أفادت "وكالة فرانس برس" ان قوات الأمن البحرينية تمكنت من السيطرة على دوار اللؤلؤة في وسط المنامة بعد هجوم على المعتصمين، شارك فيه المئات من رجال الامن غداة إعلان حال الطوارئ في البلاد
وشوهدت النيران تتصاعد من عدة خيام كان المعتصمون نصبوها في الدوار، فيما ارتفعت اعمدة من الدخان الاسود الكثيف من المكان، وذلك بعدما أطلقت شرطة مكافحة الشغب عشرات القنابل المسيلة للدموع، واستخدمت البنادق لتفريق المعتصمين في الدوار منذ التاسع عشر من شباط للمطالبة باسقاط الحكومة والاصلاح.
وقال يوسف شرف، طبيب في "مجمع السليمانية" الطبي: "نحن محاصرون، ندعو قوات الأمن للبقاء خارج المستشفى، فهم يضربون الموظفين."
ومن جانبها، قالت فاطمة حجي، طبيبة أخرى بالمجمع: "نحن مجموعة صغيرة مختبئة، هذا مستشفى حكومي، كيف يحدث ذلك في منشأة طبية حكومية؟"
وقالت حجي إن شخصين توفياً بالمستشفى نظراً لعدم تمكن الأطباء من دخول المستشفى، مبدية خشيتها على المرضى الآخرين.
ولم يتسن لـCNN التأكد بشكل مستقل من مزاعم الأطباء، علماً بأن التلفزيون البحريني عرض لقطات للمنشأة الطبية بعد "تحرير رهائن وإخلائها من قبل المعتصمين."
كما أشار التلفزيون الحكومي إلى مقتل اثنين من أفراد الشرطة دهسا عمداً بمركبات محتجين الأربعاء، لم تجر الإشارة إلى جنسية العنصرين وإذا ما كانا من عناصر الأمن البحريني أو الخليجي.
شهود: اقتحام "دوار اللؤلؤة" وسماع إطلاق نار متواصل
وفي وقت سابق: قال شهود عيان في البحرين إن قوات الأمن اقتحمت، صباح الأربعاء، "دوار اللؤلؤة" حيث يعتصم محتجون، وسمع دوي إطلاق نار متواصل من المنطقة التي تعالت منها سحب دخان كثيف وحلقت فوقها مروحيتين على الأقل.
وتعرضت خدمة شبكة الهواتف الخلوية في بعض المناطق للإرباك، في حين قامت قوات الأمن بإغلاق الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة، المنامة، وشكلت حلقة طوقت بها "مجمع السليمانية الطبي".
وفي الأثناء، نقل التلفزيون البحريني أن قوات الشرطة وصلت إلى "دوار مجلس التعاون" وأن كافة "المخربين" انسحبوا بعدما قاموا بإحراق بعض الخيام لإعاقة حركة قوات الأمن، دون حدوث التحام بين الجانبين.
ولم يتضح حتى اللحظة إذا ما نفذ الاقتحام من قبل قوات الأمن البحرين أو بمشاركة قوات "درع الجزيرة" الخليجية، التي وصلت قبيل يومين للمساعدة في حفظ الأمن في المملكة التي أعلنت سلطاتها، الثلاثاء، فرض حالة الطوارئ بشكل فوري لمدة ثلاثة أشهر.
كما أعلنت السلطات البحرينية تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات اعتباراً من اليوم الأربعاء وحتى إشعار آخر.
وكانت قوات الأمن البحرينية قد أطلقت، الثلاثاء، قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين في بلدة سترة بجنوبي البحرين ما أدى إلى مقتل متظاهرين اثنين وإصابة 150 آخرين بجروح وفقاً لما ذكرته مصادر طبية الثلاثاء، فيما ذكرت وزارة الداخلية البحرينية أن عنصراً في قوى الأمن قتل دهساً من قبل متظاهرين مناوئين للحكومة في منطقة المعامير أثناء تأديته مهام عمله.
وفيما أكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية لـCNN مقتل جندي من عناصر قوات الردع بالبحرين نفت السعودية والبحرين هذا الأمر، وذلك في بيانين نشرتهما وكالتي الأنباء في البلدين.
فقد أعلن مصدر رسمي في البحرين وفاة اثنين من المتظاهرين في مصادمات مع الشرطة في منطقة سترة بعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ في المنامة فيما أعلنت وزارة الداخلية عن وفاة أحد عناصرها أثناء عمله في منطقة المعامير بعد دهسه عمداً بسيارة من قبل "أحد مثيري الشغب" وفقاً للبيان الرسمي.
وكان متظاهرون في دوار اللؤلؤة قد تحدوا الحظر ونظموا مسيرة جماهيرية من الدوار إلى السفارة السعودية في المنامة احتجاجاً على مشاركة الجنود السعوديون في درع الجزيرة بالبحرين.
من جهته، قال العضو البرلماني المستقيل من كتلة الوفاق الشيعية، عبد الجليل خليل، إن الوضع في البحرين "لا يحتمل خصوصاً ما يجري في سترة والمعامير والنويدرات" واصفاً ما يحدث بأنه "هجوم وحشي مسلح من قبل رجال شرطة بلباس مدني مدعوم من قبل مكافحة الشغب"، مضيفاً أنه تم "إطلاق نار وقتل اثنان من أهل سترة و50 جريح في حالة خطرة."
وتشهد المملكة الخليجية منذ 14 فبراير/شباط الفائت احتجاجات تدخل في سياقة سلسلة مظاهرات اجتاحت العالم العربي هذا العام للمطالبة بالتغيير والديمقراطية، نجحت في إسقاط نظامي تونس ومصر.
وخلال الاحتجاجات، نادى المعتدلون بنظام ملكي دستوري في حين ذهب المتشددون للمطالبة برحيل العائلة المالكة.
ساحة النقاش