القدس.."حقيبة" ناسفة عقب "قانون النكبة"
أدى انفجار عبوة ناسفة وقع يوم الأربعاء 23-3-2011 نحو الساعة الثالثة حسب التوقيت المحلي، في حي يهودي في وسط مدينة القدس، بالقرب من محطة حافلات إلى وقوع عشرات الجرحى وبعض القتلى. ورجحت تقارير أن تكون العبوة قد انفجرت أثناء مرور حافلة، متجهة إلى مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقرب من القدس الشرقية. عبوة ناسفة وقد أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن التحقيق الأولي في الانفجار، الذي وقع في مدينة القدس، يشير إلى أنه ناجم عن تفجير عبوة ناسفة في محطة الحافلات المركزية في المدينة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المتحدث باسم الشرطة قوله "إن الانفجار ربما نجم عن عبوة ناسفة، وضعت في حقيبة وفجرت بالقرب من حافلة، الأمر الذي أوقع نحو 30 جريحا من بينهم أربعة في حال الخطر الشديد". وذكرت الإذاعة "أن طوقا أمنيا فرض على مكان الانفجار فيما جرى إخلاء مباني وزراة الخارجية الإسرائيلية، إضافة إلى البنك المركزي القريبين من مكان الانفجار". كما أغلقت شرطة الاحتلال مدخل مدينة القدس، وشرعت في عمليات تفتيش واسعة النطاق، حيث اعتقل عدد من المواطنين العرب والفلسطينيين للتحقيق معهم. ووفق صحيفة (هاآرتس) " فقد انفجرت العبوة الناسفة بالقرب من حافلتين كانتا تقفان في محطة الحافلات المركزية، الأمر الذي أوقع هذا العدد الكبير من الجرحى نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفيات القدس". وأضافت تقارير من الشرطة، أن الحالات نجمت عن الانفجار، بالإضافة إلى المواد الصلبة التي كانت بداخلها. ويأتي هذا الانفجار في وقت يشهد تصعيداً على الحدود الجنوبية لإسرائيل، وتحديداً في المنطقة المحيطة بقطاع غزة. إلى ذلك، قام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي على الفور بتفقد موقع الانفجار، وأعلن أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل حقيبة. واتهم الوزير أسحاق أهارونوفيتش فصائل فلسطينية بتدبير الانفجار. "سترد بالمثل" في أول ردّ على هذا الانفجار، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن رئيس الوزراء أرجأ سفره الذي كان مقرراً إلى روسيا يوم الأربعاء. وقبل وقوع الانفجار، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد حذر صباح الأربعاء، أن إسرائيل "سترد بالمثل" على الهجمات التي تتعرض لها من قطاع غزة، متوعداً بأن إسرائيل ستقوم "بالدفاع بقوة وحزم عن مواطنيها". وتأتي تصريحات نتانياهو بعد سقوط صاروخين في مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل صباح يوم الأربعاء. ونقل بيان صادر عن نتانياهو قوله أمام الكنيست الإسرائيلية إن "الأمر قد يتطلب أن نرد على الضربات بالمثل، وقد يستغرق ذلك وقتا ماً، لكننا مصممون بحزم على ضرب قدرة العناصر الإرهابية على استهداف مواطنينا"، محذرا من أنه "لا توجد دولة يمكن أن تسكت عن هجمات صاروخية متواصلة ضد مدنها ومواطنيها، وبالطبع فإن دولة إسرائيل لن تقبل ذلك". وكانت إسرائيل قد قصفت منطقة قريبة من غزة بقذائف المدفعية، ما أدى إلى مقتل 8 فلسطينيين بينهم طفلان، كما أصيب خمسة أشخاص بجراح، في غارات جوية نفذتها طائرات عسكرية إسرائيلية على غزة في وقت متأخر ليل الاثنين 21 مارس. وقبل نحو 10أيام، قُتل 5 إسرائيليين من أسرة واحدة، في هجوم وصفه الجيش الإسرائيلي بـ"اعتداء إرهابي"، في مستوطنة "إيتمار" قرب مدينة "نابلس" بالضفة الغربية، فيما أورد راديو إسرائيل أن الهجوم تبنته جماعة تتبع "كتائب شهداء الأقصى"، تطلق على نفسها اسم "مجموعة الشهيد عماد مغنية." "الرصاص المصبوب" من جهته، قال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الأربعاء 23 مارس، إن إسرائيل قد تنظر في خيار شن هجوم جديد على قطاع غزة، من أجل إسقاط نظام حركة حماس هناك، في حال استمرار القصف الصاروخي الفلسطيني على الأراضي الإسرائيلية. وأكد شالوم في تصريحات نقلتها إذاعة إسرائيل، إن الوضع الحالي يعيد إلى الأذهان التطورات التي سبقت إطلاق عملية "الرصاص المصبوب" في غزة نهاية عام 2008. وقال: "إذا لم يتغير الوضع في غزة لا أجد حلاً، إلا شن حرب واسعة تكون شبيهة بالرصاص المصبوب". وأضاف شالوم إن العملية العسكرية المحتملة، يجب أن تستهدف قادة الفصائل التي وصفها "بالإرهابية" وليس الأنفاق والمناطق المفتوحة فقط، موضحا أن الجيش يمتنع بقدر الإمكان عن إطلاق النار على المدنيين. وأعرب المسؤول الإسرائيلي عن اعتقاده "بأن حركة حماس تعامل سكان غزة كما يعامل العقيد الليبي معمر القذافي مواطني بلاده". "مباركة" وإدانة ويعد هذا أول انفجار تشهده القدس منذ سنوات، وكان آخر تفجير في حافلة قد وقع في يناير عام 2004 حين استهدف عمل انتحاري الحافلة رقم 19. وفي لقاء خاص مع "بي بي سي" العربية قال أبو أحمد، المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها تبارك عملية القدس. في المقابل، دان رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية في رام الله سلام فياض بشدة تفجير القدس ووصفه بأنه "عملية إرهابية بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها". وعبر فياض عن أمله بالشفاء العاجل للجرحى. وقال فياض: "إنه لمن المشين، وبعد كل ما ألحقته مثل هذه العمليات من ويلات بشعبنا وضرر فادح بنضاله وعدالة قضيته، أن تكون هناك أية جهة فلسطينية لا تزال تصر على استحضار مثل هذه الأعمال والمشاهد المشينة وتحت شعارات ومسميات جوفاء لم تعد تنطلي على شعبنا، وتتعارض تماماً مع سعيه المشروع لنيل حريته بالوسائل السلمية وبإصراره على الصمود والبقاء على أرضه"، حسبما ذكرت "بي بي سي". قانون النكبة واللافت أن هذا التفجير، جاء بالتزامن يوم الأربعاء 32 مارس الحالي، مع إقرار الكنيست الإسرائيلي لقانون سمي بـ"قانون النكبة"، والذي ينص على أن أي مؤسسة أو جمعية، تقوم بفعاليات لإحياء ذكرى "النكبة الفلسطينية"، يتم سحب تمويلها أو تقليص ميزانيتها بعد موافقة النائب العام ووزير المالية. واعتبر أعضاء الكنيست العرب أن اعتماد القانون بمثابة "تحريض على العنصرية ويوم أسود في ديمقراطية إسرائيل". ويرى أعضاء الكنيست من اليمين، أن القانون غير موجه ضد العرب، فقد قال عضو حزب إسرائيل بيتنا "أنا لا أخجل من الدفاع عن دولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ". وردت عضو الكنيست حنين زعبي، قائلة "إن الفلسطينيين داخل إسرائيل لن ينصاعوا للقانون المهين...والمؤسسات الوطنية ستستمر في إحياء ذكرى النكبة، فكل القوانين الإسرائيلية لن تستطيع محاربة التاريخ والذاكرة الفلسطينية". وكان أعضاء الكنيست قد تبادلوا، خلال جلسة مراجعة القانون، الاتهامات. وتعالى الصراخ في جلسة قيل إنها كانت حامية حتى أنه عندما تحدث النائب أحمد الطيبي صرخ أحد النواب اليمينين وطالبه بالعودة إلى رام الله.
«نتنياهو» يتوعد بالرد على «تفجير القدس»..و«حماس»: نحرص على التهدئة
توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل سترد «بعزيمة من حديد» على الهجمات التي تستهدفها بعد التفجير الذي أودى الأربعاء بحياة سيدة وأوقع نحو 30 جريحا قرب محطة الحافلات في القدس الغربية.
وقبل ساعات من إعلانه تأجيل سفره إلى موسكو بسبب الأوضاع الأمنية، علق «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلي على إطلاق صواريخ جراد صباح اعلى مدينة بئر سبع وعدد من المستوطنات قائلاً: «الجيش الإسرائيلي يعمل وسيعمل ضد المنظمات الإرهابية في غزة، سندافع عن مواطنينا ضد الهجمات المتواصلة، لا توجد دولة في العالم مستعدة للقبول بسقوط صواريخ بشكل متواصل على مدنها ومواطنيها».
وأضاف «نتنياهو»: «قد يكون هذا الأمر مقترن بتبادل الضربات التي قد تستمر لفترة زمنية معينة، إلا أننا مصممون على إصابة العناصر الإرهابية ومنعهم من إطلاق الصواريخ على مواطنينا».
من جانبه، أكد المتحدث باسم حكومة حماس الأربعاء حرص حكومته على «استعادة التهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة»،وجاءت تصريحات حكومة «حماس» عقب التفجير، وبعد سقوط صواريخ في منطقة النقب، قالت إسرائيل إنها انطلقت من قطاع غزة.
مصر تحذر إسرائيل من الهجوم على «غزة» والأردن يدين «عملية القدس»
حذر الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية من مخاطر التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين, مؤكدا أن تصاعد العنف لن يكون في مصلحة أي من الطرفين, أو السلام والاستقرار.
وطالب العربي إسرائيل بضبط النفس وحذر من الاندفاع إلى عملية عسكرية في غزة والتي لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والتوتر, مشيراً إلى أنه لا يجب أن يُعطِي أحد الذريعة لإسرائيل لممارسة العنف, ومؤكداً أن سياسة مصر الثابتة هي رفض وإدانة استهداف المدنيين .
أدان الأردن تفجير القدس الذي أودى بحياة سيدة إسرائيلية وإصابة 30 آخرين، كما أدان العدوان الإسرائيلي على غزة والذي أدى لمقتل 8 أشخاص الثلاثاء، وأعربت المملكة الأردنية عن قلقها البالغ من «العنف والعنف المضاد».
وقال محمد الكايد المتحدث باسم وزارة الخارجية إن بلاده «تدين بشدة العدوان على قطاع غزة الذي أدى لقتل مدنيين، كما يدين بشدة الانفجار الذي استهدف حافلة ركاب تقل مدنيين في القدس»
وأضاف أن ذلك يأتي «إطلاقا من الموقف الأردني الرافض لقتل المدنيين واستهدافهم باعتباره يمقل خرقا للقانون الإنساني الدولي والمنظومة العالمية لحقوق الإنسان والقيم العربية والإسلامية».
وتابع المتحدث محذرا من أي «تصعيد عسكري قد يؤدي لتداعيات خطيرة»
الجهاد الاسلامي "تبارك" عملية القدس من دون ان تتبناها
أعلنت حركة الجهاد الاسلامي الاربعاء انها "تبارك" عملية القدس التي وقعت بعد ظهر الاربعاء قرب محطة الحافلات المركزية في القدس، دون ان تعلن مسؤوليتها عن هذه العملية.
وقال ابو احمد المتحدث باسم سرايا القدس وهي الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي: "نبارك في سرايا القدس هذه العملية النوعية، وهي تاتي في اطار الرد الطبيعي على جرائم العدو".
واوضح: "هناك عدوان صهيوني على كل شعبنا، فاليوم المقاومة ردت على هذا العدوان وهذا حق طبيعي كفلته كافة الشرائع".
وتابع: "هذه العملية هي رسالة قوية الى الاحتلال بان جرائمه لن تستطيع ان تكسر المقاومة".
ساحة النقاش