مدينة سبها الجميلة
تعرض الجنوب الليبي فجر الخميس لقصف جوى نفذته قوات التحالف الدولي، لاول مرة منذ انطلاق الحملة الدولية بتفويض من الأمم المتحد بفرض حصار جوى على البلاد.
وذكر مصدر عسكري أن مدينة سبها "1000" كلم جنوب طرابلس، معقل قبيلة القذاذفة التي ينتمي اليها العقيد معمر القذافي، تعرضت لضربات جوية استهدفت العديد من المواقع العسكرية والمدنية.
لم يفصح المصدر عن مزيد من التفاصيل.
وكانت القوات الدولية المعنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن بحظر الطيران فوق ليبيا واصلت ضرباتها الجوية على العاصمة طرابلس طوال ليل الأربعاء/الخميس.
وسمع دوي مضادات ارضية وانفجارات عديدة صباح الخميس في طرابلس، في اليوم السادس من الهجوم الذي يشنه التحالف الدولي على نظام العقيد معمر القذافي، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
وبدأت المضادات الارضية باطلاق النار في الساعة 04,30 تغ وبعدها دوى العديد من الانفجارات القوية، كما اوضح المراسل الذي تعذر عليه تحديد مصدر هذه الانفجارات.
وافاد شهود لفرانس برس انه مساء الاربعاء دوى انفجار كبير في قاعدة تابعة لسلاح البر الليبي في منطقة تاجوراء "32 كلم شرق طرابلس"، اعقبه اندلاع النيران في القاعدة.
واكدت وكالة الانباء الليبية الرسمية من جهتها ان الغارات التي شنها التحالف على الضاحية الشرقية لطرابلس "استهدفت حيا سكنيا" واوقعت "عددا كبيرا من القتلى في صفوف المدنيين".
وفي القاهرة قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن الليبيين هم الذين سيقررون مصير بلادهم مؤكدا على ان هناك حدودا لتدخل الولايات المتحدة فيما ينذر بحرب أهلية طويلة.
ووصل جيتس الاربعاء الى مصر جارة ليبيا.
وكان جيتس صوتا حذرا في الادارة الامريكية قبل بدء العملية العسكرية في ليبيا ويزور مصر بعد زيارة لروسيا استمرت يومين أبرزت قلق موسكو من الضربات التي توجهها قوات التحالف للدفاعات الجوية للقذافي وقوات المدفعية.
وأدانت روسيا والصين والهند والبرازيل ودول نامية اخرى الغارات الجوية لما تشكله من خطورة كما قالوا انها غير مبررة.
وفي القاهرة شبه أحد الصحفيين ما يحدث في ليبيا بغزو العراق عام 2003 وهو ما نفاه وزير الدفاع الامريكي على الفور. وسأل صحفي آخر عما اذا كانت واشنطن ستفكر في وساطة خارجية لانهاء الصراع وهو ما رفضه جيتس أيضا.
وقال جيتس للصحفيين في القاهرة "يتراءى لي أنه اذا كانت هناك وساطة.. وإذا كان هناك دور ينبغي لعبه.. فسيكون بين الليبيين أنفسهم. هذا الأمر هو في النهاية ينبغي أن يحسمه الليبيون. فهذه بلادهم."
واشار جيتس إلى أنه غير واثق من أنه ستكون هناك أي فائدة من محاولة جمع المعارضين والقذافي في محادثات.
وأعلن الجيش الامريكي المحمل بعبء سنوات من القتال في أفغانستان والعراق انه سيسلم قيادة العملية في ليبيا الى تحالف من الحلفاء خلال الايام القادمة. وصرح بأن ذلك قد يحدث قريبا جدا ربما يوم السبت القادم لكنه رفض ان يحدد موعدا.
وأضاف جيتس "الرئيس "باراك أوباما" أوضح ان الولايات المتحدة لن تتولى قيادة هذه العملية لفترة طويلة في الواقع ليس أكثر من اسبوع او نحو ذلك اعتبارا من بدء العملية."
وبدأت الغارات الجوية يوم السبت 19 مارس آذار بعد ان سمحت الامم المتحدة باستخدام القوة المسلحة لمنع قوات القذافي من قتل المدنيين.
وألقت الغارات على ليبيا بظلالها على أول زيارة يقوم بها وزير الدفاع الامريكي لمصر بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك الشهر الماضي في ثورة ساهمت في الهام المعارضين الليبيين.
ونفى جيتس ما تردد عن ان الولايات المتحدة تساند بشكل مستتر معارضي القذافي في الصراع قائلا ان العملية التي تقوم بها قوات التحالف بتأييد من الامم المتحدة قاصرة على منع القذافي من "ذبح شعبه".
وأضاف "لكن فيما هو أبعد من ذلك... اعتقد ان هؤلاء الناس يقاتلون في الاساس حتى الان بأنفسهم."
ورفض جيتس التكهن بنتيجة الصراع لكنه اشار الى ان قرار الامم المتحدة لم يحدد مهلة زمنية للعملية. وقال وزير الدفاع الأمريكي إنه لا أحد يستطيع التكهن بنتيجة ما يحدث في ليبيا.
ومن المخاوف المثارة هو الوصول الى مأزق في حالة عدم تلقي معارضي القذافي مساعدة مباشرة أكثر لكن جيتس قال ان مساعدي القذافي او أفراد أسرته قد ينقلبون عليه.
وقال جيتس "اعتقد هناك العديد من النتائج المحتملة هنا وما من أحد بوسعه التكهن بها.
"هل سيحدث المزيد من الانشقاق داخل دائرته "القذافي" المصغرة او تحدث انقسامات داخل اسرته هناك فيما يبدو لي العديد من الاحتمالات."
وترفض الولايات المتحدة ارسال اي قوات برية الى ليبيا.
ساحة النقاش