التفكير هو الفعل الذى يفصل بين الإنسان والحيوان ، هكذا أكدت معظم الدراسات والبحوث ، حتى قيل أن الأنسان حيوان مفكر..
ونحن هنا نؤكد أن التفكير الإبداعى هو الذى يفصل بين إنسان ناجح متميز ، وإنسان تقليدى نمطى ، التفكير الإبداعى يساعد على الإنجاز ، والتقدم والتحقق تحت أى ظرف ، وبأى إمكانيات ، التفكير الإبداعى لا يعرف العجز ، ومن هنا يتبدا لنا أننا جميعا فى حاجة لتنمية هذا النمط من التفكير لدينا ، وأن كنا جميعا نمارس التفكير الإبداعى ، ولكن بالتاكيد بنسب مختلفة ..
فالابتكار والإبداع أحد الضرورات الأساسية في إدارة حياتنا ، وفى إدارة الأعمال والمؤسسات, إذ أن الزمان في تصاعد والحاجات والطموحات هي الأخرى في نمو واتساع، فلم يعد كافياً أو حتى مرضياً أداء الأعمال في المؤسسات - على اختلاف أنماطها وأنواعها - بالطرق الروتينية التقليدية لأن الاستمرار بها يؤدي إما إلى الوقوف وهو بالتالي تراجع عن الركب المتسارع في المضي إلى الأمام أو الفشل .
لذلك فإن المؤسسات الناجحة ومن أجل ضمان بقائها واستمرارها قوية مؤثرة يجب أن لا تقف عند حدّ الكفاءة بمعنى أن تقتنع بالقيام بأعمالها بطريقة صحيحة أو تؤدي وظيفتها الملقاة على عاتقها بأمانة وإخلاص, على الرغم من أهمية هذا الشعور وسموّه. وإنما يجب أن يكون طموحها أبعد من ذلك. فترمي ببصرها إلى الأبعد وبآمالها إلى الأسمى والأسمى حتى تكون متألقة أفكاراً وأداءً وأهدافاً وبتعبير آخر حتى تكون مؤسسة خلاّقة مبدعة. ويصبح الابتكار والإبداع والتجديد هي السمات المميزة لأدائها وخدماتها.
ولأننا نتحدث عن التفكير الإبداعى إذا فنحن على أقل تقدير نتعرض لتعريفين مهمين وهما التفكير .. والإبداع ، لذا فقد رأينا أن نغوص فى عالم التفكير ثم الإبداع قبل أن نتعامل مع مفهوم التفكير الإبداعى ككل فهيا بنا لنبحر معا .
ساحة النقاش