الجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة

موقع علمي يهتم بتشخيص مشكلات الميدان وطرح الرؤى والحلول المناسبة

من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال

أسلوب إثارة الألم النفسي style Raise the psychological pain

أسلوب التفرقة والتفضيل Differentiation style

 

ويتمثل هذا الأسلوب في إشعارِ الطفل بالذنب كلما أتى سلوكًا غيرَ مرغوبٍ فيه؛ فبعض الآباء والأمهات يَبْحَثُون عن أخطاءِ الطفل، ويُبْدُون ملاحظاتٍ نقدية هدَّامة لسلوكه؛ مما يُفْقِد الطفل ثقتَه بذاته، ويجعله مترددًا في أي عمل يُقدِم عليه؛ خوفًا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم، ويترتَّب على هذا الاتجاه شخصية انسحابية منطوية، غير واثقة من نفسها، توجِّه عدوانها نحو نفسها.

 

أسلوب التفرقة والتفضيل Differentiation style:

يتمثَّل هذا الأسلوب في التفضيل والتمييز بين الأبناء في المعاملة لأسباب غير منطقية؛ كالجنس (الذكورة والأنوثة)، أو الترتيب الميلادي، أو أبناء الزوج، أو الزوجة المحبوبة أو المنبوذة، بشكل يولِّد الحقد والكراهية، ويخلق الصراع بين الأبناء.

 

ويقصد به أيضًا عدم المساواة بين الأبناء جميعًا، والتفضيل بينهم؛ بناءً على المركز، أو الجنس، أو السن، أو أي سبب عرضي آخر، ومما يعزِّز ممارسة هذا الأسلوب وجودُ بعض الأنماط الثقافية الشائعة، التي تؤدِّي إلى وجود فروقٍ في التنشئة؛ مثل افتراض أن الطفل الذكر أكثر مقاومة وتحمل من الأنثى، وهذا يجعل الوالدين أكثر قلقًا على البنت من الولد، وهذا ما يؤدي بدوره إلى فروق جوهرية في أساليب التنشئة.

 

كما يقصد به أيضًا ويقصد بها التفضيل والتمييز بين الأبناء في المعاملة؛ لأسباب غير منطقية؛ كالجنس (الذكورة أو الأنوثة)، والترتيب الميلادي، أو أبناء الزوجة أو الزوج المحبوب، ويكون ذلك بعدمِ المساواة و التعاطف في معاملة بعض الأطفال عن بعضهم، كأن تميِّز الأسرةُ الابن الأكبر، أو الأصغر، أو تميِّز البنت على الأولاد الذكور، أو أبناء الزوجة الجديدة على غيرهم، ويكون ذلك تعمدًا.

 

وهكذا يمكن القول: إن التفرقة أسلوبٌ من أساليب المعاملة الوالدية، يُدرِك الطفل من خلال معاملة الوالدين له أنهما لا يساويان بين الإخوة و الأخوات في المعاملة، وأنهما قد يتحيَّزان لأحد الإخوة على حساب الآخرين؛ فقد يتحيَّزان للأكبر أو للأصغر، أو للمتفوِّق دراسيًّا، أو لأي عامل آخر، ويَزِيد إدراكُ الطفل لهذا الأسلوب في المعاملة إذا كان هو شخصيًّا هدفًا للتحيز ضده.

 

وكما تؤثِّر العَلاقة بين الوالدين والاتجاهات الوالدية في نمو شخصية الطفل؛ تؤثر أيضًا العَلاقات بين الإخوة في نمو شخصيته، فكلما كانتِ العَلاقات منسجمة، وخلت معاملة الوالدين من تفضيل طفلٍ على آخر، وما ينشأ من أنانية، وغَيْرة، وحقد؛ كانتْ هناك فرصة للطفل لكي ينمو نموًا نفسيًّا سليمًا.

 

فعلى الرغم من دعوى أحدِ الوالدين النمطيةَ أنه يُحِب كل أبنائه سواء بسواء؛ فإن تصرفاته لا تكون في هذا الشأن مُقنِعة للصغار؛ فالصغير الذي يُدرِك أنه أثير والديه يَعلَم أنه يمكنه قول وفعل أشياء، ربما يعاقَب عليها الأشقاء الأقلُّ تفضيلاً، والصغير الأقلُّ تفضيلاً يُدرِك أيضًا مركزَه، ويستاء من المزايا التي تُمنَح للمفضَّل، والمفضَّلُ - بطبيعة الحال - يُبدِي رغبةً كبيرة في إرضاء والديه، أما أشقاؤه يُصبِحون عدائيين، وكلما كان المفضَّل أكثر نجاحًا، ولامعَ الذكاء، ومتفوقًا؛ أصبح الوالد - أو الوالدة - أكثرَ رغبةً في التضحية من أجله، ولو استتبع ذلك الاستخفاف ببقية الأشقاء.

 

وتبدو التفرقةُ بين الأبناءِ من خلال الاهتمام الزائد بأحدِ الأبناء، ومنحه الحب والمساعدة، ومنحه مصروفًا أكبر قدرًا من الأبناء الآخرين، وشراء مزيدٍ من اللعب والهدايا والملابس أكثر من الأبناء الآخرين، وقد تتخذ التفرقة التفضيل الوالدي لجنسٍ ما عن الجنس الآخر؛ فقد يفضِّل الأبُ أو الأم البنتَ على الابن، أو العكس، وقد يُعطِي الوالدان أهميةً ودورًا تسلطيًّا للابن الأكبر دون الأصغر، أو يدلِّلان الطفل الأصغر ويعطفان عليه؛ لأنه "آخر العنقود"، ويُهمِلان طفلهما الأكبر.

 

ويرى محمد علي حسن (1970) أن وجود إخوةٍ للطفل يشاركونه حبَّ الوالدين يُثِير قلقَ الطفل وأمنَه، ويُثِير اضطرابَه الانفعالي؛ فالطفلُ لا يَعرِف معنى تجزئة الحبِّ أو تساويه بين الأبناء، وكلُّ ما يَعْرِفه هو أن هذا الحبَّ له وحدَه، وأن وجود آخرين يشاركونه هذا الحبَّ سيكون أمرًا مثيرًا لقلقه واضطرابه، ويسبب له الألم والاضطراب العاطفي والانفعالي.

 



   


 


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/53441/#ixzz2RWWii4a0

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 66 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2013 بواسطة LOLOAH

الجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير و الدكتوراه

LOLOAH
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

80,151