذه المفاهيم والمعايير القديمة وتبديل رؤية الناس للحياة وتجديدها ولو بشكل تدريجي . ولتحقيق هذا الهدف
علينا أن نبدع برنامجا واضحا ومخططا مدروسا يبدأ بإعداد الناشئة لهواء جديد بصفتها مصدرا ومنبعا للثقافة الجديدة والمستقبل الجديد لأجيال جديدة قادمة.
أجيال مختلفة كليا عن الأجيال الحالية . يجب القضاء على الفاقة والجهل والتخلف وإبادة طرق التفكير البدائي والنظرة البدائية للحياة والوجود
بصفة عامة وحاسمة .كما هو الشأن بالنسبة للعالم المتحضر المتشبث بالحداثة كقطيعة مع الماضي البائس .
علينا أيضا وبصفة أساسية معالجة قضية المرأة تحديدا . لأنها كمرأة هي المعادلة الأساسية والمحورية في بناء المجتمع الحر والمسؤول . لأن المرأة
إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أهميتها ودورها الطبيعي في الحياة كمدرسة حقيقية في تكوين الفرد ذكرا كان أم أنثى . نجدها هي الحجر الأساس في التنمية
والتكوين الإجتماعي والحضاري للأمة. وعلينا حمايتها على هذا الأساس بالتصدي بحزم وصرامة لأولائك الراغبين بمنظورهم الضيق والبائس لإبقائها
حبيسة النظرة الدونية كمخلوق ناقص لا يتعدى دورها كجارية بالنسبة للرجل أو متعة أو عورة طبقا للمنظور القديم الذي ساد خلال العصور
الوسطى ولا زال ساري المفعول عندنا في عالمنا العربي المتخلف. في حين نحن نرى اليوم في المجتمعات المتقدمة والقوية دور المرأة عند هذه المجتمعات
دورا رياديا وقويا كعنصر أساسي في معادلة التنمية إجتماعيا وسياسيا واقتصاديا .بينما نحن لا زلنا ننظر للمرأة كما لو أنها عنصرا ضعيفا لا يصلح
إلا لإستراحة محارب أو نزوة عابرة رهن إشارة الرجل المتخلف المريض والمكبوت .
علينا أن نرسم في عقول ناشئتنا وتلامذتنا خلال المراحل الأولى من تكوينهم بأن المرأة هي إنسان ولا تختلف عن الرجل في شيء سوى في وظيفتها
كأم كأخت كإبنة كزوجة . فهي بحكم طبيعتها النبيلة كمنبت للأجيال القادمة بمشاركة أخيها الرجل كشرط أساسي في معادلة التناسل وبناء الأسرة
والمجتمع . علينا أن نجعل منها مدرسة مثالية وتقليدها المسؤولية الكاملة في البناء الإجتماعي والسياسي والإقتصادي أ سوة بشريك حياتها الرجل الحر والمؤهل أيضا للدور المنوط بهما معا . فالمساواة بين الرجل والمرأة مسألة طبيعية وضرورية وعادية في منطق الحياة ولكي ندرك هذا الأمر
لا ينقصنا سوى التجرد من المفاهيم البدائية والتخلص منها حتى نستطيع أن نلحق نحن العرب بالركب الحضاري للإنسانية والتطور الذي يبني
الحضارات على هذا الكوكب الأزرق الذي نحيا عليه.
علينا أن نواجه التيار النكوصي الذي يجتاح المناطق الهشة من عالمنا العربي والقضاء على الأمية والجهل بنشر التعليم والثقافة والوعي بين الناشئة
العربية في عموم الوطن العربي دون استثناء لجعل هذه الناشئة أجيالا مستقبلية متفتحة على ثقافة شعوب الأرض قاطبة والتركيز على الثقافة التنويرية
الرابحة للرهان والصدارة على كوكبنا المتطور والمتحرك أبدا نحو الأمام . وعلينا أيضا بناء جسور الحوار مع الآخر وربط العلاقات المثمرة ثقافيا
واقتصاديا وزرع روح التسامح والتفاهم في وجدان الناشئة العربية والقضاء على الكراهية والأحقاد الموروثة عن الماضي المظلم خدمة للسلام العالمي
وتوحيد الإنسان المتضامن مع أخيه الإنسان في كل زمان ومكان .
ساحة النقاش