السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته صحبة الخير
معا نستكمل سلسلة علمتني سورة المائدة
الجزء الخامس
🥀
﴿ لَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌ ۖ وَلَهُمْ فِى ٱلْءَاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤١﴾ ]
🥀
(لهم في الدنيا خزي) أي:
للمنافقين واليهود؛
فخزي المنافقين: الفضيحة وهتك الستر بإظهار نفاقهم،
وخزي اليهود: الجزية أو القتل والسبي والنفي، ورؤيتهم من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفيهم ما يكرهون.
🥀
﴿ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُۥ فَلَن تَمْلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤١﴾ ]
ودل على أن طهارة القلب سببٌ لكل خير، وهو أكبر داعٍ إلى كل قول رشيد، وعمل سديد.
🥀
﴿ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُوا۟ ۚ وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُۥ فَلَن تَمْلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَيْـًٔا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤١﴾ ]
فدَلَّ ذلك على أن من كان مقصوده بالتحاكم إلى الحكم الشرعي اتباعَ هواه، وأنه إن حُكِم له رضي، وإن لم يحكم له سخط،
فإن ذلك من عدم طهارة قلبه، كما أن من حاكم وتحاكم إلى الشرع ورضي به وافق هواه أو خالفه؛ فإنه من طهارة القلب.
🥀
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْكُفْرِ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤١﴾ ]
ومعنى المسارعة في الكفر إظهار آثاره عند أدنى مناسبة، وفي كل فرصة،
فشبه إظهاره المتكرر بإسراع الماشي إلى الشيء.
🥀
﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْكُفْرِ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤١﴾ ]
كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- من شدة حرصه على الخلق يشتد حزنه لمن يظهر الإيمان ثم يرجع إلى الكفر،
فأرشده الله تعالى إلى أنه لا يأسى ولا يحزن على أمثال هؤلاء؛
فإن هؤلاء لا في العير، ولا في النفير؛ إن حضروا لم ينفعوا، وإن غابوا لم يفقدوا.
🥀
﴿ سَمَّٰعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّٰلُونَ لِلسُّحْتِ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤٢﴾ ]
فذكر ما يدخل في آذانهم وقلوبهم من الكلام، وما يدخل في أفواههم وبطونهم من الطعام؛ غذاء الجسوم، وغذاء القلوب؛ فإنهما غذاءان خبيثان: الكذب والسحت.
وسمي المال الحرام سحتاً لأنه يسحت الطاعات؛ أي: يذهبها، ويستأصلها ....
وقيل: سمي الحرام سحتا لأنه يسحت مروءة الإنسان.
🥀
﴿ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلْأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُوا۟ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا۟ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا۟ بِـَٔايَٰتِى ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤٤﴾ ]
(فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً):
فتُكتموا الحق، وتُظهروا الباطل لأجل متاع الدنيا القليل.
وهذه الآفات إذا سلم منها العالِم فهو من توفيقه وسعادته،
بأن يكون همه الاجتهاد في العلم والتعليم، ويعلم أن الله قد استحفظه ما أودعه من العلم، واستشهده عليه، وأن يكون خائفاً من ربه، ولا يمنعه خوف الناس وخشيتهم من القيام بما هو لازم له، وأن لا يُؤثر الدنيا على الدين،
كما أن علامة شقاوة العالم أن يكون مخلداً للبطالة، غير قائم بما أمر به، ولا مُبَالٍ بما استحفظ عليه، قد أهمله وأضاعه، قد باع الدين بالدنيا.
🥀
﴿ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلْأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُوا۟ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُوا۟ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ ۚ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤٤﴾ ]
الربانيون وهم الذين يسوسون الناس بالعلم، ويربونهم بصغاره قبل كباره ... قال مجاهد: الربانيون فوق العلماء.
🥀
﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْكَٰفِرُونَ ﴾
﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾
﴿ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤٥﴾ ]
ولعل وصفهم بالأوصاف الثلاث باعتبارات مختلفة؛
فلإنكارهم ذلك وصفوا بالكافرين,
ولوضعهم الحكم في غير موضعه وصفوا بالظالمين,
ولخروجهم عن الحق وصفوا بالفاسقين.
🥀
﴿ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُۥ ۚ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤٥﴾ ]
فجعل الصدقة بالقصاص الواجب على الظالم - وهو العفو عن القصاص- كفارة للعافـي،والاقتصاص ليس بكفارة له،
فعلم أن العفو خير له من الاقتصاص؛ وهذا لأن ما أصابه من المصائب مكفر للذنوب، ويؤجر العبد على صبره عليها، ويرفع درجته برضاه بما يقضيه الله عليه منها.
🥀
﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ ﴾
[ سورة المائدة آية:﴿٤٥﴾ ]
فالنفس بالنفس وإن كان القاتل رئيسا مطاعا من قبيلة شريفة، والمقتول سوقيا طارفا،
وكذلك إن كان كبيرا، وهذا صغيرا، أو هذا غنيا، وهذا فقيرا، وهذا عربيا، وهذا عجميا، أو هذا هاشميا وهذا قرشيا.
وهذا رد لما كان عليه أهل الجاهلية.
🥀
غداً بحول الله وقوته نستكمل معا هذه السلسلة المباركة من علمتني سورة من القرآن الكريم
من إعداد
ليالي الرسول عتمان 🌷