لساناً واحداً وأُذنَين
اذا كانت حكمة الله أن يخلق للإنسان لساناً واحداً وأُذنَين فلكي يسمع أكثر مما يتكلَّم. لكن الانسان، كعادته، يجتهد ويتحايل، فيظهر بلسانين، وحين يُكثر في الاجتهاد يتحوَّل الى ناطق بألسنة كثيرة. * * *
راودتني هذه الخواطر لأنني لاحظت منذ إن بدأت هذه الحرب ان أحد المسؤولين لا ينفكّ عن النُطق والكلام في (مطوَّلة) يومياً، وأحياناً في (مطوّلتين) في اليوم الواحد. تذكَّرت كلاماً للساخر (جورج برنارد شو) يقول فيه: (مأساة الكذّاب ليست في أن أحداً لا يصدِّقه بل في أنه لا يُصدِّق أحداً).
لكن ما ينطبق على المسؤول الذي نحن في صدده، ان أحداً لا يُصدِّقه، فهو حفظ الحكمة القائلة:
(أنا أُفكِّر إذاً أنا موجود) فحوَّر فيها وحرَّف لتُصبح:
(أنا أتكلَّم إذاً أنا موجود).
هنا، لا يكفي للإنسان أن يتكلَّم بل عليه أن يضمن أن أحداً يسمعه، فنوعُ الكلام أحياناً يدفع الإنسان الى الإحجام عن الاستماع حتى لو كان يملك عشرين أُذناً.
* * *
لأنني لا أستطيع ثنيَ ذاك المسؤول عن الكلام، فلقد اخترت أن لا أسمعه، ويقيني أن كثيرين اتخذوا القرار ذاته لأن توتّر الأعصاب يدخل من الأذن أحياناً.
ساحة النقاش