انتفاضة اللؤلؤة
تجددت المواجهات بين المعارضين والمؤيدين للحكومة البحرينية الأحد، مما أسفر عن سقوط قتيل واحد على الأقل، هو الثامن منذ اندلاع الاحتجاجات في المملكة الخليجية، بالإضافة إلى جرح نحو 20 آخرين، فيما أعلن ولي العهد، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، موافق الحكومة على الشروط السبعة التي أعلنتها المعارضة، تمهيداً للحوار بين الجانبين.
وشدد ولي العهد البحريني، على أن "أمن البحرين، وسلامة مواطنيها، ووحدتهم الوطنية، لم ولن يكونوا محلاً للمساومة من قبل أي طرف"، وأكد أنه "خلال الفترة السابقة، عملنا جاهدين على خلق تواصل فعال بين مختلف الأطراف والفعاليات الوطنية، للتعرف على وجهات النظر والآراء حول الشأن الوطني، وذلك التزاماً منا بالبدء في إقامة حوار وطني شامل."
وتابع آل خليفة، الذي يشغل أيضاً منصب نائب القائد الأعلى، في بيان نقلته وكالة أنباء البحرين الرسمية، أن "الحق في الأمن و السلامة هو فوق كل اعتبار، و أن مشروعية المطالبة، يجب أن لا تتم على حساب الأمن والاستقرار"، مضيفاً قوله "إننا ما زلنا في تواصل مع من يرغب في الحوار، مع جميع القوى الفاعلة في المجتمع البحريني، بحيث يفتح الباب لعرض كافة القضايا الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية."
وفيما يتعلق بالشروط التي أعلنت عنها المعارضة البحرينية لبدء الحوار مع الحكومة، قال آل خليفة: "لقد بيّنا موافقتنا على ما تم طرحه للحوار من مبادئ، ومن ضمنها: مجلس نواب كامل الصلاحيات، وحكومة تمثل إرادة الشعب، ودوائر انتخابية عادلة، والتجنيس، ومحاربة الفساد المالي والإداري، وأملاك الدولة، ومعالجة الاحتقان الطائفي"، داعياً إلى "ضرورة الاستجابة الفورية للدعوة للحوار، لكل من يريد السلم والأمن والإصلاح."
إلى ذلك، قررت السلطات وقف الدراسة بجامعة البحرين "حتى إشعار آخر"، بعد اندلاع مواجهات دامية "على أساس طائفي"، بين مجموعات من الطلبة تنتمي للمعارضة وأخرى موالية للحكومة، مما اضطر مسؤولي الجامعة إلى وقف الدراسة، وإخلاء الجامعة من الطلبة وأعضاء أطقم التدريس والإداريين.
وقال رئيس الجامعة، الدكتور إبراهيم محمد جناحي، إن "قرار وقف الدراسة صعب ومؤلم، ولكن لم يكن من بد من اتخاذه، بعد أن حدثت مواجهات بين الطلبة أنفسهم، ومع أولياء الأمور وغيرهم من الذين تسللوا إلى الجامعة، وما حدث من إصابات وأضرار للمباني الأكاديمية والإدارية."
وأورد تلفزيون البحرين، في تقرير له، أن "مجموعة من المتجمهرين الخارجين عن القانون" قاموا بإغلاق عدد من طرق وشوارع العاصمة المنامة، "بهدف تعطيل السير وشل الحركة العامة"، وتابع أنه "عندما حاولت قوات الأمن التفاوض معهم لفتح الطريق، قام المتجمهرون بالاعتداء على أفرد الأمن العام."
وأضاف التلفزيون الرسمي أنه "في الوقت نفسه، توجهت مجموعة من المتظاهرين نحو حرم جامعة البحرين بمنطقة الصخير، وقامت بالاعتداء على الطلاب والهيئة التدريسية وقوات حفظ الأمن، وإتلاف وتدمير بعض مرافق الجامعة."
وقال إن "ما حدث في مملكة البحرين خلال الساعات الماضية، لا يمكن أن يوصف إلا بالتصعيد المخطط والمتعمد للأحداث، من جانب الفئة التي تصر على عدم منح الفرصة للوقوف حتى على أعتاب باب الحوار، الذي لم يبدأ بعد، للتغلب على الأزمة الراهنة، وذلك بالخروج الواضح والصارخ عن القانون، وحق الاعتصام السلمي المشروع، والتعدي السافر على الأمن وعناصره."
إلى ذلك، أفادت الوكالة الرسمية بأن "كتلة المستقلين النيابية"، ناشدت العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، "اتخاذ الإجراءات اللازمة بفرض الأحكام العرفية، وتدخل قوة دفاع البحرين، من أجل حفظ أمن واستقرار الوطن، وحماية الممتلكات العامة والخاصة."
كما دعت الكتلة النيابية، في البيان المنسوب إليها، دون أن يتسنى لـCNN بالعربية التأكد من صحته بصورة مستقلة، إلى "حظر أي ممارسات غير مشروعة، من شأنها التحريض على العنف والإرهاب وترويع الآمنين، أو إثارة الفتنة الطائفية، وتهديد السلم الأهلي والأمن الاجتماعي، أو الإضرار بالاقتصاد الوطني والمصالح العليا للوطن."
يُذكر أن البحرين تشهد اعتصامات واحتجاجات واسعة، تتركز في دوار "اللؤلؤة"، الواقع في وسط العاصمة المنامة، حيث تسيطر قوى المعارضة على الميدان، مطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، وقد سبق أن وقعت صدامات بين المحتجين وأجهزة الأمن، أدت لسقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى.
ورغم أن القلاقل الأخيرة تأتي مستوحاة من انتفاضتي تونس ومصر، إلا أن الشباب من الطائفة الشيعية، الذين يقودون الاحتجاجات التي يغلب عليها أحياناً طابع العنف، يقولون إنها صرخة تذمر من البطالة والتمييز والفساد.
ساحة النقاش