د . محمد ناصر .
**بغداد
ولقيتك يا بغداد امرأة , واتاك الطوفان
يا عذراء بلغت سن الرشد فأسموها بغداد
ما مرت في خاطرك الآهات
ولا معنى الميلاد
وعلى ناصية خشبية
أبصرتك فوق صليب محروق
يلتف حواليك الطغيان
يا قارئة أخر درس في كتب الموت العاشق
ظنوك معلقة من شعرك
***************
من يملك قلبا بشريا
من ليس بداخله أي ضمير يردع
من بين يديه رصاصا وقنابل
فليأت الليلة يهتك عرضي
يقتل أطفالي , في غرف وملا جيء مدنية
والأدخنة السوداء
أو تلك الآلات الحربية والبقع الدموية
تهتف : من يأتي ... من ؟
وأنينك لا يسمع , مات الإصغاء الكل حواليك على الغالي الناري
يشدون الإصبع
وذابت فيك الأشياء
لا لون ولا أسماء
لا أشكال تميز هذا الحطام عن الشارع
الليل مدمى والغربة شوق
والأطفال بكوا ساعات ثم آتتهم غفوة
ما اعتادوا هذا الشوق الزائد
من كل بشر الأرض , فماتوا
أقبلت لأذرف دمعة
فقدت لساني وتقرح فمي
لكني ما زلت , بشرياني , أصرخ
لم يتدحرج في بغداد الشرف العربي
**********************
من غابات عيونك يا فرح الأحزان
يا ميلاد الصلبان
أنظر في عمق الطوفان
أبحث عن أغلى الأشياء
فأرى في أخمص رجلك شرفا يتوهج
يدفعني أن أتقدم نحو الله الممتد
على كل محيطك
لأعانق هذا الموت المتموج
لا ادري يا عاشقة لون الموت
ولون الطوفان
ما معنى آن اصعد نحوك زحفا
وعلى ظهري كل الصلبان
ما معنى آن الثم صمتي وصراخك
وشفاهي دامية من فرس الرب
آه يا اجمل وجه طل علي من الصحراء
من أشعل عينيك لتلتمعا , من خلل الموت حياة ؟
قولي لي في هذا الكون الضائع
أين أبوك وأمك ؟
في هذه الأشكال التجريدية , أين الأصحاب ؟
او لم تطبع فوق اكفهما القبلات ؟
لكن .... !!
لا تيأس يا جذر الأرض
لم يتدحرج في بغداد الشرف العربي .
*****
ساحة النقاش