الأسير الفلسطيني
****
في لحظة منكسرة
مثل انكسار الصوت
فوق عاكس الصدى
يرتدُّ في ذبذبةٍ
تصحبها أنجزة
سوداء
بيضاء
حمراء
من دونما لون !
شيئاً ..... فشيئاً
تتلاشى ،
مثل قطعة من الجليد
فوق صفيح ساخنٍ
مثل فقاعة ..... تفّجرْ
فوق هواجسي
شعرتُ
أنني غير الذي
يدخل في ملابسي !!
وأنهم في ليلة معصوبة العينين ،
مأسوراً
على الأشواك قادوني !!
" عزيز قوم ذل .... "
عندئذ ... بكيت .
ما كنت أبكي من لواعج الحرية
لكنني أصبحتُ
لا أملك ... غير الصمود
هل يأسرون الدمع ؟
وأنهم .... يحاولون !!!
في مركز الأسرى
في علبة صرنا بها
أسماك سردين
لكننا أحياء
ننتظر التعليب!!
بوتقة التجريب
في كل لحظة يكون واحد منّا
على استعداد أن يموت
في منصهر التعذيب
من أجل أن لا يعدم الوطن
في ليلة تجمعّوا حولي
أنابيب زجاج ، وسكاكين ،
مقصّات لها طاقية
تمشي على ساقين !!
" جربتمو غسل الدماغ ؟ "
" نعم ...
بمسحوق يزيل الصبْرَ والأحساس ،
والصمود
والزمنْ ...
فما غَسلنا من دماغهِ
حبَّ الوطن !! "
لي زيتونة في جنين
أسرّ فيئها غراب البينِْ
من صهيون
غادرها الدوري
تاركاً بيوضه المفقسّه !!
ماذا يقول للجنين ؟
" أبوك مات من سنين
أمّك نلك السلحفاة ... "
يا زيتونتي في جنين
لا تجزعي على بنيك ... يكبرون
وسوف يرجعونْ
في موسم الزيتون ...
يا زيتونتي في رام الله
يا جارتي في الأسر
" من يضحك الآن
ومن يبكي ؟
تعالي ...
نقتسم الهمَّ ... تعالي "
في غفلة من الحرس
ليلاً ... تسللتُ
إلى ذاكرتي
لأستعيد بعض
ما يملكه الأنسان .
---------------------------
http://pulpit.alwatanvoice.com/content/print/231854.html
الأسير الفلسطيني بقلم: د . محمد ناصرتاريخ النشر : 2011-07-03
د . محمد ناصر
الأسير الفلسطيني
****
في لحظة منكسرة
مثل انكسار الصوت
فوق عاكس الصدى
يرتدُّ في ذبذبةٍ
تصحبها أنجزة
سوداء
بيضاء
حمراء
من دونما لون !
شيئاً ..... فشيئاً
تتلاشى ،
مثل قطعة من الجليد
فوق صفيح ساخنٍ
مثل فقاعة ..... تفّجرْ
فوق هواجسي
شعرتُ
أنني غير الذي
يدخل في ملابسي !!
وأنهم في ليلة معصوبة العينين ،
مأسوراً
على الأشواك قادوني !!
" عزيز قوم ذل .... "
عندئذ ... بكيت .
ما كنت أبكي من لواعج الحرية
لكنني أصبحتُ
لا أملك ... غير الصمود
هل يأسرون الدمع ؟
وأنهم .... يحاولون !!!
في مركز الأسرى
في علبة صرنا بها
أسماك سردين
لكننا أحياء
ننتظر التعليب!!
بوتقة التجريب
في كل لحظة يكون واحد منّا
على استعداد أن يموت
في منصهر التعذيب
من أجل أن لا يعدم الوطن
في ليلة تجمعّوا حولي
أنابيب زجاج ، وسكاكين ،
مقصّات لها طاقية
تمشي على ساقين !!
" جربتمو غسل الدماغ ؟ "
" نعم ...
بمسحوق يزيل الصبْرَ والأحساس ،
والصمود
والزمنْ ...
فما غَسلنا من دماغهِ
حبَّ الوطن !! "
لي زيتونة في جنين
أسرّ فيئها غراب البينِْ
من صهيون
غادرها الدوري
تاركاً بيوضه المفقسّه !!
ماذا يقول للجنين ؟
" أبوك مات من سنين
أمّك نلك السلحفاة ... "
يا زيتونتي في جنين
لا تجزعي على بنيك ... يكبرون
وسوف يرجعونْ
في موسم الزيتون ...
يا زيتونتي في رام الله
يا جارتي في الأسر
" من يضحك الآن
ومن يبكي ؟
تعالي ...
نقتسم الهمَّ ... تعالي "
في غفلة من الحرس
ليلاً ... تسللتُ
إلى ذاكرتي
لأستعيد بعض
ما يملكه الأنسان
ساحة النقاش