حقوق الملكية الفكرية في عصر المعلوماتية - دكتور / خالد ممدوح ابراهيم - [email protected]

أدي التطور التجاري والصناعي والاقتصادي والعلمي الذي يشهده العالم في العقود الأخيرة إلي حدوث تغيرات عديدة في جميع الجوانب القانونية ذات العلاقة ، الأمر الذي أستدعي ظهور قوانين جديدة تتناغم وتنسجم مع هذه التغيرات والتطورات الهائلة والسريعة . ولعل خير مثال علي صحة ما تقدم القوانين المتعلقة بحقوق الملكية الأدبية والفنية - حقوق المؤلف والحقوق المجاورة له - وحقوق الملكية التجارية والملكية الصناعية والتي تندرج جميعها تحت سقف ما اصطلح علي تسميته بحقوق الملكية الفكرية .

ولأن الملكية الفكرية مازالت مصطلح حديث الولادة فإنها تعد تربة خصبة وساحة جذب لأقلام الباحثين و المهتمين بالعملية القانونية و الاقتصادية علي حد سواء ،ومن هذا المنطلق يأتي اختيارنا لموضوع بحثنا ، ولأجل معالجة أدق لهذا الموضوع نري من الضروري التعرض لبيان مفهوم الملكية الفكرية وعلي مفرداتها ، ومن ثم التعرف علي الطرق والوسائل الممكنة والمتوفرة لحماية تلك الحقوق .

لقد أضحى جلياً أن الاقتصاد القائم على المعارف يستند على مقدرات الإنسان الفكرية ، إذ أن جهد الإنسان الفكري هو القوة الدافعة لهذا الاقتصاد والتي تزوده بالقدرة على الاختراع والإبداع وما يتمخض عنها من تطور دافق وتنمية فعالة ترتبط ارتباطا وثيقاً بذلك الاقتصاد .


أن عصرا تتحول فيه محددات رأس المال من الموجودات للمعلومات ، ومن القيم المادية للقيم الرقمية يفرز مزيدا من إبداعات العقل ضمن أوعية جديدة لإفراغ هذه الإبداعات ، وحتى الآن فان مؤسسات التشريع  العربية تتلقى قواعد التشريع في عصر المعلومات ولا تصنعها ، وحتى وهي تتلقاها لا تخضعها لدراسات شاملة تكفل فعاليتها وسلامة توائمها مع الموضوع محل التنظيم ومع السائد من قواعد وقيم ومرتكزات النظام القانوني .

وتعتبر الثورة الرقمية والإنترنت والتجارة الإلكترونية جميعها ظواهر عالمية تسهم في تعزيز دور الأفراد في وضع اقتصاد قائم على المعرفة ، إذ توفر الإنترنت وسيلة دولية لربط الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة وتوطيد التعاون اللازم لحركة التطلع نحو المستقبل ، بالإضافة إلى تسهيل مشاطرة الأهداف المشتركة والوسائل اللازمة لتسهيل بلوغ تلك الأهداف .  

ولذلك فان من أهم المجالات التي سنجد أنفسنا مضطرين للتعاطي معها مسائل الملكية الفكرية في حقل اسماء نطاقات الانترنت ومحتوى المواقع ، كما سنجد انفسنا مضطرين لتنظيم مسائل الملكية الفكرية تماما كمسائل امن البيانات وحجيتها ومسائل النقد الالكتروني ونظم الدفع الالكتروني  بمناسبة تنظيم قواعد الاعمال والتجارة الالكترونية ، وحتى نكون امام هذا التحدي من المهم ان يبقى ماثلا في الذهن ان الزمن لا يحتمل الخطى البطيئة كما ان التحديات لا تحتمل الحلول المبتسرة

أهمية البحث

إن موضوع الملكية الفكرية يكتسي أهمية بالغة من حيث كونه يتعلق بمسألة حساسة وخطيرة ، ويزيد من أهمية الموضوع التطورات الهائلة الحاصلة في مجالات التكنولوجيا المعلوماتية والابتكارات، الشيء الذي ينجم عنه ظهور وسائل جديدة ومتطورة لتبادل المعرفة بطرق سهلة وفعالة .

نتيجة للتغيرات المتعددة في النظم الاقتصادية وما شهدته التجارة الداخلية والخارجية والدولية من تغيرات مع الأخذ في الاعتبار قيام الثورة الصناعية وما ترتب عليها من تغيير في عمليات الإنتاج وتوزيع المنتجات وغيرها من العوامل الاقتصادية الأخرى ظهرت أهمية حقوق الملكية الفكرية.


والاهتمام بالملكية الفكرية ليس حديثا ، كما قد يبدو للبعض ، فلقد بدأ هذا الاهتمام مع الثورة الصناعية الأولى بأوروبا، حيث تعددت الابتكارات الإبداعات التي ساهمت بشكل فعال في النمو الاقتصادي في البلدان الصناعية الكبرى .

وتزداد الأهمية التي توليها الدول حاليا لمجال الملكية الفكرية انطلاقا من الدور الذي يلعبه في تنشيط دواليب الاقتصاد العالمي وما يحققه من مكاسب اقتصادية هامة.

وقد اهتمت الدول الصناعية بموضوع الحقوق الملكية الفكرية، على المستوى العلمي والعملي فوضعت فيه الأبحاث والكتب، وفتحت له البرامج الدراسية في الجامعات والمعاهد.

   وعليه فإن الاهتمام بحقوق الملكية الفكرية قد أصبح ضرورة وطنية ملحة، خاصة في ظل عصر زراعي تجاري متطور تسيره الآلة وتحكمه التكنولوجيا.

المصدر: دكتور / خالد ممدوح إبراهيم
  • Currently 208/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
62 تصويتات / 1035 مشاهدة
نشرت فى 23 إبريل 2010 بواسطة KhaledMamdouh

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

74,992