إن وادى الملكات ترقد فى أرجائه ملكات الأسر 18، 19، 20 وكذلك بعض مقابر الأمراء والأميرات من هذه الفترة أيضاً. ويبلغ عدد هذه المقابر حوالى أكثر من 70 مقبرة معظمها أصابها التلف. وهذا الوادى يقع فى الجنوب الغربى من جبانة "طيبة". ومن أهم المقابر وأفضلها من الناحية الأثرية مقبرة الملكة "نفرتارى".
مقبرة الملكة نفرتارى رقم 66
وادى الملكات - رسوم حائطية فى مقبرة "نفرتارى" (اُكتشفت سنة 1904).
هى الملكة "نفرتارى" زوجة الملك المشهور "رمسيس الثانى"، ويبدو أنها كانت أحب الزوجات إليه، وصورتها منحوتة ومصورة على الجدران. والملك "رمسيس الثانى" هو ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشرة وطال حكمه مدة 67 عاماً. وهو الذى أنشأ عاصمة جديدة سمَّاها "برعمسو" أى "دار رمسيس"، وغالباً كان موقعها قرب "صان الحجر" بالشرقية الآن، وذلك حتى يُتابع الدولة المصرية فى حدودها من مصر حتى بلاد الشام. وعموماً هو أكثر الفراعنة فى بناء وإنشاء المعابد والتماثيل فى أرجاء مصر كلها.
لوحة حائطية من مقبرة الملكة "نفرتارى" بوادى الملكات تُصور الملكة وهى تلعب لعبة شبيهة بالشطرنج (لعبة "سينموت" Senmut).
ويمكن النزول إلى مقبرة الملكة "نفرتارى" بسلم يؤدى إلى باب المقبرة الذى يليه سلم آخر يصل إلى قاعة متوسطة الحجم. فإذا ما وقف الزائر فى وسطها، سيجد يساراً إفريزاً يرتفع نحو طول قامة الرجال تقريباً وفوق هذا الإفريز حُليت الجدران بنقوش جميلة تُمثل هذه الملكة وهى تلعب لعبة شبيهة بالشطرنج، وفى مناظر أخرى وهى تتعبد لمختلف الآلهة. أما فى الجدار الذى عن اليمين فيوجد باب يوصل إلى حجرة جانبية، زُينت جدرانها بالنقوش الجميلة الملونة، والمناظر الرمزية الجذابة التى تمثل الملكة وهى تتعبد لبعض الآلهة، ومن بينها سبع بقرات سُمان وثور وهن رمز أمهات الآلهة، وباقى أجزاء هذه المقبرة مرمم.
مقبرة الأمير آمون حبشف أو آمون حرخبشب
خريطة لمقبرة الأمير "آمون حرخبشب" رقم 55 بوادى الملكات.
هو الأمير الصغير "آمون حبشف" أو "آمون حرخبشب" Amunherkhepshep، أحد أبناء "رمسيس الثالث" من الأسرة العشرين، وقد مات هذا الأمير وهو فى الثالثة عشرة من عمره. ومقبرته (رقم 55 بوادى الملكات) فيها نقوش جميلة مازالت محتفظة بألوانها الزاهية، ويتمثل فيها العطف الأبوى فى اللحظات المؤثرة. فيُشاهد الملك "رمسيس الثالث" وهو يقدم بنفسه ولده المتوفى إلى الآلهة، ويوصى به خيراً. وتحتوى هذه المقبرة على حُجرة متوسطة الاتساع ثم باب يوصل إلى سرداب مستطيل يوصل بدوره إلى حجرة الدفن الصغيرة وبها التابوت الذى كان به رفات الأمير الصغير.
وكانت والدة الأمير "آمون" حبلى وقت وفاته، وفى حزنها أجهضت جنينها ودفنته مع "آمون"، حيث عُثر على مومياء لجنين عمره 5 شهور بمقبرة الأمير "آمون".
مقبرة الأمير "آمون حرخبشب" - لوحة تُصور الأمير وهو يتعبد للإله "خنوم" (له رأس كبش).
مقابر الأشراف (النبلاء):
وهى أكثر من 411 مقبرة محفورة فى الصخر. ويتكون معظمها فى العادة من رحبة كبيرة، بها باب المدخل. وسقفها محمول على أعمدة فى الغالب. ويليها دهليز يواجه المدخل وينتهى بمقصورة يوضع فيها تمثال الميت وأقاربه. ويوجد فى بعض الأحيان غرفتان على جانبى الدهليز المذكور، كما كان يوجد فناء صغير أمام مدخل المقبرة أُعد لتقديم الضحايا والقرابين. أما النقوش التى كانت تتعاقب على جدار الرحبة فتُمثل الميت وهو يقوم بأعماله المختلفة فى حياته الأرضية، ولذا فإنها تلقى ضوءا على طريقة الحياة المصرية القديمة أيام الدولة الحديثة. أما النقوش التى فى الدهليز، فإنها تمثل فى العادة الطقوس الجنائزية
أحد مناظر مقابر النبلاء.
ولما كان الحجر الجيرى الذى حُفرت فيه هذه المقابر هشاً ضعيفاً، غطيت الجدران أولاً بطبقة من الغرين تُدهن بالجير ثم تُجلّى بعد ذلك بالنقوش والألوان. وأهم المقابر الموجودة فى هذه المنطقة مقابر "نخْت"، و"مننا"، و"رح مى رع"، و"رع موزا"، و"سينوفر".
مقبرة نخت رقم 52
رسم معمارى لمقبرة "نخت".
كان "نخت" Nakht هذا كاتباً للمخازن فى عهد الملك "تحتمس الرابع" من الأسرة الثامنة عشرة وتتكون مقبرته من مدخل يوصل إلى صالة عرضية، توصل بدورها إلى صالة طولية، تنتهى بنيش niche (حيث يوجد التمثال). والغرفة الأولى فقط هى التى يوجد على جدرانها صور بديعة لا تزال محتفظة بجمالها.ومعظم هذه الصور تُمثل الحياة الزراعية فى مصر القديمة من حرث الأرض وبذر القمح وحصاده، وكذلك مناظر قطف العنب وعصره، وصناعة النبيذ. كما توجد مناظر للصيد فى البر والبحر، ومناظر لمجالس الموسيقى والرقص.
مقبرة مننا رقم 69
هذه المقبرة خاصة بشخص يدعى "مننا" Menna كان كاتباً للحقول الملكية فى عهد "تحتمس الرابع" أيضاً. ويظن الناس العامة أن مقبرته هى مقبرة وزير الزراعة لأن معظم مناظر هذه المقبرة تدور حول الزراعة من حرث الأرض وبذر الحبوب، وزراعة الكتان وتمشيطه، ومناظر الحصاد، وبعض مناظر البحر والبر، كل هذا بإشراف "مننا".
مقبرة رح مى رع رقم 100
إنها مقبرة الوزير "رَح مى رع" الذى عاش فى عهد "تحتمس الثالث"، و"أمنحوتب الثانى" من ملوك الأسرة الثامنة عشرة. وترجع أهمية هذه المقبرة لما على حوائطها من نقوش تشرح بالتفصيل مهام وزراء ذلك العهد، فنرى الوزير تارة وهو يتسلم ضريبة الأقاليم المختلفة، وتارة أخرى نراه وهو يرأس محكمة العدل ويفصل بين الناس بالعدل والقسطاس. وفى بعض المناظر الأخرى نراه وهو يشرف بنفسه على مُختلف الصناعات من نجارة، وحدادة، وصباغة الجلود ودبغها. كما نراه يُشرف على أعمال المعابد وتشييدها، وإعداد الطوب الخاص بمبانيها.
وهذه المقبرة تتكون من فناء يتوسطه مدخل يوصل إلى صالة عريضة بها مدخل فى الجدار المواجه للداخل يوصل إلى دهليز طويل يمتد فى قلب الصخر لمسافة تزيد عن 30 متر. والرسوم الموجودة على الجدران على جانب عظيم من الأهمية.
مقبرة رع موزا رقم 55
لوحتان من مقبرة "رع موزا" رقم 55.
كان "رع موزا" Ramose يشغل منصب حاكم "طيبة" ووزير فى عهد كل من "أمنحوتب الثالث" وبداية عهد "أخناتون". وكانت هذه المقبرة غاية فى الأهمية وذلك لأن مقبرة هذا الشخص "رع موزا" يعود تاريخها إلى عصر "إخناتون"، وهى من أكبر وأهم مقابر الجبانة.
ونقوش هذه المقبرة جمعت بين نوعين مختلفين: الأول يشمل المناظر الدقيقة المفصلة والمرسومة بالنقش البارز على الحجرة من غير ألوان، وتُمثل فن الأسرة الثامنة عشرة. والقسم الثانى يشمل المناظر التى ترجع إلى "إخناتون" ومعظمها مصورة بالألوان فوق طبقة الجص.
مقبرة سينوفر رقم 96
عمل الأمير "سينوفر" Sennofer (وهو من "طيبة") مشرفاً على حدائق معبد "آمون" فى عهد الملك "أمنحتب (أمنوفيس) الثانى". وتُزين سقف الحجرة الرئيسية لمقبرته تشكيلات من عناقيد العنب المتداخلة وهى فى غاية الوضوح، أما الحوائط والأعمدة المحيطة فمعظم المشاهد المرسومة عليها تُصور الأمير "سينوفر" مع أخته
دير المدينة
منظر عام لمنطقة "دير المدينة" حيث كانت توجد قرية للعمال والفنانين ترجع أساساً للأسرتين 19 و20 من الدولة الحديثة. وقد سكن هذه المنطقة أيضاً رهبان من العصور الأولى للمسيحية ولذلك سُمى المكان بـ"دير المدينة". وتوجد بالمنطقة بقايا معبد من عصر البطالمة كان مكرساً للإلهة "حتحور" والإلهة "معات" (على اليسار وفى وسط الصورة). وقد أنشأ العمال مقابر صخرية لأسرهم فى جانب الجبل الغربى الذى يشرف على قريتهم والذى التقطت من فوقه هذه الصورة. كما اُكتشفت الأساسات الحجرية للبيوت التى كان يسكنها هؤلاء العمال (فى منتصف الصورة إلى اليمين). ومن هذه البيوت كان العمال يتجهون شمالاً إلى قمة الجبل الغربى، ثم إلى أسفل ليصلوا إلى وادى الملوك حيث كانوا يبنون ويزينون مقبرة الفرعون الحاكم.
مقبرة الخادم سينيدجيم رقم 1 بدير المدينة
كرسى يرجع إلى الأسرة 19 (حوالى سنة 1250 ق.م) عُثر عليه فى مقبرة "سينيدجيم" بـ"دير المدينة" غربى "طيبة"، وهو مغطى بالكامل بالطلاء وغير متقن الصنع.
كان "سينيدجيم" Sennedjem خادماً فى عهد الأسرة 19، وتتكون مقبرته بـ"دير المدينة" من حجرة واحدة فقط، لكن الرسومات الحائطية بها تُعد آية فى الروعة والجمال. ومن أجمل هذه الرسومات مشهد لقط يقتل ثعباناً، ويمكن رؤية هذا المنظر أعلى مدخل حجرة الدفن.
للمزيد زوروا البوابة الالكترونية
ساحة النقاش