إعداد:هانى عبد المريد
ما هى المشكلة ؟
هى شىء بحاجة إلى تصحيح ..
ولكن هذا التعريف يجعلنا نتسأل مجددا .. ومتى يحتاج الشىء إلى تصحيح ؟
فلنفرض أن صخرة كبيرة وقعت لتسد شارع " نعيم عبد الجليل " هل هذه مشكلة ؟
وفى حالة إذا كان شارع " نعيم عبد الجليل " هو الطريق الوحيد المؤدى لمكان هام ، تود الذهاب إليه ؟
هنا تنبع المشكله .. إذا فلنقل أن المشكلة هى :
" هي الشعور بوجود صعوبة لابد من تخطيها أو عقبة لابد من تجاوزها ؛ لتحقيق هدف ما "
إذا فلنلاحظ أن المشكلة تصبح مشكلة عندما تعوق تحقيق أهدافى ، وهذا يقودنا لشئ آخر هام
من هو صاحب المشكلة ؟
فلنسأل أنفسنا دوما ، من هو صاحب المشكلة ، أنا ، أنت ، هم ، نحن ........
إذا كنت أنا ، فأنا المسئول الأول عن حلها ، إذا كانوا هم ، فهم المسئولون عن حلها ......
عفوا لا تتسرع وتتهمنى بالأنانية .. كل ما أود قوله ، أننى أنبهك ألا تتحول لذلك الشخص الذى يتحمل أعباء ومشاكل كل من حوله ، وتجده مضغوطا طوال الوقت ، يملى آوامره بعصبية ؛ لتدارك المشكلة ، التى بالضرورة يراها كارثة ، هذا الرجل إذا كان أب ، فأنه سيخرج جيل من الابناء غير القادرين على مواجهة المشاكل ، وإذا كان مدير فإنه سيؤسس لكيان إقتصادى هش يرتبك فى عدم وجوده .
من الممكن أن نتسآل الآن كأطفال أبرياء
لـمـاذا تأتينا المشاكل ؟
تأتينا لتخبرك بوجود خلل لديك ، تأتينا لتسدى لك النصيحة ، والتوتر والقلق الذي تنسبه إلى المشكلة لا يعود إلى المشكلة بل إلى نظرتك إليها وتعاملك معها لذلك يجب أن تسعى لتصحيح النظرة ومن ثم فى تعاملنا وعلاقتنا مع المشكلة يجب أن نكون واقعيين وعمليين وإيجابيين ،
فالطفل عندما ترتفع حرارته قد تقلق الأم ، وتأسف كثيرا لذلك ، وتعيش المشكلة ، مع أن ارتفاع درجة الحرارة ما هو الا رسالة تنبيهية من جسم الطفل ، تخبرها بوجود فيروس ، وأن عليها التحرك الآن بالذهاب للطبيب ، إذا كثيرا ما لا نفرق بين المشكلة ، وبين ظواهرها .
هناك أيضا نقطة تعد من أكثر النقاط المسبببة لللمشاكل ، وهى قدرتنا – نحن – الضعيفة على إدارة أولويات حياتنا فكثيرا ما ندير أولوياتنا بشكلخاطئ ، وهنا تكمن ضرورة تحديد الأولويات كجزء من فن تنظيم الوقت ، ويركز النظام الجديد لتنظيم الوقت على إنجاز المهم من الأشياء أكثر من تلك المستعجلة ، والأشياء المجهدة أكثر من الأشياء البسيطة ، ويستخدم ذلك النظام كمفتاح لإدارة الوقت وتحسين مستوى المعيشة وبالتالى التخلص من الكثير من المشكلات .
كيف نكتشف المشكلة الحقيقية ؟
السر هنا يكمن فقط فى " لماذا " نعم لماذا عدة مرات ..
فأنت عندما تكتشف أن أبنك يحجم عن أداء الواجب المدرسى ، من الممكن جدا أن توبخه .
ومن الممكن أن تتسآل ، لماذا ؟
- لماذا يحجم الولد عن أداء الواجب المدرسى ؟
- لأنه يكره التعليم .
- لماذا يكره التعليم ؟
- لأنه يكره المدرسه .
- لماذا يكره المدرسه ؟
- لأنها ممله.
- لماذا المدرسة ممله؟
- لأنها خاليه من أى نشاط ، وأى ترفيه.
هكذا قادك سؤال ، لماذا للمشكلة الحقيقية ، وبدلا من توبيخ الولد ، فمن الممكن أن تربط أداء الواجب المدرسى ، بل والذهاب إلى المدرسة ، بأى نوع من المتعة ، أو الترفيه .
ولذلك فمن الممكن أن نقيس نضجنا بطريقة النظر للمشاكل
طريقة النظر للمشكلة
نعم فطريقة النظر للمشكلة كمشكلة ، هو الذى يجعلها مشكلة ..
ذات يوم ، وأنا فى حدود العاشرة ، ركبت باص خطأ ، وفوجئت أننى فى مكان غير الذى كنت متوجها إليه ، لكم أن تتخيلوا كم الخوف الذى انتابنى ساعتها ، لو فكرنا فى ماحدث سنجد أن استقلال باص خطأ ليس مشكلهة تعادل رعبى حينها كل ما فى الآمر أن الموقف كان جديدا علّى وأنا كنت طفلا ..
هكذا يجب أن نقول لأنفسنا دوما عند مواجهة المشاكل ، ليس هناك مشكلة على الأطلاق ، كل ما فى الأمر أن الموقف جديد علّى ، وأنا لم أعد طفلا .
ساحة النقاش