سلام الله عليكم ورحمته وبركاته احبتي في الله
شرح الحديث السادس عشر من أحاديث الأربعين النووية بحول الله وقوته
للشيخ محمد صالح العثيمين غفر الله له ولنا وجزاه عنا خير الجزاء
الحديث ....
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : أوصني ، قال : (( لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب )) . رواه البخاري .
لم يبيَّن هذا الرجل، وهذا يأتي كثيراً في الأحاديث لايبيّن فيها المبهم، وذلك لأن معرفة اسم الرجل أو وصفه لايُحتاج إليه،
قَالَ: يَارَسُولَ اللهِ أَوصِنِي" الوصية: هي العهد إلى الشخص بأمر هام، كما يوصي الرجل مثلاً على ثلثه أوعلى ولده الصغير أو ما أشبه ذلك.
قَالَ: لاَتَغْضَبْ" الغضب: بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم[127] فيغلي القلب، ولذلك يحمرّ وجهه وتنتفخ أوداجه وربما يقف شعره.
فهل مراد الرسول صلى الله عليه وسلم لاتغضب أي لايقع منك الغضب، أو المعنى: لاتنفذ الغضب ؟
لننظر: أما الأول فإن ضبطه صعب،لأن الناس يختلفون في هذا اختلافاً كبيراً، لكن لامانع أن نقول:
أراد قوله: "لاَ تَغْضَبْ" أي الغضب الطبيعي، بمعنى أن توطن نفسك وتبرّد الأمر على نفسك.
وأما المعنى الثاني: وهو أن لا تنفذ مقتضى الغضب فهذا حق، فينهى عنه.
لذا وجب التحذير من الغضب فإنه جماع الشر ، و التحرز منه جماع الخير ،
وفي هذا الوصية استجلاب المصلحة ، ودرء المفسدة ما يتعذر إحصاؤه ،
فإن الغضب يترتب عليه من المفاسد تغير الظاهر والباطن والأثر القبيح في اللسان ، أما تغير الظاهر ، فبتغير اللون والرعدة في الأطراف ، وخروج الأفعال من غير ترتيب ، واستحالة الخلقة ، بحيث لو رأى الغضبان نفسه لا ستحيا من قبح صورته ،
وأما الباطن أشد ، لأنه يولد الحقد في القلب والحسد ، وإضمار السوء على اختلاف أنواعه
وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش الذي يستحى منه العاقل ، ويندم قائله عند سكون الغضب
لذا وجب على المرء التحلي بالأخلاق التي إذا تخلق بها المرء وصارت له عادة دفعت عنه الغضب عند حصول أسبابه ، كالكرم والسخاء ، والحلم والحياء ، والتواضع والاحتمال ، وكف الأذى ،والصفح والعفو، وكظم الغيظ والشر .
أوصيكم بحفظ بحديث ..
اللهم أني احتسب عملي هذا لوجهك الكريم فتقبله مني وممن اقدم عليه بإحسان الى يوم الدين
اسأل الله ان يختم بالصالحات اعمالنا
اختكم في الله .. ليالِ الرسول