طفلك مبتكر فى الحياة أمل شاكر 0 65 طباعة المقال
يقولون: أن طفل بلا خيال.. هو طفل بلا ابتكار او ابداع، فالخيال سواء واقعى أو غير واقعى هو المحرك الأول للابداع والابتكار، فكل ما نحن فيه من تكنولوجيا حديثة ووسائل اتصال وأقمار ما كانت الا خيالا وأصبحت واقعا نعيشه،
فالطفل يولد ولديه قاعده ابداعيه وابتكاريه قويه متسعه لأبعد مدى، وعلينا اما أن ننمى هذه القاعده وطرق التفكير المنطلقة منها، واما ان نضيعها داخل قوالب جامده لاتسمح بالانطلاق والفكر، فلنشجع أطفالنا على اعمال خيالهم حتى تظهر كنجاحات وابداعات وتقدم على أرض الواقع،ولعل أهم مبادرة تشجيعية تلك التى اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عيد العلم سنه 2014 تحت دعوه "تعلم و ابدع و ابتكر" والتى يؤكد فيها على اهتمام القياده السياسية بمصر المستقبل التى سوف تبنى فى السنوات المقبلة بسواعد و طاقات و افكار شبابها من المبدعين والمبتكرين وبأفكارهم التى يستطعون من خلالها تحدى مشاكل المجتمع وبناء مصر الجديدة،
كما أن فكرة تخصيص مساحات كبيرة كى تصبح مراكز ابداع و ابتكار للشباب فى المشروع القومى العملاق العاصمه الاداريه الجديدة لمصر سيساعد على وجود اّلاف من المبدعين والمبتكرين والمخترعين، فكل ما نعيشه الاّن من تقدم على كافه النواحى من التكنولوجيا الحديثه و الاتصال و المواصلات و الطب الحديث و علوم الفضاء كلها بدات بالتفكر والخيال. ماهى الاسباب التى تعوق الفكر الابتكارى ؟.. وكيف يمكن أن نساعد الانسان فى مراحله المبكره ونقصد بها مرحلة الطفولة على التفكر؟
د. محمد رجائى " استشارى الصحه النفسيه " يؤكد أن الأسرة هى البيئة الأولى والخصبه لتنميه الفكر الابداعى والابتكارى عند الطفل ويظهرمن خلال تهيئه أجواء أسريه مستقرة له تقل فيها الخلافات لتظر وتتجلى ابداعاته، حيث أن القلق والتوتر والمشاجرات والخلافات الزوجيه تعوق الفكرالابتكارى للطفل،
وعلى العكس من ذلك فان توفير مساحات من الأمان تسمح له بالتعبير عن اّراءه وذاته وافكاره فى شتى مناحى الحياة وعدم كبته عوامل تساعد على نمو وازدهار تفكيره الابداعى والابتكارى، وتحقيق ذاته ودافعيته للانجاز من خلال اختيار الألعاب –مثل ألعاب الفك والتركيب المعروفه والبزل ويجاد الفرق والاختلاف والشطرنج والدينمو- والتى يمكن أن تساعده على انطلاق ابداعته وتنمية ابتكاراته.
كسر.. القيود والقواعد
ويؤكد د. محمد رجائى على ضرورة كسر القيود والروتين واللوائح فى المؤسسة التعليمية التى تمنع أى فكر ابتكارى، مثل معاملته بصرامة وعدم اعطائه أى فرصة للحوار وعدم احتوائه أو تقدير أى فكره يطرحها أو يقدمها وعدم السخرية من اّرائه أو مقترحاته أو تطلعاته،
وخاصة تلك التى تصدر من المعلمة أو المدرسة، فاذا أردنا اطفال متعلمين ومبتكرين أو مبدعين ومخترعين لابد من تغير و تطوير المنظومه التعليميه بأضلاعها الثلاثة بدايه من المعلم داخل الفصل والمادة العلمية المقدمة والأبنيه والفصول والمساحات الخضراء، ومساحات اللعب وأخرى تضاف للابتكار بما تحويه من أدوات ووسائل تعليمية مختلفة، مع التأكيد على التمسك فى تصميماتها بهويتنا ولغتنا وانتمائتنا العربيه وبجذورنا التاريخيه. وياتى دور الاعلام وما يبثه من ماده اعلاميه تحتوى على مجموعه من القيم والمفاهيم والافكار والانشطة والمهارات والمسابقات والقصص والأفلام الخيالية، وللدراما والبرامج دور فى اعطاء نماذج ايجابية عندما يقدمها طفل يماثله فى مرحلته العمريه فيحذوا حذوه وهنا يحدث توحد معه فى فكره وانشطته .
طفلك قدوة بقيم ( التاء الخمسة )
ويوافقه فى هذا الرأى د. إنتصار السبكى " الباحثة والكاتبة السياسية تقول: لكى أتعلم وأفكر وأبتكر لابد من وضع إستراتيجية تشارك فيها المؤسسات الحكومية، والمجتمع المدنى وقادة الرأى وأصحاب الخبرات وذلك بهدف إعداد وتجهيز المجتمع للمبادرة التى أطلقها الرئيس، فقديما كانت هناك أرادة ورغبة مجتمعية بهدف إصلاح ونهضة وتطوير التعليم دون إرادة سياسية لذلك،
وأما الآن فنحن أمام ارادة سياسية راغبة وبشدة لإعادة مصر ثانية كقوة ناعمة. وتعد منظومة التعليم أحد أهم عناصرها، تلك القوة التى كانت مصر لعهود طويلة تملك نواصيها وتصدر للعالم العلم والعلماء، أى نحن أمام إرادة حقيقية للإصلاح تحتاج أدارة قوية للتنفيذ، ولكى يتحقق ذلك ونستطيع أن نجنى ثمار هذه المبادرة، ولابد من البدء بغرس قيم "التاء الخمسة"( تعليم، تعاون، تدريب، تطوع، تبرع، ) لترسيخ وبناء مجتمع حضارى قائم على العلم والإبتكار والعطاء ، ولا يتأتى ذلك سوى عبر شراكة بين الآم أو الأسرة والمدرسة متمثلة فى المدرس الذى هو من خطورة وتأثير دوره كاد أن يصل الى مرتبة الرسل والصالحين،
وبجانب ذلك يأتى دور المؤثر الأعظم وهى وسائل الإعلام التى يجب أن تساهم بالجانب الأكبر فى هذه المبادرة لتصلح ما أفسده وسائله فى سنوات الفوضى والإستبداد، فإذا كانت أغلب القيم يتقاسمها المدرس والأم والإعلام غير أن هناك قيمة ينبغى أن ينفرد بها المدرس وهى قيمة "التدريب" فعبر التدريب يتم تأهيله ليستطيع حمل الأمانة، ولا يتأتى ذلك إلا عبر شهادة من مرؤوسيه ومدربيه تجيز له للقيام بهذه المهمة، من هنا سوف تتلقفه ووتتناقل قيمه الأجيال التى تعلمت على يديه ليعود بعدها تدريجيا الرمز والقدوة فى حياتنا.
رابط دائم: