محمد ناصر .

 ايها الفتى الفقير

-------------

     نظر إلى حذائه الأسود وإلى جاكتته الجديدة ......  وعندما قال المعلم ،  ضعوا الأقلام ، كان هو ينظر من على رحلته إلى " ناصر " الذي دخل إلى غرفة الدرس خلسة وعلى وجهه الصغير نتفات من الخوف والمطر ..... وكانت ملابسه مغطاة إلى المنتصف  بالوحل ...... تلفتت كل العيون صوب ناصر الصغير ، أما هو فقد ظل  يراقب المشهد ....

 انتبه المعلم اخيراً ....

 ادار رأساً اشيب نحو " ناصر " التلميذ ذي الثياب الرثة والملوثة وقال :

    - لماذا تأخرت ؟ 

نظر " ناصر " الصغير إلى الأرض ..... ثم إلى زملائه الأخرين وكان ما احزنه كثيراًُ انه رأى نفسه وحيداً  ومتهماً بين كل تلك العيون المفتوحة  والمصوبة لاتجاهه بنهم ....

وصعقه صوت المعلم من جديد : - لماذا تأخرت ؟

 لم يجب التلميذ ....

 وكان هو ينظر من مكانه ألى " ناصر " الصغير ..... كانت ساقا " ناصر " تصطكان  ... وجسمه يختض باكمله من أثر البرد ...

قال " ناصر " أخيراً وارتجاف يائس يسحق  صوته :

     -  لقد دخل الماء والوحل إلى حذائي ولم استطع السير .

نظر الجميع  إلى المعلم  اولاً .... وتوقع هو ما سيحدث بالضبط حيث كل العيون النهمة على حذاء " ناصر " الصغير .... الممزق ....

 قال المعلم :  -  ناصر ..... اجلس .

وفكر هو على نحو طفولي مغاير : تلميذ صغير مثلي .....

 وحل متصاعد بغزارة إلى ما فوق الركبتين .....

برد .... وحذاء ممزق ..... .

 واذن .....

فجأة .... انداح في رأسه مشروع مؤقت ....... ولحظتها أحس باشمئزاز كبير لا يطاق من المكان الذي كان يحتويه ، وحين سقط نظره على  " ناصر " وآه مقشعراً ...... مرتجفاً ..... ومضغوطاً في مكانه بشكل قاس ......

 

قال هو في نفسه   :  - ايها الفتى الفقير ..... يا صديقي .

 

  وكبر فيه مشروعه المؤقت ذاك .

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 293 مشاهدة
نشرت فى 27 مايو 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

357,393