"البريقة" و "أجدابيا" في يد ثوار ليبيا
ذكرت قناة "الجزيرة" الاخبارية مساء اليوم "السبت "
أن الثوارالليبيين سيطروا على مدينة "البريقة" بشكل كامل..كما سيطروا على مدينة "اجدابيا" شرق ليبيا.
وأفادت الجزيرة - نقلا عن شهود عيان - أن قوات التحالف قصفت مواقع لكتائب القذافى حول مدينة "مصراته" غرب ليبيا..حيث أفادت تقارير إخبارية بسيطرة القوات الموالية للعقيد الليبى معمر القذافى على المدخلين الشرقى والغربى للمدينة .
من جهة أخرى ذكرت قناة "العربية" الاخبارية الفضائية مساء اليوم نقلا عن شهود عيان أن عدد القتلى جراء المعارك التى جرت فى مدينة "اجدابيا" بلغ 80 قتيلا ومئات الجرحى.
كماأفادت قناة "العربية"الاخبارية مساء اليوم نقلا عن سكان مدينة مصراتة – أن عدد القتلى جراء القصف والمعارك التى شهدتها خلال اسبوع بلغ 115 شخصا.
المعارضة الليبية ترفض وجود "قوات خارجية" على أراضيها
كتب رئيس المجلس الوطني الانتقالي (المعارضة الليبية) الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لشكره على ما قام به، واصفا الجنود الفرنسيين بانهم "محررون"، لكنه كرر رفض وجود "قوات خارجية" على الاراضي الليبية.
وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل في رسالة نشرتها صحيفة لوفيغارو السبت متوجها الى ساركوزي ان "طائراتكم دمرت ليلا الدبابات التي كانت تستعد للسيطرة على بنغازي ولدخول المدينة من دون دفاع (...). ان الشعب الليبي ينظر اليكم كمحرر. ان امتنانه لكم دائم".
وبدأت الضربات الفرنسية والاميركية والبريطانية في ليبيا في 19 اذار/مارس تنفيذا للقرار الدولي 1973 الذي سمح باستخدام القوة لحماية السكان المدنيين و فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
واضاف جبريل ان "الشعب الليبي، وكذلك الشعوب المجاورة الصديقة بدءا باشقائنا التونسيين والمصريين، تعتبر المساعدة التي قدمتموها الينا مبادرة كبيرة حيال العالم العربي".
وشدد على "اننا لا نريد قوات خارجية. لن نحتاج اليها. سنتمكن بفضلكم من الانتصار في المعركة الاولى. وسننتصر في المعركة التالية بوسائلنا الخاصة. ان تحريرنا وشيك. نحتاج فقط الى بعض الوقت".
وتمكن المتمردون الليبيون صباح السبت من السيطرة على مدينة اجدابيا الاستراتيجية بعد اسبوع على بدء التدخل الدولي ضد قوات معمر القذافي.
وفرنسا هي اول دولة اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي في العاشر من اذار/مارس "كممثل شرعي للشعب الليبي" واستقبلت ممثليه رسميا.
أمريكا والناتو يدفعان ليبيا إلي حافة الحرب الأهلية
كشفت صحيفة واشنطن بوست ان الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون امكانية تسليم اسلحة الي المعارضة الليبية. وقالت الصحيفة نقلا عن مسئولين أمريكيين واوروبيين
لم تكشف اسماءهم ان ادارة الرئيس باراك اوباما تري ان الامم المتحدة التي سمحت بالتدخل الدولي ضد ليبيا تتمتع بالمرونة الكافية للسماح بهذه المساعدة. وصرح السفير الامريكي في طرابلس جين كريتز الذي عاد اخيرا الي بلده ان مسئولي الادارة يجرون مشاورات حول كل الخيارات المتعلقة بمساعدة ممكنة يمكننا تقديمها بشكل اسلحة قاتلة وغير قاتلة. وقالت الصحيفة انه لم يتخذ اي قرار في هذا الشأن بعد.
واضافت ان فرنسا أكدت تأييدها لتدريب وتسليح الثوار. واكد ناطق باسم الثورة مصطفي القرياني للصحيفة ان القوات المعارضة للقذافي تشتري اسلحة لكنه رفض تحديد مصدرها او انواع الاسلحة التي يتم شراؤها. وشدد التحالف العسكري الدولي ضغوطه علي القذافي وشن مزيدا من الغارات الجوية علي ليبيا بموازاة البدء بالبحث عن مخرج سياسي لعملية مهددة بالمراوحة اسابيع. وخلال اجتماع في مقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا، قال وفد القذافي ان طرابلس مستعدة لتطبيق خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي لحل الازمة الليبية والتي تنص علي وقف فوري لاطلاق النار واطلاق عملة ديمقراطية.
وجاء في بيان الوفد الي الاجتماع الذي لم يشارك فيه اي مندوب عن الثوار الليبيين: "نحن علي استعداد لتطبيق خارطة الطريق التي رسمها الاتحاد الافريقي بما يشمل اتباع سياسة تتجاوب مع تطلعات الشعب الليبي بطريقة سلمية وديمقراطية. واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرنسا وبريطانيا تحضران مبادرة مشتركة لايجاد حل سياسي للنزاع، مع اقتراب قمة لندن المرتقبة بعد غد. وقال :"ستكون مبادرة فرنسية-بريطانية لاظهار ان الحل لا يمكن ان يكون محض عسكري، سيكون حكما حلا سياسيا ودبلوماسيا". وقبل ذلك بساعات قليلة، رجح قائد الاركان الفرنسي ادوار جييو ان تستمر عمليات الائتلاف اسابيع في ليبيا ، معربا عن الامل في انه لا تدوم شهوراً. واعلن نائب الاميرال الامريكي بيل جورتني ان الجيش الليبي اضعف الي حد بعيد وقال :"ان القذافي لم يعد يملك عمليا دفاعات جوية .. ولم يعد بوسع طيرانه القيام بطلعات جوية، فيما سفنه تبقي في المرافئ ويتواصل تدمير مستودعات ذخائره وتهدم ابراج اتصالاته ولم يعد من الممكن استخدام مواقعه القيادية المحصنة". وفي المقابل، قرر القذافي ترقية جميع جنوده وضباطه رتبة لمواجهتهم "العدوان الاستعماري الصليبي"، حسب وصف وكالة الانباء الليبية.
وفي واشنطن عقد الرئيس اوباما اجتماعا تشاوريا عبر الهاتف مع عدد من كبار زعماء الكونجرس بهدف اطلاع قادة الكونجرس علي التقدم في جهود التحالف الدولي لحماية المدنيين الليبيين وتقويض قدرات قوات الزعيم الليبي. واطلع الرئيس الامريكي قادة الكونجرس علي الوضع في ليبيا واعلن انه سيوجه كلمة الي الشعب الامريكي في هذا الشأن غدا. وقال البيت الابيض :" اوباما سيتطرق في كلمته الي الخطوات التي اتخذناها مع حلفائنا وشركائنا لحماية الشعب الليبي من وحشية معمر القذافي، وخطط نقل عمليات القيادة والاشراف الي حلف الناتو ومتابعة سياستنا". وسيلقي اوباما كلمته وسط استياء متزايد من اخفاقه في توضيح اهداف واستراتيجية المشاركة العسكرية الاخيرة للولايات المتحدة في عملية في بلد مسلم.
وحضر الاجتماع الذي جري في قاعة الطوارئ في البيت الابيض شخصيا او عبر الاتصال الهاتفي، من الجمهوريين رئيس مجلس النواب جون بوينر والسناتور جون ماكين وريتشارد لوجار وزعيم الاغلبية الجمهورية في مجلس النواب ايريك كانتور. كما حضرته زعيمة الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي والرئيس الديمقراطي للجنة الشئون الخارجية في المجلس جون كيري. وكان ناطق باسم البيت الابيض جاي كارني صرح قبل الاجتماع ان اوباما اراد الاستماع لآراء البرلمانيين في المهمة القتالية وما اذا كانت لديهم افكار يريدون تقديمها.
وقال مايكل ستيل المتحدث باسم بونر في بيان بان بونر ممتن لاتصال اليوم الا انه لا يزال يري ان علي الادارة بذل مزيد من الجهود لتوضح للامريكيين الاهداف العسكرية في ليبيا ودور الولايات المتحدة وكيف يتناسب مع السياسة الامريكية. وكان بونر طلب في رسالة وجهها الي اوباما هذا الاسبوع توضيح استراتيجيته في ليبيا بالتفصيل خصوصاً ما اذا كان يمكن ان يسمح للقذافي بالبقاء في السلطة.
وحذر اعضاء آخرون في الكونجرس من الكلفة المالية للعملية بينما لا تزال القوات الامريكية تنتشر في العراق وتخوض حربا في افغانستان فيما تواجه واشنطن عجزا هائلا في الميزانية. ورفض البيت الابيض الاتهامات بانه لم يجر مشاورات كافية بشأن ليبيا مع الكونجرس الذي يملك وحده صلاحية اعلان الحرب في العملية الجارية في ليبيا، بموجب الدستور الامريكي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني انه لو انتظر اوباما عودة اعضاء الكونجرس من عطلتهم الاسبوع المقبلة لربما كان قتل العديد من المدنيين في ليبيا. واضاف ان القضية ترتدي طابعا ملحا. واضاف: "لو انتظر اوباما عودة اعضاء الكونجرس واحتاج الي مزيد من الوقت لمناقشة هذه القضية ودراستها، لكانت بنغازي سقطت وقتل عدد كبير من المدنيين علي ما اعتقد". واكد البيت الابيض ان حلف الناتو توصل الي اتفاق سياسي لتسلم قيادة العمليات العسكرية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقام بقصف قوات القذافي. وكانت مصادر الحلف ذكرت ان التحالف الغربي ما زال يعمل علي بعض جوانب المهمة، بينما تحدثت واشنطن عن تفاهم تم التوصل اليه حول الجانب الدبلوماسي الذي يثير انقسامات.
وقال كارني ان التخطيط العسكري جار لنقل كل السلطة وسيتم ذلك خلال ايام. وستقدم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت جيتس ومدير الاستخبارات جيمس كلابر ورئيس اركان الجيوش الامريكية الاميرال مايكل مولن، في جلسة مغلقة الاربعاء القادم تقريرا لاعضاء الكونجرس حول الوضع في ليبيا . واعلن التلفزيون الرسمي الليبي ان الائتلاف الدولي شن غارات علي مدينة زليطن علي بعد 160 كلم شرق العاصمة وعلي منطقة الوطية . واشار التلفزيون علي شريطه الاخباري في اسفل الشاشة الي ان مواقع عدة مدنية وعسكرية تعرضت لقصف من المعتدي الصليبي الاستعماري، من دون توضيح الاهداف التي تمت اصابتها. وتقع مدينة زليطن الساحلية علي بعد نحو 50 كلم غرب مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار.
واضاف تلفزيون الجماهيرية ان منطقة الوطية الواقعة جنوب غرب طرابلس والتي تؤوي قاعدة عسكرية، اصيبت بصواريخ بعيدة المدي اطلقها الائتلاف بحسب التلفزيون. وسقطت مدينة اجدابيا الاستراتيجية شرق ليبيا في ايدي الثوار. وقد اخليت المواقع الدفاعية لانصار القذافي علي المدخل الشرقي للمدينة التي استهدفتها عمليات قصف جوي. ولم يبق فيها سوي دبابات متفحمة. وتصدح في المدينة التي يسودها الهدوء ابواق سيارات الثوار الذين يرفعون اشارات النصر. وكانت عمليات قصف جوي استهدفت بعد ظهر الجمعة مواقع القوات الموالية في هذه المدينة الساحلية التي كان يتحصن فيها الجنود الموالون للقذافي. واستأنف الثوار الذين استفادوا من هذا الدعم الهجوم وتوغلوا في هذه المدينة الاستراتيجية الكبيرة التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل المعارضة.
وكان الموالون للقذافي استعادوا اجدابيا الاسبوع الماضي خلال هجومهم علي الثورة الذي كان يسيطر علي شرق ليبيا منذ شهر قبل ان يهاجموا بنغازي. لكن التدخل العسكري للتحالف الدولي الذي بدأ في 19 مارس لجم تقدمهم. واعلن وزير العدل البريطاني كينيث كلارك ان قد يلجأ اذا ما بقي في السلطة، الي هجوم مماثل لاعتداء لوكربي انتقاما من الهجمات التي يشنها التحالف. واوضح كلارك لصحيفة الجارديان ان الحكومة ما زالت غير واثقة من وجهة الحملة الليبية. وقال: "لدينا مسألة واحدة تعنينا في المغرب شمال افريقيا هي لوكربي"، في اشارة الي تفجير طائرة لشركة بأن ام الامريكية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية ومقتل 270 شخصا في 21 ديسمبر 1988. واضاف :"انه لدي البريطانيين اسباب وجيهة لان يحتفظوا في ذاكرتهم بهذه الكارثة التي هي القذافي. من مصلحتنا ان نتجنب عودة القذافي الي الحكم، القذافي العجوز الذي يسعي الي الانتقام". وحكم علي الليبي عبد الباسط المقرحي في هذا الاعتداء في 2001 ثم افرجت عنه السلطات الاسكتلندية في 2009 لاسباب انسانية، بعدما شخص اطباء انه مصاب بالسرطان ولن يبقي علي قيد الحياة سوي ثلاثة أشهر.
ساحة النقاش