هل هناك ، وقت للحب ،...
سألني صديقي : أثمة وقت للحب وسط بحر الكراهية الذي تضربنا أمواجه من كل جانب؟
هل لدينا متسع كي نسمع ضربة قلب خافقة بعاطفة ، فيما تقرع قلوبنا طبول الاغتيالات والموت اليومي ، على وقع سنابك الحرب العالمية الثالثة التي تخوضها جحافل هولاكو ـ طبعة الألفية الثالثة ، مرة ضد الإرهاب وأخرى ضد الحجاب؟ إلى أين تتجه بوصلة القلب ولم يُبق لنا لا اليهود ولا أمريكا فسحة من راحة ، أو شوطا من ذكريات ، إلا بما يغذونه من صور جديدة لجنازات ومآتم وأشلاء ، تجد شيئا منها تحت مخدتك حين تأوي للنوم؟ وقت للحب، هل جننت؟ وأنت رجل تدب نحو الخمسين ، تحمل على كاهليك نصف قرن من عذابات ملايين المحرومين والمعذبين ، اللاجئين والنازحين ، والمهجرين ، والمنفيين ، والمحرومين ، والأشقياء ، لا نقول من البحر إلى النهر ، ولا من المحيط إلى الخليج ، بل من طنجة إلى جاكرتا؟ وقت للحب؟ ماذا تقول لشريكة عمرك: هل ثمة امرأة جديدة في حياتك؟ هل ثمة مشروع زواج؟ أي ماء زمزمي سيُطهرك من تلك الشبهة؟ أتحب وأنا هنا مقيمة ما أقام عسيب؟ وقت للحب؟؟ ماذا أبقيت لأبنائك أيها الشيخ؟ أويحب الكهول من أمثالك؟ من المفهوم ضمنا أن يكرهوا ، أن يتذمروا ، أن يسعلوا ، أو يُخرفوا ، أو يُحدثوا أنفسهم ، أن يصرخوا بأطفالهم ، أن يأتوا بربطات الخبز ، ورؤوس القرنبيط ، ويدفعوا فواتير الكهرباء ، أن يعظوا أبناءهم العاقين ، أما أن.. يحبوا؟ ماذا تقول لشيبك ووقارك (المزعوم،)؟ ماذا أبقيت للمراهقين؟ ولأبناء وبنات الجيران؟ هل فكرت في إرسال "مسيج" إليها عبر الهاتف الخلوي؟ أم ستكتب رسالة مضمخة بالعطر وتبعث بها مع أحد أبناء الحارة؟ أم ستكتفي بالإيميل مستفيدا من عصر الانتنرنت؟ وقت للحب؟ وأي حب أيها الشايب العابث؟ هل ستستمع إلى فيروز وهي تغني بين يدي: جاءت معذبتي في غيهب الغسق كأنها الكوكب الدري في الأفق فقلت نورتني يا خير زائرة أما خشيت من الحراس في الطرق؟ فجاوبتني ودمع العين يسبقها من يركب البحر لا يخشى من الغرق ،
قلت لصديقي ، وقد ضقت ذرعا بخياله المجنح ، قبل أن يمضي إلى ما هو أبعد في افتراضاته ، مما لا يُحمد عقباه ، وقبل أن تصدق "أم رامز" أن ثمة مشروع ضرة في حياتها: لم أقصد أيا مما أنتجه خيالك المريض ، الا يكون الحب حبا إلا إذا اقترن بامرأة؟ إنما كنت أقصد المضي إلى فضاء يخرجني والقارىء مما أثقل على قلوبنا من هم وغم مقيمين ، لم لا نفكر ولو على سبيل الافتراض بشيء آخر ، غير ما نحن فيه من دم ودمار وثكل وفواتير و"تحرير" أسعار ستحولنا إلى عبيد للحزن والنكد؟ قال: إذا كان الأمر كذلك ، فــ..حب كما تشاء، ،
نشرت فى 25 إبريل 2011
بواسطة MOMNASSER
د .محمد ناصر.
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
383,656
ساحة النقاش