إشتدت يوم الجمعة المعارك بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار الليبيين في عدة بلدات ومناطق ليبية أبرزها راس لانوف (شرق) والزاوية (غرب) بينما دعا قادة دول الاتحاد الاوروبي القذافي ونظامه الى الرحيل بـ'دون تأخير' ونددوا بالعنف المرتكب ضد المدنيين، كما اعلن رئيس الاتحاد الاوروبي.
ميدانيا انسحبت قوات المعارضة المسلحة الجمعة من آخر نقاط تفتيشها إلى الشرق من راس لانوف بعد ان شنت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي هجوما بريا وبحريا وجويا يهدف إلى استعادة السيطرة على البلدة النفطية.
وقال مقاتلو المعارضة عند نقطة التفتيش التي تقع على بعد ما بين 15 و20 كيلومترا إلى الشرق من البلدة التي سيطروا عليها حتى يوم الخميس ان قواتهم ما زالت تقاتل قوات القذافي في وسط البلدة.
وقال يوسف مهند المقاتل في صفوف المعارضة 'هذه آخر نقاط التفتيش الخاصة بنا. الاشتباكات في المناطق السكنية.'
وسمع مراسلون أصوات انفجارات وشاهدوا الدخان يتصاعد في اتجاه راس لانوف كما سمعوا اصواتا متقطعة لإطلاق النار من مدافع رشاشة وذلك بعد يوم واحد من شن قوات القذافي لهجوم جوي تبعه دخول الدبابات.
وقالت قوات المعارضة المسلحة ان القوات الحكومية انزلت أيضا من ناحية البحر إلى المدينة الساحلية التي تبعد نحو 590 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس.
وقال التلفزيون الحكومي الليبي ان قوات القذافي تسيطر الآن على راس لانوف وقد عرض صورا لجنود موالين للقذافي وهم يحتفلون على مشارف البلدة. لكن مصير البلدة لم يكن واضحا أمس الجمعة.
وذكر شهود عيان ان طائرة حربية شنت غارة على صحراء بلدة العقيلة اليوم الجمعة. بينما قال متحدث باسم المعارضة المسلحة ان ضربة جوية اخرى اصابت البريقة وهي مدينة في الشرق يسيطر عليها المعارضون. ولم يتسن التأكد من صحة أنباء الغارة الجوية.
ونجح الهجوم المضاد للقوات الموالية للقذافي في وقف زحف القوات المعارضة نحو الغرب وردها إلى الوراء بعد ان كانت تسيطر على بلدة بن جواد التي تقع على بعد نحو 60 كيلومترا إلى الغرب من راس لانوف.
واحتفظ بعض المقاتلين الشبان على بعد بضعة كيلومترات من خط المواجهة بمعنوياتهم المرتفعة. وقال المقاتل المعارض جمعة العرجاي (22 عاما) ' الحرب دائما كر وفر وان شاء الله سنكر مرة أخرى.'
لكن على مسافة اقرب من خط المواجهة ظهر التوتر على قوات المعارضة التي يقود اغلبها سيارات دفع رباعي تحمل المدافع المضادة للدبابات والمدافع المضادة للطائرات وقاذفات القذائف الصاروخية والبنادق وقد اضطرتهم طائرات القذافي ودباباته ومدفعيته الى التقهقر.
وصرخ أحد المقاتلين الغاضبين قائلا 'اين الغرب؟ اين مساعدتهم لنا؟ ماذا يفعلون؟'. بينما قال مقاتل يائس آخر 'اذهب واسأل قوات القذافي. انهم قريبون هنا.'
ودعت المعارضة المسلحة الغرب والقوى الأخرى إلى فرض منطقة حظر طيران لوقف هجمات طائرات القذافي وطالبت بغارات جوية محددة لحمايتهم. وخابت آمال المعارضة بسبب بطء استجابة الولايات المتحدة والدول الأخرى.
وشاهد مراسل لرويترز يوم الخميس نيران المعارضة من راجمة صواريخ متعددة الفوهات فوق احدى الشاحنات العسكرية كما شاهد معارضين يقودون دبابتين وناقلات جند نحو راس لانوف. لكن القوة العسكرية لقوات القذافي ما زالت اكبر.
كما قال معارضون الجمعة ان ضربة جوية من قوات القذافي أصابت صهاريج تخزين تابعة لشركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز (راسكو) الحكومية لكن الحكومة نفت ذلك.
وقال العقيد بشير عبد القادر من المعارضة المسلحة 'طائرات القذافي اصابت صهاريج تخزين لمصنع انتاج لشركة راسكو.' وأكد مصدران آخران من المعارضة تصريحاته.
لكن التلفزيون الحكومي الليبي نقل عن مصدر عسكري قوله ان القوات المسلحة نفت انها قصفت مناطق سكنية ومصفاة في راس لانوف.
الرحيل
في بروكسل قال رئيس الاتحاد الاوروبي فان هرمان فان رومبوي للصحافيين بعد الاجتماع الاستثنائي الذي عقد حول ليبيا في بروكسل 'ينبغي على القادة الحاليين (في ليبيا) أن يتركوا السلطة من دون تأخير'.
واعتبر رئيس الاتحاد الاوروبي ان ليبيا 'على شفير حرب اهلية' وندد باسم دول الاتحاد الاوروبي الـ27 بالعنف ضد المدنيين.
خلافات
هذا وقد طغى الخلاف على قمة الاتحاد الاوروبي جراء انقسام في المواقف بين الدول الاعضاء، ففيما ابدت فرنسا وبريطانيا الاستعداد للقيام بعمل عسكري اذا تطلب الامر، رفضت دول اخرى هذا الخيار تخوفا من تأزيم الامور. واعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة ان بلاده وبريطانيا مستعدتان للمشاركة في توجيه 'ضربات محددة الاهداف' ضد القوات الموالية لنظام معمر القذافي خصوصا اذا قامت هذه الاخيرة باستخدام 'اسلحة كيميائية' ضد السكان.
وقال ساركوزي 'اعربنا، انكليزاً وفرنسيين، مع (رئيس الوزراء البريطاني) ديفيد كاميرون، عن استعدادنا، بشرط صريح ان تكون الامم المتحدة تريد ذلك، وتوافق عليه الجامعة العربية وترغب به السلطات الليبية التي نأمل في الاعتراف بها، لشن ضربات محض دفاعية محددة الاهداف، اذا ما استخدم القذافي اسلحة كيميائية او الطيران ضد السكان الذين يتظاهرون بصورة سلمية'.
وأيده رئيس الوزراء البريطاني الذي قال ان الاتحاد الاوروبي ينبغي ان يستعد 'لأي احتمال' من اجل طرد العقيد معمر القذافي من السلطة.
الا ان دبلوماسيا اوروبيا خفف من حدة تصريحات ساركوزي مؤكدا انه 'لم تجر مباحثات حول تحرك عسكري فرنسي بريطاني' في ليبيا.
لكن هذا الموقف الفرنسي البريطاني المشترك يقلق عددا من الدول الاوروبية، من بينها المانيا.
فقد شددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة على ضرورة ان تملك اوروبا صوتا موحدا حيال ليبيا، فيما دارت خلافات حول دعوات باريس ولندن الى بحث احتمال التدخل عسكريا.
وقالت ميركل 'اريد ان نوجه مؤشرا حول وحدتنا لان التقسيم من اجل السيطرة لن يخدم الا القذافي'.
وتابعت 'ينبغي ان يكون الامر واضحا ان من يشن حربا على شعبه لا يمكن ان يكون شريكا في المحادثات مع الاتحاد الاوروبي. لذلك نطالب باستقالة القذافي فورا. وسنفعل كل ما في وسعنا لتوجيه رسالة موحدة'.
واوضحت المستشارة الالمانية 'نريد ان نبذل كل ما يمكن لتقليص عذابات الشعب الليبي. لكنني اقول بوضوح انه علينا التفكير مليا في ما نفعل للتوصل الى نتيجة منطقية'.
كما كرر وزير الخارجية الالماني غيدو فيرسترفيلي تردد بلاده حيال فكرة تدخل عسكري.
واعرب الوزير عن 'تشكيك كبير' في الفكرة التي يدعمها عدد من الدول بانشاء منطقة حظر جوي فوق ليبيا، محذرا من مخاطر 'الانجرار الى حرب'.
وقال الوزير الالماني لصحافيين 'ان منطقة الحظر الجوي ليست مشابهة لوضع اشارة سير، انها هجوم بقنابل وصواريخ واسلحة'.
وتابع 'ماذا سنفعل ان لم تنجح؟ سنذهب بقوات برية؟'.
وقال 'علينا الا ننجر الى حرب' داعيا الى استخلاص العبر من العراق وافغانستان.
واتخذ عدد من الدول الاوروبية الجمعة مسافة من فرنسا التي بادرت الى الاعتراف بمعارضة نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.
وابدى فيسترفيلي حذرا كبيرا حيال مسألة الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يجمع معارضي القذافي كممثل وحيد للشعب الليبي.
وقال 'انصح بشدة بالتعمق في التأكد مما اذا كان هؤلاء الاشخاص الذين يعلنون انهم يمثلون الشعب يتكلمون حقا باسمه'.
وبحسب دبلوماسي اوروبي، فإن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون تفضل ايضا التزام الحذر.
وقال 'يجب انتظار ما اذا كانت جامعة الدول العربية ستعترف بهم'.
الا ان القادة الاوروبيين اجمعوا على الاقل في بيانهم الختامي على مطالبة القذافي بالتنحي فورا. كما سيعمل الاتحاد الاوروبي على تشديد العقوبات المالية على نظام القذافي.
وتجمع الدول الاوروبية ايضا على تعزيز المساعدات الانسانية للنازحين، في الوقت الذي وصل فيه عدد الفارين من العنف في ليبيا الى 250 الفا منذ منتصف شباط/فبراير، وفقا للامم المتحدة.
واقترحت ليبيا انشاء 'مناطق للعمل الانساني' في شمال افريقيا لاستقبال النازحين من ليبيا.
المصدر: القدس العربي
نشرت فى 12 مارس 2011
بواسطة Khaled-now
Yes we are here نَعم نحن هُنا
نحن صفحة إخبارية تعمل على مدار الساعة تهتم باخبار العرب من المُحيط الى الخليج...فمرحباً بكل العرب.. تاريخ تأسيس الصفحة : 5 مارس 2011 مُديرالصفحة : خالد عويضة »
أخبار من المُحيط الى الخليج
كل الأخبار
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
214,057
ساحة النقاش