ج التاسع

 

﴿ بَلَىٰٓ ۚ إِن تَصْبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلَٰٓئِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾

 [ سورة آل عمران آية:﴿١٢٥﴾ ]

 

 فبين أنه مع الصبر والتقوى يمدهم بالملائكة، وينصرهم على أعدائهم الذين يقاتلونهم. هو النصر والمعونة والتأييد.

🥀

 

﴿ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ ﴾

 [ سورة آل عمران آية:﴿١٢٦﴾ ] 

 

فلا تعتمدوا على ما معكم من الأسباب،

 بل الأسباب فيها طمأنينة لقلوبكم، وأما النصر الحقيقي الذي لا معارض له فهو مشيئة الله لنصر من يشاء من عباده؛ 

فإنه إن شاء نصر من معه الأسباب كما هي سنته في خلقه، 

وإن شاء نصر المستضعفين الأذلين؛ ليبين لعباده أن الأمر كله بيديه، ومرجع الأمور إليه. 

 

🥀

﴿ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦ ۗ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ ﴾

 [ سورة آل عمران آية:﴿١٢٦﴾ ]

 

 (وما جعله الله) يعني: هذا الوعد والمدد، (إلا بشرى لكم) أي: 

بشارة لتستبشروا به، (ولتطمئن) : ولتسكن، (قلوبكم به) فلا تجزعوا من كثرة عدوكم وقلة عددكم،

 (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) يعني: 

لا تحيلوا بالنصر على الملائكة والجند؛ 

فإن النصر من الله تعالى، فاستعينوا به، وتوكلوا عليه؛ لأن العز والحكم له.

🥀

 

﴿ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦ ۗ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ ﴾ 

[ سورة آل عمران آية:﴿١٢٦﴾ ] 

 

أي: وما أنزل الله الملائكة وأعلمكم بإنزالها إلا بشارة لكم، وتطييباً لقلوبكم، وتطميناً، 

وإلا فإنما النصر من عند الله، الذي لو شاء لانتصر من أعدائه بدونكم، ومن غير احتياج إلى قتالكم لهم؛

 كما قال تعالى بعد أمره المؤمنين بالقتال: 

(ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض) 

[محمد: 4]. 

 

🥀

﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ ٱلْأَمْرِ شَىْءٌ ﴾ 

[ سورة آل عمران آية:﴿١٢٨﴾ ] 

 

وفي هذه الآية ما يدل على أن اختيار الله غالب على اختيار العباد، وأن العبد- وإن ارتفعت درجته وعلا قدره- قد يختار شيئاًً وتكون الخيرة والمصلحة في غيره، 

وأن الرسول ﷺ ليس له من الأمر شيء، فغيره من باب أولى؛ 

ففيها أعظم رد على من تعلق بالأنبياء أو غيرهم من الصالحين وغيرهم، 

وأن هذا شرك في العبادة، ونقص في العقل؛ 

يتركون مَن الأمر كله له، ويَدْعُون من لا يملك من الأمر مثقال ذرة. 

 

🥀

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَأْكُلُوا۟ ٱلرِّبَوٰٓا۟ أَضْعَٰفًا مُّضَٰعَفَةً ۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

 [ سورة آل عمران آية:﴿١٣٠﴾ ]

 

 اجعلوا بينكم وبين مخالفة نهيه عن الربا وقاية؛ بالإعراض عن مطلق محبة الدنيا والإقبال عليها؛ لتكونوا على رجاء من الفوز بالمطالب؛

 فمن له ملك الوجود وملكه فإنه جدير بأن يعطيكم من ملكه إن اتقيتم, ويمنعكم إن تساهلتم.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 18 أكتوبر 2020 بواسطة Laialysousam

عدد زيارات الموقع

51,343