هل كان يليق بنا أن نقدم أعمالاً مثل "كيد النسا" و"سمارة" و"الريان" والآخرين عن شخصية صعدت في عالم البزنس وانتهي به الحال في السجن .. هل نقدم هؤلاء إلي جانب أعمال مثل "المواطن X" و"احنا الطلبة" التي تناول أجواء ثورة 25يناير ومساحة الحرية والمناخ الذي أتاح لنا منافسة فساء جهاز الأمن وتعذيبه للمواطنين طرحت هذا السؤال علي الدكتور محمود علم الدين استاذ الصحافة وكيل كلية الإعلام جامعة الأزهر حيث يقول إن الأهم أولاً هو الكلام عن القضايا التي تعالجها هذه المسلسلات وما الأثر الذي تركه لتكون سلوكيات أبطالها قدوة أولها تأثير علي الناس وشخصية "الريان" مثلاً مثيرة للجدل تفتح شهية أي كاتب درامي كي يتناولها بالسؤال ولكن السؤال هل هذا وقته وهل قدمت علي الشاشة بموضوعية سلبياتها وايجابياتها وهل الاعتراض علي تفاصيل الأحداث أم علي المبدأ وهل هي حكي لتجربة انسان وهل تاريخ مصر وشخوصة المتعددة لا يوجد به من يستحق التناول وانفاق في الملايين كي ننتج عنها مسلسلاً باعتباره أوضح هل أحمد الريان يستحق أن ننتج عنه مسلسلا وهذا سؤال جدلي للاجابة عليه يجب أن نستطلع آراء علماء الاجتماع والنفس والسياسة وغيرهم خاصة أن الأحداث في مجتمع يتحول من فترة إلي فترة ممارسة الحرية ولكننا في الوقت نفسه لا نسأل عما لماذا اختار الكاتب هذه الشخصية وهل هذا خطأ أو صحيح ومن الواضح كما شاهدنا في المسلسل أن هناك مبالغات أو أن هناك معالجة مستوحاه من هذه الشخصية وهذا بدوره يطرح سؤالاً آخر هل نحن نؤرخ للريان في عمل تسجيلي أم أنها دراما عارية عن شخصية نضعها في سياق نحاكي من خلالها فترة زمنية في حياة مصر ويظل السؤال المهمم هل قدمت شخصية الريان بشكل يتوافق مع الحقيقة أم لا وهل عرض هذا العمل له مردود ينعكس علي الشباب لكنها تساؤلات مطروحة للنقاش قبل إدانة تقديم العمل أو مدحه وكل ذلك جانب آخر يختلف عن مناقشة مستوي الأداء في العمل تمثيلاً واخراجاً وانتاجاً وعموماً فإن المشاهد أمامه اختيارات متعددة منها العمل المحترم "مشرفة رجل من هذا الزمان" الذي اخرجته انعام محمد علي وأمامه كذلك سمارة .. كما أن هناك "المواطن X" و"احنا الطلبة وخاتم سليمان" وهناك كذلك "أدم" وفي رأي فإن هناك توازنات وتوليفة فيما قدم علي الشاشات وثقافة المشاهد والقيم الأخلاقية لديه هي التي حددت الاختيار والمشكلة هي في مصادر المعلومات التي يتم تقديمها في الأعمال الدرامية لأنها قد تكون في النهاية هي المصدر الوحيد لثقافة المشاهد وبصفة عامة فإن الدراما المصرية هذا العام بها قدر من التنوع يتيح للمشاهد التعامل مع صورة المجتمع المصري من كل الجوانب..