اعلن نشطاء سوريون إن سبعة متظاهرين على الأقل قتلوا مساء امس خلال مظاهرات حاشدة في مدينة اللاذقية غربي دمشق.
وكتب نشطاء على صفحة "الثورة السورية 2011" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنه يتم نشر عناصر من قوات الجيش في ضواحي اللاذقية في محاولة لاحتواء الوضع.
وقالوا إن 20 متظاهرا قتلوا منذ أمس الاول بالقرب من مسجد الرحمن في اللاذقية. وذكرت وسائل إعلام حكومية سورية إن قناصة أطلقوا النار على المتظاهرين من أسطح المباني "وقتلوا المارة".
وأكد شهود عيان سوريون سقوط ما بين 40 إلى 60 جريحا من أفراد قوات الأمن السورية وعدد من المتظاهرين في اللاذقية وجبلة امس إثر اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون بإصلاحات في البلاد.
وخرج آلاف المحتجين لشوارع مدينة درعا السورية امس قبيل إعلان حكومة الرئيس بشار الأسد عن المزيد من الإصلاحات.
وقالت مصادر رسمية سورية إن القيادة السورية تستعد لإصدار حزمة قرارات بينها تعديل وزاري يطال عددا من الوزراء وربما رئيس الحكومة وقرارات أخرى تتعلق بدور حزب البعث" الذي يحكم سورية منذ عام 1963 .
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن قادة حزب "البعث" اجتمعوا امس للمرة الثانية في مدة لا تزيد على ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن "عددا من القرارات المهمة ستتخذ".
وأضافت المصادر أن من بين الأسماء التي جرى التداول في إقالتها وزير الإعلام محسن بلال ، كما ان القيادة ستصدر قريبا قرارات تخص دور حزب "البعث" الحاكم في حياة السوريين.
وكان مصدر حقوقي أكد أن السلطات السورية أطلقت امس السبت حوالي مئتين من المعتقلين السياسيين المحسوبين على التيارات الإسلامية "المتشددة" ونحو 14 من مختلف الأحزاب الكردية.
وقال المصدر إنه " حتى الساعة لم يعرف فيما اذا كان من بين الذين أطلق سراحهم أعضاء في حزب العمل الشيوعي المحظور أم لا".
وكان الرئيس بشار الأسد أمر بإطلاق سراح كل من جرى اعتقاله خلال الاضطرابات الأخيرة في إطار حزمة إصلاحات وعدت بها الحكومة امس الاول.
وقالت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان إن الأرقام المعلن عنها فيها كثير من المبالغة وتساءلت من أين تأتي الجماعات الحقوقية بهذه الأرقام.
وقالت بثينة شعبان في وقت متأخر امس إن خمسة لبنانيين ومصري واحد وجزائري كانوا من بين المعتقلين للمشاركة في إثارة أعمال الشغب، وقالت لقناة "بي بي سي العربية" الإخبارية "إن ما يحدث في سورية حاليا هو مشروع فتنة"، مؤكدة أن هناك قصورا في إدارة الأزمة من قبل الإدارات الحكومية.
كما نفت ما تردد من تقارير أشارت إلى أن قوات الأمن أطلقت النار صوب المحتجين خلال الأيام القليلة الماضية ، وقالت إن "جماعات مسلحة" هاجمت مراكز الشرطة وسرقت الأسلحة ما أثار حفيظة قوات الامن ودفعها للانتقام واتهمت فلسطينيين بالاعتداء.
وقام محتجون بإضرام النيران في مكاتب حزب البعث الحاكم في درعا بحسب مدونة "شباب سورية من أجل الحرية" على موقع التواصل الإجتماعي الإلكتروني "فيس بوك"
وقالت المدونة أيضا إن بعض ضباط الجيش ومعظمهم من درعا قدموا استقالاتهم احتجاجا على أعمال العنف التي ترتكب بحق المحتجين.
ويعتقد أن ما لا يقل عن 55 شخصا قتلوا خلال أسبوع من الاضطرابات التي اندلعت في درعا والمناطق المحيطة بها، بحسب منظمة العفو الدولية، غير أن ظروف مقتل معظم الضحايا لا تزال غامضة.
ونقلت قناة "العربية" الإخبارية عن طبيب في درعا قوله إن نحو 150 شخصا قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية.
وحاول مفتي الديار السورية الشيخ أحمد حسون الدفع بالانتقادات بعيدا عن الحكومة، قائلا لقناة الجزيرة الإخبارية إن الحكومة ستثبت في غضون ساعات أن إراقة الدماء يقف ورائها أناس من خارج سورية.
وبالرغم من جهود الأسد للتهدئة، فإن الدعوات للإطاحة به آخذة في التزايد، فالاحتجاجات تتواصل في كل أنحاء البلاد مع رفض المعارضة لكل الخطوات التي يقوم بها الأسد.
وكتب نشطاء على صفحة "ثورة سورية 2011 "على موقع شبكة التواصل الإجتماعي "فيس بوك" :"وأين الستة عشر ألف سجين المعتقلين منذ ما يزيد على ثلاثين عاما؟ إن وعودكم الفارغة لن تخدع الشعب..سنواصل (احتجاجاتنا)حتى تتحقق مطالبنا".
وحذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي سورية في بيان صدر امس من الحملات العنيفة التي تستهدف المحتجين.
شعارات على حطام تمثال الاسد
وذكرت رويترز نقلا عن شهود في درعا أن ثلاثة من الشبان المحتجين صعدوا إلى ما تبقى من تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حطمه المحتجون أمس الاول ورفعوا لافتة ورقية كتب عليها شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".
كما أحرق محتجون مبنى حزب البعث ومركزا للشرطة بقرية طفس القريبة من درعا, أثناء تشييع آلاف الأشخاص جنازة محتج قتل أمس الاول في درعا.
مجموعة مسلحة
اعلن مصدر سوري رسمي امس ان قناصين تابعين ل"مجموعة مسلحة" قاموا باطلاق النار في مدينة اللاذقية الساحلية ما اسفر عن مقتل شخصين وجرح آخرين.
وكان مسؤول سوري رفيع اعلن ان "مجموعة مسلحة احتلت اسطح ابنية في بعض احياء مدينة اللاذقية وقامت باطلاق النار على المارة والمواطنين وقوى الامن".
شهود عيان
وقال شهود عيان إن الوضع تأزم في المدينة مساء امس، بعد أن توجه محتجون إلى الساحة المقابلة لقصر العدل للاعتصام، بعد تشييع الشابة سبتة الأكراد.
وأضاف الشهود: "فوجئنا بأعداد كبيرة وغير متوقعة من قوات الأمن المركزي التي قامت بإطلاق عدد هائل من قنابل الغاز المسيل للدموع، واضطررنا إلى التفرق في الشوارع المجاورة .
وقال شهود العيان إن مسيرات خرجت امس لتشييع ثلاثة قتلى سقطوا في مواجهات الجمعة بالمدينة، وأضافوا أن الأبرز كان تحول الهتافات في درعا من المطالبة بالحرية إلى الدعوة لـ"إسقاط النظام،" بينما شيعت مدينة الصنمين المجاورة سبعة قتلى وفق شهود، وسط حالة قلق لدى السكان الذين قالوا إنهم طلبوا من الجيش حمايتهم.
وقال شاهد عيان "الأهم في هذا اليوم أن الهتافات تحولت من 'الله سوريا حرية وبس' إلى 'الشعب يريد تغيير النظام،' أما الشعارات المكتوبة، فمنها 'ظلمتني وظلمت أبي وجدي.. لا لن تظلم ابني،' و'إسلام ومسيحية.. سنية وعلوية.. بدنا نعيش بحرية.'"
ولفت الشاهد إلى أن مسيرات امس كانت أصغر حجماً من مسيرات الجمعة لأن سكان المدينة يشعرون بالخوف من التعرض لهجوم قائلاً: "قوات الأمن انسحبت خارج المدينة، وهذا ولدّ لدينا الخوف من تعرضنا للقصف المدفعي، لذلك لم تكن المسيرات حاشدة مثل أمس الاول، الجيش المنتشر في المنطقة يحاول طمأنتنا بأنها سيحمي الشعب من أجهزة الأمن والحرس الجمهوري، لكن تطميناته خجولة."
وقال شاهد عيان آخر من مدينة الصنمين، إن السكان شيعوا سبع جثث، وهناك ثلاث جثث أخرى في برادات المستشفيات تنتظر الدفن، وبينها جثة تعود لطفل في العاشرة.
وذكر أحد الشهود أن المشيعين كانوا بالآلاف، وأن عائلات القتلى اتجهت إلى إحدى ساحات المدينة لنصب خيام وإقامة اعتصام مفتوح، وأطلقوا على الموقع اسم "ساحة الشهداء."
ونفى الشهود بشكل قاطع مهاجمة أي مقار عسكرية أو حكومية في المنطقة، وقالوا إن عناصر من أجهزة المخابرات قامت بحرق الإطارات في الشارع ومهاجمة مؤسسات عامة لتشويه صورتهم.
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية قد نقلت عن مصدر مسؤول أن من جرى وصفهم بـ"مجموعة مسلحة" هاجموا أحد مقرات الجيش الشعبي في الصنمين محاولة اقتحامه "فتصدى لها حراس المقر وأسفر الاشتباك عن مقتل عدد من المهاجمين."
مشروع فتنة طائفية
اعتبرت السلطات السورية امس ان الاحداث التي تجري حاليا في سوريا تندرج ضمن "مشروع طائفي" يحاك ضد سوريا .
وقالت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان في لقاء مع الصحافيين في دمشق "ان ما نحن بصدده ليس تظاهرات سلمية مطلبية تريد ان تسرع من وتيرة الاصلاح في سوريا" بل هو شيء "مختلف وليس له علاقة بالمطالب المحقة والمشروعة التي يتم تلبيتها تباعا".
واضافت ان "ما تاكدنا منه حتى الان بعد ان اتضحت بعض الصور ان هناك مشروع فتنة طائفية في سوريا".
شعبان تتهم فلسطينيين
ووجهت شعبان بشكل غير مباشر اصابع اتهام الى فلسطينيين بالتورط في احداث اللاذقية. وقالت في لقائها الصحافي تعليقا على احداث جرت في اللاذقية الجمعة قبل ان ترد اخبار الاحداث الامنية التي جرت في هذه المدينة امس "اتى اشخاص البارحة (الجمعة) من مخيم الرملة (للاجئين الفلسطينيين) الى قلب اللاذقية وكسروا المحال التجارية وبدأوا بمشروع الفتنة، وعندما لم يستخدم الامن العنف ضدهم خرج من ادعى انه من المتظاهرين وقتل رجل امن واثنين من المتظاهرين".
واعتبرت شعبان ان "العيش المشترك في سوريا هو احد الاهداف الاساسية" لهذا المشروع الذي "يسعى للنيل من عزة وموقف سوريا وان هذا التجييش الطائفي يستهدف وحدة سوريا".
الافراج عن ٢٦٠ معتقلا
وكانت منظمات حقوقية سورية اعلنت امس ان السلطات السورية افرجت عن 260 معتقلا سياسيا، غداة تظاهرات دامية امس اوقعت العديد من الضحايا.
واكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان السلطات السورية "افرجت مساء عن 260 معتقلا سياسيا بينهم 14 كرديا"، مشيرا الى ان "اغلب الذين افرج عنهم كان قد تم اعتقالهم على خلفية انتمائهم الى تيارات اسلامية".
واعتبر ريحاوي ان "هذه الخطوة تاتي بداية لجملة الوعود التي تم اطلاقها مؤخرا حول تحسين واقع الحريات العامة في سوريا".
فيما اكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان امس ان السلطات السورية افرجت مساء الجمعة عن مئتي معتقل سياسي بينهم اسلاميون من سجن صيدنايا"، مشيرا الى ان "الغالبية العظمى منهم من الاسلاميين".
وبدوره اكد مصدر سوري مسؤول رفيع المستوى امس ان "القرارات التي اتخذت الخميس هي قرارت جدية وجادة والقيادة اجتمعت اليوم لتقر اطرا زمنية لتنفيذها خلال اسبوع" لافتا الى ان ذلك سيتم عبر"خطوات متلاحقة".
واكد المسؤول ان ذلك لا علاقة له بما جرى الجمعة في اللاذقية وجبلة التي اعتبر انها "ليست امورا مطلبية وليست نابعة من اشخاص ساعين للاصلاح".
منظمة المؤتمر الاسلامي ترحب بسلسلة الاصلاحات
رحبت منظمة المؤتمر الإسلامي امس بسلسلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أعلنت عنها سورية في أعقاب التطورات والأحداث الأخيرة.
وأكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفسور أكمل الدين احسان أوغلى في بيان له "أن هذه الإصلاحات تأتي متناسقة مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة ، باعتبارها ضرورة ملحة وفرصة لإجراء تغييرات عملية".
وأعرب إحسان أوغلى عن ثقته بأن الحكومة السورية بما لديها من حكمة وبصيرة قادرة على تطبيق رزمة الإصلاحات التي أُعلن عنها من أجل تخفيف الاحتقان وتلافي تداعيات الأزمة.
وأشار إلى أن الإصلاحات المذكورة تتطلب تهدئة ووقتا بغية تطبيقها على الوجه الأمثل ، وشدد على ضرورة عدم اللجوء إلى العنف من جميع الأطراف.
الاتحاد الاوروبي يدين الرد القاسي
ودانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت بتعابير شديدة اللهجة الرد "القاسي" الذي اعتمدته السلطات السورية على "المطالب المشروعة" للمحتجين.
واعربت اشتون في بيان عن "صدمتها لمواصلة القمع العنيف للمتظاهرين"، ودعت النظام الى "الاستجابة للمطالب والطموحات المشروعة للشعب عبر الحوار والاصلاحات السياسية والاجتماعية-الاقتصادية العاجلة".
وقالت اشتون "ادين بشدة القمع العنيف بما فيه الاستخدام غير المقبول بتاتا للعنف والذخائر الحربية والذي ينبغي ان يتوقف الان"، مضيفة انه "يجب رفع حالة الطوارىء".
وعلى رغم مبادرات التهدئة، وجهت دعوة الى "ثورة شعبية" السبت في كل المحافظات السورية عبر الفيسبوك.
لكن ظهر اليوم، لم تسجل اي تظاهرة في حين نزل مئات الاشخاص امس الى شوارع المدن الرئيسية في سوريا.
ساحة النقاش