الجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير والدكتوراة

موقع علمي يهتم بتشخيص مشكلات الميدان وطرح الرؤى والحلول المناسبة

authentication required

 

تزكية النفس في الإسلام وفي الفلسفات الأخرى (4)

 

الفلسفة البرجماتية تُنَادِي "بأن قيمة أي مبدأ أو عقيدة فلسفية يجب أن تعتمد على الأثر العملي لها، وعلى هذا الأساس يجعل النَّفْعِيون النشاطَ العملي في المرتبة الأولى، والنشاط الفكريَّ في المرتبة الثانية"[1].

 

كما تنظر إلى الإنسان على أنه "مخلوق متكامل، لا انفصال بين عقله أو جسمه ومشاعره؛ لذا يهتمُّون بالفرد، وينظرون إليه على أنه نتاج تفاعُل البيئة الطبيعية والاجتماعية التي يعيش فيها"[2].

 

والحياة الصالحة نشاطٌ اجتماعي وسياسي، والتزامٌ بمبادئ الديمقراطية وممارساتها[3]، وتنظر البرجماتية إلى "العالم على أنه ثابت، وهو خاضع للتجربة والبحث، وترفض وجود عالم حقيقي خارج هذا العالم الذي نعيش فيه"[4]، ولقد استغرقت البرجماتية في الجانب العملي، فدفعت البعض إلى اعتبارها أقرب على الطريق للحياة، والعيش القائم على منهج التفكير والتحليل.

 

كما تقوم الفلسفة البرجماتية على أسسٍ ومبادئَ، وهي كالتالي:

1- العالم أساسه التعدُّدُ والكثرة؛ أي: ليس جامدًا ومغلقًا، بل هو متعدد وذو معالم كثيرة، بل إنه في دور التكوين؛ أي: إن حقيقة العالم أنه ناقص وليس مكتملاً.

 

2- جوهر العالم التغير المستمر:

رفضت البرجماتية فكرةَ الثبات والخلود، ومبدأ الثنائية للعالم، كما نادت بها الفلسفة المثالية، وترى أن العالم وما يحويه من مظاهر الطبيعة والمجتمع والإنسان في حالةِ تغيُّرٍ دائم.

 

3- وحدة طبيعة الجسد وتكاملها:

من العسير عزل العقل عن الجسد، فما نَصِفُه بأنه العقل يظهر في أفعال الجسد، وفي السلوك والحواس، وتلك التفرِقةُ تشوِّه وَحدَةَ الإنسان.

 

4- أداتية المعرفة ووظيفتها:

تُنكِرُ البرجماتية المعرفةَ القبْليَّة للإنسان، أو أن تكون سابقة على التجربة، لكنها نابعة من الخبرة والنشاط الذاتي للفرد، وتفاعُله مع عناصر البيئة المحيطة به، وسعيه من أجل البقاء والعيش، والتغلب على المشاكل التي في الحياة، والمعرفة الحقة يجب أن تكون أداتية ووظيفتها استمرارُها.

 

5- نسبية القيم:

ترى البرجماتية أنه ليس للقيم وجود في ذاتها، أو القيم العليا المفروضة على الإنسان؛ وإنما هي أمور إنسانية تنبع من صميم الحياة؛ نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة والمجتمع؛ أي: من الخبرة الحياتية؛ وبهذا فالأخلاق لها طبيعة اجتماعية؛ أي: لا تنبع من الذات أو الضمير أو العقل؛ وإنما يكتسب الفرد قيمة الأخلاق عن طريق خبراته والتفاعل مع ما حوله.

 

6- القيمة الفورية والحقائق:

لا قيمةَ للأفكار والحقائق والقيم ما لم تَقُدْنا إلى فعل وحركة، وما لم تكن نافعةً لأكبر عددٍ ممكن من الناس، فالحقيقةُ هي القيمة الفورية للفكر، وتظل الفكرة صادقة وصالحة للتعامل.

 

7- الديمقراطية هي أسلوب الحياة الأمثل:

ما دام أن العالم متعدِّد، وجوهره التغيُّر، والعالم يتَّسِم بأنه نظام مفتوح، وعدم التحكم في المستقبل، وأن المعرفة والقيم مصدرها الإنسان، والتسليم بأن الإنسان حر، وقدراته ليس لها حدود؛ فإن الديمقراطية هي الأسلوب الأمثل لنظام الحكم والإدارة، بل وأسلوب المعيشة.

 

8- المنهج العلمي أسلوب التفكير الأمثل:

ترى البرجماتية أن التفكير ليس التأمُّلَ والجدل، أو الذي يتم في انعزال عن شؤون الحياة؛ وإنما يتم في بيئة مليئة بمثيرات ودوافع، تَحمِلُ الفردَ على التفكير والبحث؛ ليتغلب على المشكلات، وإيجاد الحلول الممكنة من التكيف مع نفسه وبيئته"[5].

 


[1] علي خليل أبو العينين، مرجع سابق، ص315.

[2] إبراهيم ناصر، مرجع سابق، ص135.

[3] وليم ج. ناصر، مرجع سابق، ص25.

[4] إبراهيم ناصر، مرجع سابق، ص145.

[5] أحمد علي الحاج محمد، في فلسفة التربية، دار المناهج، عمان، 1422هـ - 2002م، ص93 - 98.

 



   

 


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/52627/#ixzz2PllNVnPC

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 96 مشاهدة
نشرت فى 7 إبريل 2013 بواسطة LOLOAH

الجمعية المصرية للمعلمين حملة الماجستير و الدكتوراه

LOLOAH
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

87,207