الحكاية رقم 9- نجيب محفوظ
********************-
خبرٌ يتردّدُ في الحارة
تقول إحدى الجارات لأمّي
أما سمعت بالخبر العجيب؟
فتسألها عنه باهتمامٍ، فتقول:
توحيدة بنتُ أم علي بنت عمِّ رجب؟
مالها؟ كفى اللهُ الشّرّ
توظّفت في الحكومة!
إي والله موظّفة، تذهب إلى الوزارة، وتجالس الرجال!
لا حولَ ولا قوة إلا بالله، إنها من أسرةٍ طيبة، وأمّها طيبة، وأبوها رجلٌ صالحٌ.
كلامٌ، أيُّ رجلٍ يرضى عن ذلك؟
اللهمَّ استرنا يا ربِّ في الدُّنيا والآخرة. .
يمكن لأن البنتَ غيرُ جميلة.
كانَتْ ستجدُ ابنَ الحلال على أيِّ حالٍ. .وأسمعُ الألسنَ تلوكُ سيرتها في الحارة،تعلّقُ،
وتسخرُ،وتنتقد،وكلما لاح أبوها عمّ رجب أسمعُ من يقول:
- اللّهمَّ احفظنا!
- يا لخسارةِ الرِّجالِ !
توحيدة أولُ موظفةٍ من حارتِنا، ويقال إنها زاملت أختي الكبرى في الكـتّاب،ويحفزُني مـا سمعته عنها إلى التفرّجِ عليها حين عودتها من العملِ،أقفُ عندَ مدخلِ الحارة حتّى أراها وهي تغادرُ سوارسَ.
أرنو إليها وهي تدنو،سافرةَ الوجهِ،مُرهفةَ النظرةِ،سريـعةَ الخطوِ بخلافِ النِّساءِ و البنات في حارتنـا،وتلقي عليَّ نظرةً خاطفةً أو لا تراني على الإطلاق،ثم تمضي داخلَ الحارة و أتمتم مردّداً كالببّغاء:
يا لخسارةِ الرجالِ !
نشرت فى 29 إبريل 2011
بواسطة MOMNASSER
د .محمد ناصر.
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
383,525
ساحة النقاش