السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته صحبة الخير

معكم ومع سيرة ذاتية جديدة من سور القران الكريم ومع سورة ..

الجن ..

🌿

تُعدّ سورة الجن سورة من السور المكيّة، 

فقد نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة، 

 يبلغ عدد آياتها اثنتين وعشرين آية، 

وهي السورة الثانية والسبعون في ترتيب سور المصحف الكريم؛ 

حيث تقع في الجزء التاسع والعشرين والحزب الثامن والعشرين، 

نزلتْ سورة الجن بعد سورة الأعراف، وقد بدأت بفعل أمر، قال تعالى في مطلعها: 

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}

🌿

 سبب تسمية هذه السورة بسورة الجن، 

فقد سُمِّيت هذه السورة بسورة الجن لأنَّها جاءت على ذكر الجنِّ، 

قال تعالى في سورة الجن: 

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}،

 

وقال تعالى أيضًا في سورة الجن: 

{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}،

🌿

ومن الجدير بالذكر إنَّ هذه السورة المباركة جاءت باسم "قل أوحي إليَّ"

 وهو الاسم الذي بوَّب به الإمام البخاري في كتاب التفسير، 

🌿

 سبب نزول سورة الجن جاء في صحيح الإمام البخاري حديث رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال:

 "انْطَلَقَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في طَائِفَةٍ مِن أصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، 

وقدْ حِيلَ بيْنَ الشَّيَاطِينِ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عليهمُ الشُّهُبُ، 

فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إلى قَوْمِهِمْ، فَقالوا:ما لَكُمْ؟

 فَقالوا: حِيلَ بيْنَنَا وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، 

قالوا: ما حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا شيءٌ حَدَثَ، 

فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأرْضِ ومَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا ما هذا الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، 

فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو بنَخْلَةَ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وهو يُصَلِّي بأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الفَجْرِ، 

فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا له، 

فَقالوا: هذا واللَّهِ الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، 

فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إلى قَوْمِهِمْ، وقالوا: يا قَوْمَنَا: 

{إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إلى الرُّشْدِ، فَآمَنَّا به ولَنْ نُشْرِكَ برَبِّنَا أحَدًا}،

🌿

 فأنْزَلَ اللَّهُ علَى نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-:

 {قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّه اسْتَمع نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ}، 

وإنَّما أُوحِيَ إلَيْهِ قَوْلُ الجِنِّ"،

والله تعالى أعلم.

🌿

مواضيع سورة الجن

بعد تسليط الضوء على سبب نزول سورة الجن، إنَّ هذه السورة تناولتْ في بدايتها الحديث عن استماع نفر من الجن إلى كلام الله -سبحانه وتعالى- وهو يُتلى فتأثروا ببلاغته وعظمته فتأثروا به وخشعوا له وآمنوا به، 

ثمَّ قاموا يدعون أقوامهم إلى هذا الدين العظيم، 

ثمَّ تُظهر هذه السورة المباركة أنَّ الاستعانة بالجن لا تجلب أيَّة منفعة للإنسان، 

وإنَّما طلب العون من الجن لا يزيد المرء إلَّا تعبًا ونصبًا، 

ثمَّ أظهرتِ السورة المباركة أسباب عدم قدرة الجن على الاستماع إلى أخبار السماء، 

فقد جعل الله تعالى شهبًا تحرس السماء من الجان،

🌿

 ثمَّ تتنقل السورة الكريمة إلى الحديث عن دعوة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وتشرح عداء قومه له ومحاربتهم لما جاء به من الحق، 

ثمَّ تُختتم الآيات الكريمة بأمر إلهي لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقضي بالتسليم الكامل والخضوع لأمر الله تعالى لأنَّ ما أصاب الإنسان من الضرِّ لم يكن ليصيبه لولا أمر الله تعالى وما أصابه من نفع لم يكن ليصيبه لولا أمر الله تعالى أيضًا، والله أعلم.

🌿

في ختام الحديث عن سبب نزول سورة الجن، إنَّ هذه السورة المباركة أوضحت الكثير من المعتقدات الخاطئة التي يمتلكها الناس عن عالم الجن، 

كما وضعتْ هذه السورة المباركة مجموعة من الحقائق عن عالم الجن دون مغالاة أو وهم، ودون خرافة أو زيف، ومن هذه الحقائق ما يأتي:

🌿

أكَّدت السورة على أنَّ عالم الجن موجود بالفعل، ووصفتْ أحوال الجن فمنهم الصالحون ومنهم دون ذلك، قال تعالى: 

{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}.

🌿

أوضحت السورة المباركة أنَّ من الجن الضالون والمكذبون، ومنهم البسطاء الأبرياء، قال تعالى: 

{وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}.

🌿

بيَّنت السورة الكريمة إمكانية هداية الجن إلى الصلاح وإدراك الحق، قال تعالى: 

{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}.

🌿

أكَّدت السورة أنَّ الجن لا يملكون للإنس نفعًا ولا ضرًّا مهما لاذ بهم الإنس، قال تعالى: 

{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}.

🌿

بيَّنت السورة أيضًا أنَّه لا توجد للجن قوَّة أمام قوَّة الله تعالى، فهو القادر فوق عباده والجنُّ من عباده، قال تعالى: 

{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا}

🌿

غدا بحول الله وقوته نستكمل معاً سيرة ذاتية جديدة من سور القران الكريم ..

 من إعداد ..

ليالي الرسول عتمان 🌷

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 21 يناير 2020 بواسطة Laialysousam

عدد زيارات الموقع

44,727