الوقوف والانحناء -- -1-


قاص شاب رفض الكشف عن قصصه، في آخر النهار مزق طاقية العمل بسكين، نفض الغبار والباطون عن ثيابه، ثم حفر بذات السكين على التراب..(فلسطين، يا رائحة الحنطة والزيتون..يا لون السماء الطازجة، والتطريز في ثوب أمي...اغفري لنا خطايانا..فنحن حائرون حائرون..فلسطين يا أمي، أنت القلم والسطر و صراطنا المستقيم، سامحي الحرف ان أتعبه الوقوف وانحنى .
                                 ********** 
               الوقوف والإنحناء - 2
معلم التاريخ، الذي كان يكتب على السبورة كل صباح / لن نفرط بتراب فلسطين./ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة/ المقاومة خيرانا الوحيد.. لا بد أنه ذرف دمعا مرا وهو يخلط الرمل الوطني بإسمنت الاحتلال، ولا بد أن صوت نشيجه ارتفع على صوت الرافعات وضجيج البناء،وعلى صوت الأمعاء الخاوية، و بكاء الأطفال المنتظرين..رمل وطني، واسمنت احتلال، ودموع مواطن مسحوق..أي خلطة لأي سلام؟...

                                   ***********     الوقوف والإنحناء -3
شاعر تفعيلة ترك أمه وشقيقتيه، تزنر بالمسامير والحروف والفواصل.. دق مسمار في جدار الموت، فاستحال ألفا في قصيدة وطنية، دق ثانية وثالثة ورابعة فاستحالت كلمات من غير معنى، رمى المطرقة من يده وبكى، فتفعيلة الاحتلال لا تخضع لأي وزن..
                                 ***********      الوقوف والإنحناء -4
روائي مغمور، حمل القضيب تلو القضيب وسار باتجاه السياج..تشققت يداه فلم يأبه بهما ، هرول بأبطاله وأحداثه وحبكاته ونهاياته الحزينة ، مسح عرقه الخجول، و قبل أن يمد يده لمسؤول البناء ليعطيه عشرين «شيكلا» بلون الدم...ركض فقطع يديه مرددا لقد بنيت سجني بكما، لا عشت سجينا خائنا...
                          ***************      

  • Currently 18/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

368,779