بعد سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، تكشفت العديد من المآسي والقصص الحزينة جراء السياسات التي اتبعها النظام السابق من تعذيب واضطهاد للشعب المصري، ولعل منها ما أوردته قناة الجزيرة عن قصة المصري أحمد القطان وما جارى له من مبارك بعد أن قضى 15 سنة خلف القضبان وذلك بعد أن قال لمبارك "اتق الله" فسجنه تلك المدة.
الرجل الذي قال: "اتق الله" هو علي القطان، مصري يبلغ من العمر 64 عاماً، وكان مقيماً بالمدينة المنورة في عام 1993، وكان موجوداً في ليلة القدر بالحرم النبوي، فأخذ مكانه في الصف الأول، وقرابة الفجر ذهب ليجدد وضوءه، ولدى عودته وجد الحراس يمنعون الدخول.
وتصادف ذلك اليوم مع زيارة حسني مبارك، وكانت الإجراءات الأمنية مشددة، لكن وجه القطان كان مألوفا لقائد التشريفة السعودي، الذي رآه فتبسم، ومن ثم مكّنه من الدخول، حيث أدى مع الحاضرين صلاة الصبح.
يقول القطان: "بمجرد انتهاء الصلاة وجدت مبارك أمامي، يرتدي جلبابا، ويبدو أنه أتم عمرة بمكة، ثم جاء لزيارة المسجد.. فقلت له بشكل عفوي "يا ريس اتق الله، واحكم بما أنزل الله"، فأخذته رعدة وتلفت مرتبكاً، وأسرع الحراس إليه وانطلقوا به إلى خارج المسجد".
ويضيف "بعد خروجهم بدقائق فوجئت بعربة كبيرة، حملوني إليها حافي القدمين، وسألني أحدهم متوجسا: "فين السلاح؟"، رددت بابتسامة فأخذوا يفتشون جيوبي ويتحسسون جسدي فلم يجدوا سوى متعلقاتي: منديل ومسواك وزجاجة عطر وبضع ريالات وأوراق إقامة".
وقال القطان إن ضباطا مصريين قدموا لاستلامه وأخذوه إلى مطار القاهرة ومنه إلى سجن طرة، ثم إلى مقر أمن الدولة في "لاظوغلي"، حيث فوجئ باللواء محمد عبد الحليم موسى (خامس وزير داخلية في عهد مبارك)، يقول له: "لماذا قلت ذلك؟ فأجاب: "وما الذي يمنع أن يقولها أي واحد منكم لمصلحة البلد؟".
ويختتم الرجل حديثه بالتأكيد على أن ضباط السجن طلبوا منه كتابة التماس للإفراج عنه لكنه رفض، ويقول إنه ظل دائما يدعو على مبارك "اللهم أزل دولته، وأبدلنا خيرا منه"، إلى أن أطلقوا سراحه يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 2007.
ساحة النقاش