بين الزميل والصديق ... 

ليس كل الأصدقاء زملاء ... ولكن هناك زملاء كالأصدقاء ... وأحياناً أكثر .... إنهم أخوة لك يؤثرونك عل أنفسهم ، ويقدمون لك الحب المصفى والود الصادق فلا تملك إلا أن تأمر قلبك بالانحناء لهؤلاء الذين استطاعوا أن يجمعوا بين معادلة صعبة ومعقدة جداً .

ولذل تجدني أحترم احتراما لا حد له كل زميل يستطيع أن يقنع زملاءه بصداقته... ويجعل من علاقته بهم علاقة ود لا تؤثر فيها خلافات العمل ولا تهزها عواطف موقع هذا الزميل عند الآخرين أو المجاملات التي تقدم له أو النقد أحياناً .

وما أقسى أن تفارق زميلاً لك أقنعك بصداقته... أنه كفراق الأخ لأخيه ... فهناك أنواع شتى من الزملاء، رفيع.. والوضيع .. والزاحف والقانع، المثابر، الممثل... الشكاء البكاء، الصبور... وأحترم كل هؤلاء... ولكنني كنت وما أزال أقدس الزميل الذي يستطيع إقناعي وإقناع زملائي بأنه ليس رفيق عمل فقط، بل هو صديق صادق في صداقته... ومخلص في وده... لا يطعن من الخلف، ولا يخطط لمعارك وهمية... ولا يسعى إلى تقويم زملائه والصعود على جثثهم .... 

وأخيراً لا أقبل أن يفكر عني الآخر حتى صديقي بالنيابة عني .... أنني لا أقبل أن يفعل زميلي أو صديقي ذلك مهما قويت أواصر الصداقة بيننا .

أقبل أن تدافع عني بالنيابة بما تعرفه عني وبحدود الموضوع المثار يكون رأيك وحول الموضوع ، ولكن أرفض أن تستخدم عقلك بالنيابة عني أيها الصديق أو الزميل العزيز .

لأنك تلغي عقلي وشخصيتي إلغاء ليس بعده إلغاء ، ولذا أرجوك أن تتركني أفكر بنفسي ... وأستخدم عقلي بدون تدخل منك .

إنك يا صديقي ويا زميلي إن فكرت بالنيابة عني تفقدني.. وأضيع منك ... ولا أظن أن فقداني أو ضياعي يرضيك فلقد عرفتك صديقاً ودوداً مخلصاً يؤثرني على نفسه ، ولكن عندما حاولت أن تلغي عقلي وتفكر بالنيابة عني بدأت أشك فيك ... وفي حقيقة عواطفك نحوي وفي صداقتنا التي ربطت بيننا حيناً من الدهر !

لا تقل يا صديقي أنك قصدت الخير حين أردت أن تفكر بالنيابة عني... وأنك سعيت إلى مساعدتي وإكرامي.. وإعفائي من مشقة التفكير الذي يرهق الناس .

أنك يا صديقي تريد بذلك أن تلغي وجودي وتريد أن يصبح عقلك هو وحده المسيطر... 
إنك تسعى بهذا الذي حاولت أن تفعله إلى أن تحل محلي... وإلى الاستيلاء علي ... 
وإلى سرقتي من نفسي !!

إنك يا صديقي تطلب مني المستحيل فتفكيري هو حياتي ولولاه لما اخترتك أنت بالذات من آلاف البشر صديقاً ........ ولولاه لما أصبح عندي أصدقاء ......... ولولاه لما استطعت أن أختار . . 

وخير لك أن يكون عندك من يفضلك عن سواك فيتفق معك حيناً ولا يتفق معك حيناً ، ويرضيك تارة ، ولا يرضيك تارة ... خير لك أن يكون عندك ذلك من أن تكون عندك أداة لها شكل إنسان تسيرها كيف ما تشاء ومتى تشاء .

فدعني أفكر بحريتي وعلى سجيتي لأقول لك : 

يا صديقي .

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2011 بواسطة MOMNASSER

ساحة النقاش

د .محمد ناصر.

MOMNASSER
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

383,664