الأقصر عالم من السحر والخيال

سحر الماضى ودلال الحاضر

متحف التحنيط بالأقصر غموض يغلفه السحر

التحنيط ذلك العالم المليء بالغموض والسحر، اعتقد المصري القديم منذ عصور ما قبل التاريخ أنه يدخل به إلى عالم الخلود والحياة الأبدية في العالم الآخر، اعتقادًا منه أن للموت مرحلتين الأولى مفارقة الروح للجسد والثانية تحليل الجسد وفساده واعتبر الثانية سدا وحائطا يمنعه من العبور إلى عالم الموتي «الخلود» لذلك كان الحفاظ على الجسد من التحلل وسيلته للعبور لتلك الحياة فكان التجفيف.


ومتحف التحنيط في الأقصر جنوب مصر والذي يقع أسفل مستوى شارع الكورنيش على ضفاف النيل وعلى الجانب الآخر للنيل في مواجهة المتحف تقع المنحدرات الصخرية للدير البحري المعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت، يعد ذلك المتحف سيناريو لعرض يتشابه في جوه والغموض الذي يحيط بعالم التحنيط فهو عبارة عن قاعة تشبه حجرة الدفن لدى المصري القديم من أضواء خافتة تتدرج من أعلى في مدخل القاعة حتى الظلام الدامس عند المومياء الوحيدة بالقاعة ما سهرتي ابن الملك با ـ نجم الأول، والذي كان يعمل كبيرا لكهنة آمون وقائدا للجيش.


قطع مضاءة


يقول أحمد صالح مدير متحف التحنيط بالأقصر سابقا عن هذا المتحف إنه الوحيد في مصر الذي يعتمد على حزم ضوئية تنزل مباشرة على القطع الأثرية في فاترينتها ويتم قياس درجة الإضاءة يوميا حتى تتم المحافظة على المواد العضوية، والمتحف يضم حوالي 65 قطعة أثرية تم اختيارها من المتحف المصري بالقاهرة فيما عدا قطعة واحدة وهي التمساح المحنط الذي كان موجودا في معبد كوم أمبو بمحافظة أسوان جنوبا وكل القطع ترجع إلى عصور متنوعة من الحضارة المصرية القديمة فيما عدا قطعتين من العصر الحديث.


وأوضح أنهما عينة حديثة من ملح النطرون تعرض ضمن فاترينة مواد التحنيط وهي أهم مادة استخدامها المحنط المصري القديم وجلبت هذه العينة من نفس المكان الذي كان القدماء يجلبون منه وهو وادي النطرون غرب الدلتا، أما ثاني القطع الحديثة هي بطة حنطها المصري زكي إسكندر في محاولة للتوصل إلى بعض المعلومات حول طريقة تجفيف الجسد.


ورشة للتحنيط


ويسترسل أحمد صالح في شرحه للمتحف أن القاعة تنقسم إلى جزأين الأول يعرض مشاهد مرسومة من برديتين مصريتين بالمتحف البريطاني، وهما توضحان خطوات التحنيط وترجعان لعصر الدولة الحديثة «1200 ق. م» وتفسران رحلة السبعين يوما التي يأخذها المتوفى منذ تاريخ وفاته وحتى يوم دفنه، فتبين ورشة التحنيط وشكلها والكهنة المحنطين وآخر طقوس عملية التحنيط «تلاوة كبير المحنطين على الجسد» كما تبين نقل الأثاث الجنائزي في موكب الدفن ومرافقة الزوجة لجسد زوجها بعد الانتهاء من خطوات التحنيط والندابات يبكين المتوفى..


بالإضافة إلى طقس فتح الفم ويمثل إعادة حواس المتوفى ليكون على دراية بما سيحدث له في العالم الآخر، كما أنهما توضحان شكل محاكمة المتوفى في قاعة الصدق والعدالة وفلسفة التحنيط وثنائية الروح والجسد.


وأخيرا منظر حقول الأيار «الجنة عند المصري القديم» ويضيف صالح أن الجزء الثاني من القاعة يبدأ من حيث انتهى الأول وفيه توجد المعروضات الأثرية في تسع عشرة فاترينة الأولى منها تعرض مومياء وتابوت «ما ساهرتي» كبير كهنة آمون وهي تمثل إجراءات التحنيط في القرن «11 ق. م» أما الثانية فهي تعرض كانوبية من المرمر تخص شخصا يدعي «واح ـ اب رع ـ من نقر» ابن أحد النبلاء الذي يسمي «سبماتيك» وترجع لأواخر العصور الفرعونية كما تعرض باقي الفاترينات حتى رقم 19 مجموعة من الأدوات المستخدمة في التحنيط وكبشا محنطا ومجموعة من الحيوانات والطيور والأسماك المحنطة..


بالإضافة إلى بعض التمائم وعلى الرغم من أهمية هذا المتحف من حيث تفرده بكونه المتحف الوحيد في العالم الذي يدور حول الحفاظ على الأجساد إلا أن دوره كمتحف لعرض القطع الأثرية يضعه في حجم محدود جدا.

للمزيد زوروا البوابة الالكترونية

www.luxoregypt.org

  • Currently 230/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
77 تصويتات / 1289 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2009 بواسطة Luxortreasures

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

28,146