جهاد الخازن

إذا كانت ثورة الغضب المصرية أنهت 30 سنة من حكم الرئيس حسني مبارك، فإن شباب مصر لم يكونوا أول من ثار على الرئيس أو غضب أو قاطع، وقد رويتُ في هذه الزاوية في أول هذا الشهر كيف قال لي الملك حسين وأنا أتابع معه مؤتمراً صحافياً في شرم الشيخ للرئيس مبارك وبنيامين نتانياهو سنة 1997، إنه تعب من التعامل مع الرئيس المصري وإنه يترك له القيادة والريادة والسيادة "بس يحل عني". وكتبت كيف أن الملك عبدالله الثاني أبدى الضيق نفسه بالتعامل مع الرئيس المصري، الذي وصفه بأنه لا يريد من عملية السلام سوى دوره فيها، وأن الأميركيين والإسرائيليين وضعوا عليه "إكس" كبير، وأنه يجد مبارك عنصراً غير مساعد في عملية السلام.

كتبت ما سبق على هامش مقال لي عن شخصيات عشائرية أردنية وبيانٍ وجَّهَته الى الملك عبدالله الثاني، وهو مقال أثار ضجة هائلة ورقماً قياسياً من الرسائل المعترضة، فكتبت بعض جوانب علاقتي بالأردن لتخفيف حدة الجدال من دون أن أتراجع عن كلمة واحدة قلتها في المقال الأصلي.

قبل المشكلة مع بيان شخصيات العشائر، كنت كتبت في 10/11/2010 مقالاً له علاقة بالتعامل مع الرئيس مبارك حمل العنوان "سوء الحظ واقفاً بالمرصاد"، وأنا لا أكتب عنواناً لمقالاتي في هذه الزاوية، مكتفياً بـ "عيون وآذان"، غير أن قسم الكومبيوتر والأرشيف في "دار الحياة" يضع عنواناً ليستطيع العودة الى المقال وإخراجه حسب الطلب.

مقالي في تشرين الثاني (نوفمبر) كان عن الخلاف الشخصي بين الرئيس بشار الأسد والرئيس حسني مبارك، واكتفيت بالقول إنني "أعرف التفاصيل من أصحاب العلاقة مباشرة في مصر وسورية".

مقالي في حينه كان صحيحاً... وناقصاً، لوجود الرئيس مبارك في الحكم، وأريد اليوم أن أكمل الموضوع وأوضح بعض جوانبه، لأنه يتناول جانباً مهماً من التراجع الذي طرأ على العلاقات المصرية - السورية وأسبابه.

أصحاب العلاقة الذين تحدثت عنهم كانوا الرئيسين المصري والسوري والأخ جمال مبارك واللواء عمر سليمان، والأخ أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري في حينه، أكد لي التفاصيل كما عرضتها عليه.

باختصار، الرئيس الأسد أراد إنهاء التوتر في العلاقة مع الرئيس مبارك، بتهنئته بالسلامة بعد العملية الجراحية في ألمانيا، غير أن الرئيس علي عبدالله صالح دخل على الخط، وتلقى الرئيس السوري دعوة تقول له أن يتفضل للسلام على الرئيس مبارك يوم الإثنين الساعة الحادية عشرة صباحاً، والحديث هنا عن آذار (مارس) من العام الماضي، أي قبل سنة. وقرر الرئيس الأسد أن يرفض الدعوة التي حددت له اليوم والساعة، فقد اعتبرها استدعاء لا دعوة، وكان يفترض أن يترك له اختيار يوم الزيارة.

اللواء عمر سليمان حكى لي ما حدث، مع أن أكثر حديثي معه كان عن وساطة جديدة بين حماس وفتح (وهي وساطة فشلت أيضاً)، وزرت الأخ جمال مبارك في نادي القوات الجوية، وبقيت معه حوالى ساعتين واتفقنا على أن أحاول مع الرئيس الأسد لعله يقتنع بتطرية الأجواء مع الرئيس مبارك والاتصال به من جديد.

أستطيع اليوم أن أقول بدقة يتطلبها الجانب التاريخي من الموضوع، وكل شهودي أحياء، إنني وجدت الرئيس بشار الأسد وقد وضع مثل ذلك "الإكس" الأردني على العلاقة مع الرئيس المصري، أي انه سبق شباب مصر الى الثورة على الرئيس بستة أشهر كاملة، أو أكثر قليلاً.

عادتي أن أكتب ما أسمع من الرئيس الأسد وأنا جالس معه، وأختار من أوراق تلك المقابلة نقاطاً أراها مهمة:

- هل من الممكن أن يفهم الرئيس مبارك أن سياستي غير سياسته، هو في حلف مع أميركا ومعاهدة مع إسرائيل، وأنا في الجانب الآخر.

- هل يمكن أن تُفهِم الرئيس أيضاً انه ليس والدي، وأنني لست ابنه، وأنني أريد أن تكون العلاقة بين البلدين عبر القنوات الرسمية.

- الخلاف الشخصي لن يؤثر في العلاقات الأخرى بين البلدين، فالتعاون الاقتصادي مئة في المئة (وهي نقطة أكدها لي أيضاً الأخ جمال مبارك).

أعتقد أن الرئيس الأسد أدرك أن من الصعب إقناع الرئيس مبارك بتغيير أسلوبه في التعامل مع الرؤساء الآخرين، فقرر تجميد العلاقة الشخصية، ولا بد أن هناك رؤساء عرباً آخرين، إضافة الى الملك حسين والملك عبدالله الثاني والرئيس الأسد، ضاقوا بالتعامل مع الرئيس المصري، وعندي معلومات من الرئيس مبارك نفسه عن العلاقات مع قطر، فقد مرت في أزمة على امتداد سنوات، وتحسنت في الأشهر القليلة التي سبقت سقوط حكم حسني مبارك، ولكن بعد فوات الأوان.

أضعف الإيمان - العرب في ورطة

داوود الشريان

الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال أمس في حديث الى «الحياة» إنه لم يتراجع عن موقفه مما يحصل في ليبيا. لكن الحوار كشف أنه متردد وغير مطمئن، وهو قال: «شُرح لنا أن هناك مواقع عسكرية لا بد من ضربها من أجل منع الهجوم على المدنيين، ما أقوله هو ضرورة الحفاظ على عدم المس بالمدنيين دائماً». وظل يردد قضية المدنيين، وكأن ما يجري تجاوز ما اتفِق عليه. الانطباع الذي يخرج به القارئ هو أن لدى الأمين العام شعوراً بالذنب.

لا أحد يستطيع أن يضمن حجم تدخل الدول الغربية ونوعه. ما يجري الآن في ليبيا حرب بكل ما تعنيه الكلمة. والعرب تحمسوا لقرار يستند الى الحظر الجوي، ومنع قوات العقيد القذافي من الحركة، لكن هذا الهدف تغيّر تفسيره مع الطلقة الأولى، فضلاً عن ان الجامعة العربية تذكرت متأخرة ان القرار لم يكن واضحاً في قضية وقف القتال. لذلك شعر الأمين العام بأن الجامعة وافقت على شن حرب طاحنة على ليبيا، واستُخدِم قرارها لبدء العمليات العسكرية، من دون أن يكون لها دور في تحديد توجهات هذه الحرب، ناهيك عن وقفها.

«الحياة» سألت عمرو موسى: «هل كانت لديك معلومات بأن الهدف لم يكن فقط حماية المدنيين وإنما إطاحة القذافي؟ ألهذا غيّرت موقفك»؟ فأجاب: «لا، لم يتحدث أحد بهذا، لذلك لم يحدث تراجع أو تغيّر. أنا أتحدث عن المدنيين». هذا السؤال المهم لم يأتِ وقته بعد. والتطورات على الأرض الليبية ربما تفضي الى هذه النتيجة، وتصبح مهمة القوات الغربية ملاحقة القذافي بالطريقة التي اعتُمِدت مع صدام، وهذا الهدف سيجد دعماً من المعارضة الليبية. لكنه من الناحية السياسية سيُحسب على الجامعة العربية، وسيكون قرارها الموافقة على شن حرب على ليبيا تحت اسم «الحظر الجوي» سابقة سياسية بإجازة إسقاط الزعماء العرب بالقوة العسكرية.

الأكيد أن ما يجري في ليبيا مربك. إسقاط نظام القذافي قضية لا خلاف حولها، ولكن ربما أدرك العرب انهم استعجلوا مسايرة الرغبة الغربية في التدخل على هذا النحو الذي يصعب التكهن بنهاية له، فضلاً عن أن الجامعة لم تتوقف عند تلويح واشنطن في بداية الأزمة بالاكتفاء بدعم المقاومة، وترك الشعب الليبي يقرر مصيره، من دون تدخل.

ليبيا.. ولكن!!

  شريف قنديل

نرجو ألا تصاب قوات التحالف الدولي بالحول وهي تسعى لإنقاذ الشعب الليبي الشقيق من الأخ العقيد. نرجو ألا نستيقظ ذات صباح فنجد قوات التحالف قد ضحَّت بأبناء الشعب الليبي كله من أجل أن يعيش أبناء القذافي.
لقد بدأت خرائط القصف تشير إلى أن الضربات حققت النجاح في 20 هدفاً وأخطأت في هدفين، وهذا يعني أن الهدفين الخطأ يمكن أن يذهب ضحيتهما 200 ليبي. ومن ثم فإن الخطأ في 4 أهداف أخرى يعني إصابة 800 ليبي وهكذا.

وبعبارة أوضح والله من وراء القصد نقول إننا لا نريد معالجة دولية على الطريقة العراقية أو حتى الأفغانية. الشعب العربي بأفراده قبل حكامه يريد إسقاط نظام القذافي الذي انحرف تماماً عن كل ما هو عربي حقيقي، لكنه لا يريد أن تصبح ليبيا مثل العراق أو أن يعاني الشعب الليبي مثل الشعب العراقي أو الأفغاني أو الصومالي.

إن الصورة الأولية قد توحي بأن العرب والمسلمين حكاماً ومحكومين ومفكرين وعلماء مع توجيه الضربات والصفعات، لكننا نخشى أن نتفرغ بعد أيام أو أسابيع لتبادل اللوم والاتهامات. ولعل من مقدمات اللبس ما صرح به السيد عمرو موسى مبكراً من أنه لم يكن يقصد توجيه ضربات، ولكن كان يقصد تطبيق الحظر الجوي. أما الشيخ القرضاوي فقد قال: إن العمليات التي تشنها القوات الغربية ضد نظام القذافي تقتضيها الضرورة. ولكنه ضد الإنزال البري.

لقد وصل الأمر إلى حد مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” المجتمع الدولي باعتماد خطاب واحد في الشأن الليبي؛ قبل أن يعود عمرو موسى للتأكيد بأنه يحترم قرار مجلس الأمن، ولكنه ضد ضرب المدنيين. وهكذا بمرور الأيام ستبرز الإيضاحات والفتاوى والتبريرات، وبعدها ندخل في مرحلة التلاوم والعتابات، ثم نقترب رويداً رويداً من مرحلة الاتهامات والتخوينات.

وباختصار شديد وبعيداً عن النظريات نقول: نرجو ألا تطول المدة، وألا تتسع الساحة فتبرز الاختلافات وتنتشر الفتنة الليبية على الطريقة العراقية، وليدرك قادة التحالف أنه كلما طالت المدة سينتعش العقيد ويكتوي الشعب الليبي من الجهتين بل من كل الجهات.. ميليشيات القذافي براً والقصف الدولي جواً وبحراً.

المصدر: الحياة - "المدينة" السعودية
Khaled-now

((Yes we are here نَعم نحن هُنا))

  • Currently 24/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 216 مشاهدة
نشرت فى 23 مارس 2011 بواسطة Khaled-now

ساحة النقاش

Yes we are here نَعم نحن هُنا

Khaled-now
نحن صفحة إخبارية تعمل على مدار الساعة تهتم باخبار العرب من المُحيط الى الخليج...فمرحباً بكل العرب.. تاريخ تأسيس الصفحة : 5 مارس 2011 مُديرالصفحة : خالد عويضة »

كل الأخبار

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

213,995

نَعم نحنُ هُنا















bloguez.com
widgets
تحويل التاريخ
ميلادي إلى هجري هجري إلى ميلادي
اليوم: الشهر: السنة

مقالات/ نَعم نحن هُنا

↑ Grab this Headline Animator

Email me
Khaled M Ewaida

إنشاء شارتك الخاصة

.......................
free counters










........................................