حراك سياسي من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا
مبعوثان للقذافي والمعارضة يتوجهان لأنقرة.. ومساع تركية لوقف إطلاق النار
أعلنت مصادر رسمية تركية أن مبعوثاً للعقيد القذافي وآخر من المعارضة سيصلان إلى أنقرة، اليوم الاثنين 4-4-2011، مشيرة إلى أن موفد القذافي سيطلب مساعدة تركيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكان القذافي قد أوفد أمس إلى أثينا عبدالعاطي العبيدي، نائبَ وزير الخارجية الليبي، لإيجاد مخرج سياسي للأزمة في البلاد. وأبلغ العبيدي رئيس الوزراء اليوناني أن ليبيا تريد إنهاءَ القتال في البلاد.
إيطاليا تعترف بالمجلس الانتقالي
وفي روما، أعلن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فرايتيني، اعتراف روما بالمجلس الوطني الانتقالي كمحاور شرعي وحيد عن الشعب الليبي.
وأضاف أن نظام القذافي ليس محاوراً ويجب أن يرحل القذافي وعائلته. هذا وقالت إيطاليا إنها اعترفت بمجلس الحكم الانتقالي ككمثل وحيد للشرعية الليبية. وأشار ألى أن إيطاليا سترسل خبراء إلى بنغازي لمساعدة المعارضين في ما يتعلق بقطاع الطاقة وقطاعات أخرى. كما انها لا تستبعد تزويد الثوار بأسلحة.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد كشف أن اثنين على الأقل من أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، هما الساعدي وسيف الإسلام، عرضا رحيل والدهما عن السلطة، والانتقال إلى ديمقراطية دستورية، على أن يتولى أحدهما المرحلة الانتقالية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي - طلب عدم كشف اسمه - ومسؤول ليبي على اطلاع بالاقتراح أنه في حال تبني هذا الطرح فسوف يتولى سيف الإسلام القذافي إدارة المرحلة الانتقالية...ولم توضح الصحيفة ما إذا كان القذافي (68 عاماً) يوافق على هذا الطرح الذي يؤيده نجلاه سيف الإسلام والساعدي. غير أن شخصاً قريباً من سيف الإسلام والساعدي قال للصحيفة إن القذافي يبدو موافقاً.
ونقلت الصحيفة عن هذا الشخص - من دون تسميته - أن سيف الإسلام والساعدي "يريدان التقدم في اتجاه التغيير في البلاد". وتابعت "أنهما اصطدما بالكثير من الجدران مع الحرس القديم، وفي حال حصولهما على الضوء الأخضر، فسوف ينهضان بالبلاد بسرعة".
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الاقتراح قد يكون يعبر عن الخلافات القائمة منذ زمن بعيد بين أبناء القذافي. ففي حين أن سيف الإسلام والساعدي أقرب إلى نهج اقتصادي وسياسي غربي، فإن اثنين آخرين من أبناء القذافي الآخرين هما خميس ومعتصم من أنصار الخط المتشدد.
ويرأس خميس إحدى الكتائب الأمنية التي يتشكل منها الجيش الليبي، فيما يعتبر معتصم، المستشار في الأمن الوطني، خصماً لسيف الاسلام في السباق إلى خلافة والدهما، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وعلى الصعيد الميداني، قال متحدث باسم المعارضة إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تقصف مدينة مصراتة الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ وقت مبكر من صباح الاثنين.
وأضاف المتحدث في اتصال هاتفي مع رويترز "بدأ القصف في الساعات الأولى من الصباح ومازال مستمراً باستخدام قذائف مورتر ونيران مدفعية. هذا إرهاب. القصف يستهدف مناطق سكنية. نعلم أن هناك ضحايا ولكن لا أعلم عددهم".
المعارضة تطرد الكتائب من البريقة
صلاة جماعية للأطفال من مدينة درنة ليبيا
إطلاق سراح إيمان العبيدي وعودتها لأسراتها
صرحت إيمان العبيدي، الفتاة التي قالت إنها عناصر موالية للزعيم الليبي معمر القذافي اغتصبوها، لـCNN بأن السلطات الليبية أفرجت عنها وأنها تقيم الآن مع أسرتها في طرابلس.
وكان والد إيمان، عتيق العبيدي، قد قال لـCNN السبت إنه ليست لديه أي فكرة عن مكان وجود ابنته إيمان، وأن أثرها اختفى منذ انتزعتها عناصر النظام الليبي أمام كاميرات وسائل إعلام دولية إثر اتهامها لأتباع العقيد معمر القذافي، باغتصابها، رغم إعلان الحكومة الليبية سابقاً بالإفراج عنها.
وأعرب العبيدي في حديث لـCNN عن بالغ قلقه على أبنته، قائلاً: نأمل أنها مازالت على قيد الحياة.. نصلي من أجل سلامتها.. أعتقد أنها مسجونة في مكان ما."
يشار إلى أن إيمان العبيدي قد اختفت عن الأنظار منذ السادس والعشرين من مارس/آذار الماضي، عندما كشفت للصحفيين الأجانب في فندق عن تعرضها للاغتصاب، وأنها احتجزت لدى مؤيدي القذافي طوال يومين وأن 15 رجلاً منهم تناوبوا على اغتصابها.
وعرضت للصحفيين كدمات تطابق مزاعم تعرضها للاغتصاب، إلا أنه لم يتسن لـCNN التأكد بصورة مستقلة من تلك الراوية...وما أن بدأت تصرخ في الفندق حول اغتصابها، حتى أخذها أعوان القذافي إلى جهة غير معلومة.
ويأتي الاختفاء القسري للعبيدي رغم تأكيد الناطق باسم الحكومة لليبية، موسى إبراهيم الخميس إنها ستظهر أمام الإعلام خلال الأيام القليلة المقبلة...وأعرب إبراهيم موسى عن أمله في أن تتمكن إيمان من استقبال صحفيتين أو ثلاثة بحلول السبت، أي قبل يومين، مضيفا أنه لا يعلم عن مكان وجودها.
وأشار موسى إلى أن المكان الوحيد الذي يمكنها أن تكون فيه غير منزل عائلتها هو ملجأ للنساء اللواتي تعرضن للاغتصاب أو الاختطاف أو ضحايا أنواع أخرى من العنف.. وقال: "ربما تكون هناك."..غير أن والد إيمان شكك في مزاعم الحكومة الليبية بالسماح للصحفيين الحديث لأبنته.
أمريكا تنهي مشاركة طائراتها المقاتلة في قصف ليبيا
تنهي الولايات المتحدة، الاثنين، مشاركة طائراتها المقاتلة في الحملة الجوية ضد ليبيا وسط غموض حول موقف التحالف الغربي من تسليح "الثوار" لاستمرار حملتهم العسكرية للإطاحة بالزعيم الليبي، معمر القذافي.
وكانت الولايات المتحدة قد وافقت على تمديد مهمة قواتها المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا حتى الاثنين، وخاصة على صعيد الطائرات القاذفة، وذلك بسبب "سوء الأوضاع الجوية."
وقالت أوانا لانغسكو، المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي، ناتو، الأحد: "إنه تمديد قصير المدى سينتهي العمل به الاثنين."
ويشار إلى أن واشنطن أعلنت عن نيتها الحد من نشاطها العسكري في العملية الدائرة في ليبيا، وذلك بعد نقل قيادتها إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" إثر الدور الكبير الذي لعبته في الأيام الأولى على صعيد الغارات الجوية والقصف الصاروخي.
وعلى الصعيد الميداني، تواصل الكتائب الموالية للقذافي إحكام الطوق المفروض على مدينة مصراته، ثالث أكبر مدن ليبيا وتعاني من وضع مأساوي، وصفه المقاتل، خالد موتريدي: إنها مأساة بكافة المعايير.. لا كهرباء ولا طعام ولا مياه.. قوات القذافي تحاصرنا من كل الجهات."
والأحد، قتل شخص واحد وأصيب 15 بقصف مدفعي شنته قوات القذافي على مركز طبي بالمدينة، وفق طبيب، في حين كشفت مصادر طبية إن 398 شخصاً قتلوا هناك منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين "الثوار" وكتائب القذافي الشهر الماضي.
وإلى ذلك، التقطت سفينة تركية أكثر من 300 من "الثوار" الجرحى، من "مصراته" لنقلهم إلى تركيا لتلقي العلاج، كما توقف المستشفى العائم في "بنغازي" عاصمة الثورة الليبية، لالتقاط المزيد من المصابين، وفق مسؤولين من المعارضة اللليبية.
وإلى الغرب من "بنغازي" تواصلت المواجهات المسلحة بين "الثوار" وكتائب القذافي للسيطرة على "البريقة" التي تقلبت بين أيدي الطرفين ست مرات خلال الأسابيع الستة الماضية...وكان "الثوار" قد قاموا بانسحاب منظم من البلدة النفطية الإستراتيجية، الأحد.
ويفتقر مناهضو العقيد القذافي للتدريب والتنظيم والتسلح في مواجهة قوات القذافي النظامية المجهزة عسكرياً وتدريبياً على نحو جيد، وتنظر المحكمة الجنائية الدولية في احتمالات ارتكاب الأخيرة لجرائم ضد الإنسانية.
وقال أحد "الثوار": "نقاتل بأسلحة خفيفة وهم مجهزون بشكل جيد لديهم مدفعية وقاذفات صواريخ، وصواريخ مضادة للدبابات ومدرعات."
وفي الأثناء، قال مسؤولون في بريطانيا والولايات المتحدة أنهم لم يتوصلوا إلى قرار بعد بشأن تزويد "الثوار" بالأسلحة، علما أن الدولتين تشاركان الحملة الجوية الهادفة لإضعاف قدرات الزعيم الليبي العسكرية وذلك قبيل تولي "الناتو" مسؤولية قيادة الحملة الدولية.
ساحة النقاش