تأثيرات التغير المناخى على البحار
على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن ثمانية تأثيرات واضحة للتغير المناخى رصدتها التقارير الصارة عن المنظمات الدولية على بيئة بحار العالم ، أبرزها غمر المناطق والجزر المنخفضة فى المناطق الساحلية فى بعض البحار وتراجع الشواطىء بفعل التعرية ، والتغير المناخى ، ووفقا للدراسات، يؤدى الى تأثيرات صحية واجتماعية تنشأ من حدوث موجات الحر الصيفية وتزايد حدتها ، وانتشار الأمراض الوبائية الى مناطق خارج نطاقاتها المعروفة ، كما أن الكوارث التى يمكن أن تحدث ستصاحبها خسائر اقتصادية أو بشرية أو أزمات .
يشهد العالم حدوث أعاصير وفيضانات وكوارث طبيعية أرجعها المختصون الى التغير المناخى ، وهنا أولت الهيئة الاقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن باعتبارها منطقة أقليمية حكومية تعنى بالمحافظة على البيئة البحرية وتضم فى عضويتها الى جانب المملكة العربية السعودية مصر والأردن والسودان واليمن وجيبوتى والصومال ، موضوع التغير المناخى أهمية خاصة نظرا للخصائص التى يتميز بها البحر الأحمر عن غيره من بحار العالم ، حيث تعتبر درجات الحرارة المرتفعة ومعدلات الترسيب المنخفضة نسبيا مع ارتفاع معدلات التبخر تجعل من طبيعة المناطق الساحلية جافة أو شبه جافة تعانى بطبيعتها من أوضاع حرجة من حيث الخصائص المناخية والموارد المائية ، مما يزيد من احتمالات قابلية التأثير بنتائج التغير المناخى وحدة التأثيرات وتسارع حدوثها ، كما أن طبيعة البحر الأحمر كجسم مائى شبه مغلق يتميز بمدى محدود للتغيرات الموسمية يجعله مؤشرا جيدا لرصد التغير المناخى ، وبذلك يكتسب أهمية خاصة فى النظام العالمى فى هذا المجال ، وكانت الهيئة قد أعدت استراتيجية اطارية للتأقلم مع التأثيرات المحتملة للتغير المناخى ، تضمنت حزمة من التدابير والاجراءات الخاصة بالبيئات الساحلية والبحرية وقامت بتطوير برامج متكاملة يتم تنفيذها من خلال ادراجها فى الاستراتيجيات الوطنية والاقليمية القائمة ، التأثيرات المتوقعة .
ماهى أهم التأثيرات المتوقعة للتغير المناخى على بيئة بحار العالم ؟
هناك ثمانية تأثيرات واضحة رصدتها التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية وتتمثل فى الآتى :
أولا : ارتفاع فى منسوب مياه البحر
وتتضمن التأثيرات المباشرة لذلك غمر المناطق والجزر المنخفضة فى المناطق الساحلية فى بعض البحار وتراجع الشواطىء بفعل التعرية ، وقد يؤدى ارتفاع منسوب مياه البحر أيضا الى ارتفاع الأمواج الى ما فوق مستوى الشعاب المرجانية ، وهذا يزيد من درجة تعرض السواحل للنحر والتعرية والأعاصير ، وفى هذا الحال تتضاعف معدلات قابلية التأثير والمخاطر ، وقد تشمل المنتجعات السياحية والعديد من المناطق المأهولة والبنى التحتية فى المناطق الساحلية مثل الموانى والمنشات وخطوط الأنابيب ومحطاتها الساحلية والطرق ، ومناطق الارث الطبيعى والتاريخى والموارد الساحلية.
ثانيا : ارتفاع فى معدلات درجة حرارة مياه البحر
حيث من المتوقع أن يؤدى ارتفاع درجات الحرارة الى تغيرات فى الخواص الكيميائية لمياه البحر وتغيرات فى حركة التياراتومعدلات التبخر ، والتوزيع المكانى والموسمى للأنواع وتكاثرها والتركيب النوعى للعشائر . كما يؤدى ارتفاع درجة الحرارة أيضا الى ابيضاض الشعب المرجانية .
ثالثا : زيادة تركير ثانى أكسيد الكربون فى مياه البحر
حيث يؤدى زيادة تركيز ثانى أكسيد الكربون فى مياه البحار الى تغيرات فى الحوض الكيميائية ، ومن أهم نتائج ذلك التأثير على نمو الأنواع الكلسية وتشمل هذه الكثير من الهوائم والأنواع المرجانية واللافقارية الأخرى.
رابعا : تغير أنماط التصريف السطحى والسيول فى المناطق الساحلية
ويرتبط هذا التغير بتذبذب معدلات الأمطار وفيضان الأنهار والسيول عبر المناطق الساحلية الى البحر . ولذلك تأثيرات على الانتاجية الأولية فى البيئة البحرية ، والمعدلات الطبيعية لترسيب التربة والنحر التى تلعب دورا أساسيا فى تكوين الشواطىء وعلى الغطاء النباتى فى المنطقة الساحلية ( بما فى ذلك نباتات المانجروف ) وبيئات الشعب المرجانية التى تتأثر بزيادة الرسوبيات ، كما يمكن أن يصاحب حدوث موجات جفاف أو فيضانات عارمة فى المناطق الساحلية.
خامسا : تغير أنماط التيارات الساحلية وحركة الرياح والأمواج
حيث تتفاعل التأثيرات المجتمعة لارتفاع معدلات حرارة الجو والمياه وزيادة منسوب مياه البحر لتحدث تغيرات فى حركة الرياح والتيارات الساحلية والأمواج مما قد يترتب عليه حدوث أعاصير مصحوبة بالأمواج امدمرة ، وتأثيرات على الانتاجية والأحياء البحرية بتغير الأنماط المعروفة لحركة التيارات البحرية .
سادسا : زيادة الضغوط على موارد المياة العذبة
فمن التأثيرات المحتملة تدهور مصادر المياة الذى قد ينتج عن التذبذت المتوقع فى معدلات الترسيب،بالاضافة الى ولوج المياه المالحة داخل الأراضى الساحلية الذى قد يترتب عليه ارتفاع فى منسوب مياه البحار.
سابعا : تقلبات فى صناعة صيد الأسماك والاستزراع السمكى
حيث من المتوقع أن يحدث التغير المناخى تأثيرات سالبة على البيئات البحرية الرئيسية التى تشكل مواطن التكاثر والحضانة والغذاء للأسماك واللافقاريات التجارية مما قد يترتب علية تدهور فى المخزون وصناعة الصيد.
ثامنا : تأثيرات صحية واجتماعية
وتشمل أهم التأثيرات الصحية المحتملة المشكلات الصحية التى تنشأ من حدوث موجات الحر الصيفية وتزايد حدتها وانتشار الأمراض الوبائية الى مناطق خارج نطاقاتها المعروفة ، كما أن الكوارث التى يمكن أن تحدث وما يصاحبها من خسائر اقتصادية أو بشرية ، أو الأزمات الأقتصادية النتاجة من تدهور موارد النظم البيئية قد تتسبب فى حدوث مشكلات صحية نفسية. وقد تتأثر أيضا البنية التحتية للنظم والخدمات الأجتماعية ، ومصادر الدخل فى المجتمعات الريفية والحضرية ، كنتيجة لفقدان الأراضى وتدهور خدمات وموارد النظم البيئية ، مما يؤثر على عدة قطاعات اقتصادية مثل السياحة والصيد الحرية والزراعة ، وتأثيرات التغير فى النمط الاقتصادى بصورة عامة فى المناطق الساحلية .
البرامج الجديدة :
تسعى الهيئة حاليا لتطوير نموذج حاسوبى خاص باقليم البحر الأحمر وخليج عدن بالتعاون مع خبراء من جامعة ساوثهامبتون ، حيث سيتم اعتبار بعض الخصائص الأوثيونغرافية وأنماط العشائر والموائل التى تتميز بها البيئة الحرية فى الاقليم ذات أهميته بصفة استثنائية ، مث تضمين مؤشرات خاصة لتقييم تأثر الشعاب المرجانية وتنوع الحياة فى البحر الأحمر ، بالاضافة للمدن والموانىء الرئيسية والمناطق التاريخية.
وفى اطار تقوية برامج الرصد الاقليمى :
تقوم الهيئة بتقديم الدعم التقنى للدول الأعضاء من خلال عدة أنشطة لتمكينها من تضمين المؤشرات المهمة لرصد ومراقبة التغير المناخى فى برامج الرصد الخاصة بجودة مياه البحر والموائل البحرية الرئيسية والأنواع المهددة ، ويشمل ذلك مشاركة الفريق الفنى للهيئة فى أعمال الرصد والمسح الدورية ، وتزويد البرامج الوطنية ببعض الأجهزة والمعدات الحقلية والمعملية .