باراك يتهم الحكومة بالتقصير ويطالب أمريكا بمنح تل أبيب 20 مليار دولار لمواجهة التهديدات محلل: اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين سيُسقط نتنياهو وسيكون أيلول القادم أيلول الأسود بالنسبة لتل أبيب تعيش الأوساط السياسية والأمنية أيضاً في الدولة العبرية حالة من الحراك الآخذ في التزايد رويداً رويداً في ظل الضغوط الداخلية والخارجية على الحكومة الحالية، المتهمة بعدم إنجاز أي تقدم تفاوضي مع أي من الأطراف العربيّة في ظل ثورات العالم العربي، وتناقلت أمس وسائل الإعلام الإسرائيلية ما صرح به وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، في مقابلة مع 'وول ستريت جورنال'، حيث قال إن إسرائيل بحاجة إلى زيادة ميزانية الأمن، وإنها تدرس طلب 20 مليار دولار من الولايات المتحدة لمواجهة ما أسماه التهديدات المحتملة في أعقاب الثورات الشعبية في العالم العربي.
يُشار الى أن العديد من الساسة والقادة الأمنية يُحذّرون من تحول الجبهة الجنوبية، أي مع مصر، إلى جبهة عدائية، بعد خلع حسني مبارك، الذي كانت تعتبره إسرائيل ذخرا إستراتيجياً بالنسبة لها، وقالت إنّ الإسرائيليين مدانين له لأنّه منع قتل الألف منهم، كما قال أيتان هابر مدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق، إسحق رابين، كما أنّ الخبراء يحذرون من أنّ تحول الجبهة المصرية إلى عدائية تتطلب رصد الميزانيات الهائلة وتغيير سلم الأولويات في تدريبات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب وزير الأمن باراك فإنه على إسرائيل ألا تخشى من التغيير في الشرق الأوسط، وأنه عليها أن تقدم تنازلات أسماها بالجريئة من أجل التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، ووصف باراك الثورات في العالم العربي بأنها زلزال تاريخي.
وقال أيضا إنه على المدى القصير فإن إسرائيل تخشى من أن إيران وسورية ستكونان آخر الدول التي قد يحصل فيها تغيير، وان الضغوط الشعبية سوف تدفع قادة مصر الجدد إلى الانسحاب من اتفاقية السلام التي تمّ توقيعها مع إسرائيل في العام 1979. وأضاف أن مسألة المساعدات العسكرية النوعية لإسرائيل أصبحت ضرورية أكثر، وإنه يعتقد أنها ضرورية حتى بالنسبة للولايات المتحدة.
وتابع أنه يجد استثمار 20 مليار دولار أخرى من أجل تحديث جهاز الأمن في إسرائيل للجيل القادم، مدعيا أن إسرائيل قوية ومسؤولة تستطيع أن تكون عامل استقرار في منطقة ينقصها الاستقرار. وقال باراك أيضاً للصحيفة الأمريكية إنه حتى الآن لا يزال يعتقد أن مصر سوف تحترم اتفاقية السلام، وتواصل تعاونها الأمني مع إسرائيل، مشيرا إلى أنه سبق وأن تحدث مع نظيره المصري محمد طنطاوي، الشهر الماضي، وقال له إنه يقع على عاتق إسرائيل ومصر منع وقوع الحرب. وأضاف في المقابلة مع اوول ستريت جورنالب انه تحدث مع مسؤول مصري كبير، بدون أن يذكر اسمه، وأن الأخير حذره من أن إسرائيل سوف تلقى تعاملا مختلفا من جانب مصر إذا لم تعمل على التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين. كما نقل عن المسؤول المصري قوله إن الأحزاب المصرية سوف تستأجر خدمات مستشارين أمريكيين وأوروبيين الذين سرعان ما سيكتشفون أن العداء لإسرائيل والولايات المتحدة هو ما يجذب أصوات الناخبين المصريين في الانتخابات القادمة.
على صلة، تكثف إسرائيل من نشاطها الدبلوماسي وتزداد هذه التحركات في ظل الجهد الذي تقوم به السلطة الفلسطينية مع الإتحاد الأوروبي الذي أصبح معادياً لإسرائيل، وفي ظل غرق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حتى أذنيه، في صراعات داخلية مع وزير خارجيته افيغدور ليبرمان على زعامة اليمين، ما يتسبب له بـعمى سياسي عما يحصل له من تحركات خارجية ودولية.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي الإسرائيلي، شاؤول أريئيلي، إن ما يمنح السلطة الفلسطينية المصداقية لدى الإتحاد الأوروبي هو العمل الذي يبذله محمود عباس من أجل تأسيس جديد للسلطة معتمداً على: إصلاح أمني، وإعداد مؤسسي اقتصادي، إبعاد لحركة حماس عن المجال العام في الضفة الغربية، وكبح جماح كتائب شهداء الأقصى، وفرض القانون، والتطوير الاقتصادي، مما يمنح حكومة نتنياهو ميزة أن تتمتع بالاستقرار الأمني في الضفة، ويُسهل عليها إخفاء وجود الصراع عن نظر الجمهور في إسرائيل.
في هذا السياق، يقول الخبراء في تل أبيب، فقد بات نتنياهو معنياً بالإعلان عن خطة سياسية جديدة عبر خطاب سيلقيه خلال الأسابيع القادمة خلال زيارة يقوم بها للولايات المتحدة، في محاولة لكسر الجمود الذي يعتري المفاوضات، وللتخلص من حالة يصفها بالعزلة الصعبة التي تعاني منها إسرائيل على الساحة الدولية.
ومع ذلك، فقد شدد خلال محادثات مغلقة أجراها في الأيام الأخيرة على ما وصفها كارثيّة الدولة ثنائيّة القوميّة، مما يستدعي عرض خطة جديدة كفيلة بإزالة تهديد من هذا القبيل، مما يجعله يصل إلى نقطة اتخاذ القرار التي حاول التهرب منها على مدى سنتين، وسيكون عليه اختيار أحد أمرين: الأيديولوجية التي تربّى عليها وإيمانه الداخلي، أو الاحتياجات التي تفرض عليه، وترتبط بالتأييد الدولي. وبحسب مصادر في تل أبيب، كما قالت صحيفة اهآرتسب تبدي أوساط سياسية محيطة بنتنياهو أن ما يدفعه لهذا التحرك، هو الوضع الاستراتيجي غير المريح لإسرائيل، التي لا تستطيع أن تواجه الذرة الإيرانية، والتحدي الصاروخي، والتحولات الحادة في العالم العربي لوحدها، ولذلك فقد أصبحت تواجه تهديدات صعبة، فيما مخازنها السياسية فارغة، وإذا ما احتاجت لاستعمال قوة للدفاع عن نفسها، سيصعب عليها فعل ذلك، لأن إصرارها على الاحتلال يقوض حقها في الدفاع عن النفس، وليست لإسرائيل قوة عسكرية دون اعتماد سياسي من الخارج.
ولذلك، يفترض آرييه شابيط، من كبار المحللين في 'هآرتس' أن اقتراب شهر أيلول (سبتمبر) يوشك أن يسمى أيلول الأسود على إسرائيل، لأنَّ الجمعية العامة للأمم المتحدة يفترض أن تقرر إنشاء دولة فلسطينية في حدود 1967، وإذا حدث ذلك، فستُهزم إسرائيل سياسياً كما لم تُهزم قط، وسيُرى رئيس الحكومة مسؤولاً عن إخفاق سياسي ذريع، وفي تلك اللحظة ستتحول أزمة الاعتماد الإسرائيلي إلى أزمة إستراتيجية واقتصادية وسياسية، وستشعر بالسقوط في كل مكان، وفي حين تلعق الدولة المضروبة جراحها، سيُطرد نتنياهو من مكتبه راسباً في امتحان صندوق الاقتراع، على حد وصف المحلل شابيط.
يشار إلى أنّ الترجمة الميدانية لمثل هذه الهواجس الإسرائيلية تتمثل كما توقع مسئول سياسي كبير في تل أبيب أن يعترف نتنياهو بإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، وترتيبات أمنية لإسرائيل، ومنح تسهيلات للفلسطينيين، مع استمرار أعمال البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى، خلال مؤتمر منظمة (إيباك) في واشنطن في أيار (مايو) القادم، لكن مستشاريه يحاولون تقديم موعد الرحلة.
وبالتزامن مع هذه الرحلة، تعتزم تل أبيب في الأسابيع القريبة القادمة، كما نقلت اهآرتسب عن مصادر وصفتها بالرفيعة، إرسال طواقم إلى عواصم فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، أسبانيا وإيطاليا، لعرض هذه الأفكار لتقدم المسيرة السلمية، وتلقي الإسناد الأوروبي. وذّكرت الصحيفة بإعلان وزير الأمن بصورة مفاجئة أنه يعتقد أن الحكومة التي يهيمن عليها الجناح اليميني لا تساهم حقيقة في إحراز تقدم دبلوماسي مع الفلسطينيين، مبدياً خشيته مما أسماه طوفان يقترب أو ضغوط دولية متنامية لنزع شرعية إسرائيل بسبب أزمة محادثات السلام مع الفلسطينيين، قائلاً: إذا أردنا الحفاظ على مكانتنا في العالم، فيجب تقديم مبادرات في المجال الدبلوماسي.
من جانب آخر، قال موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' على الإنترنت إنّ الرجل الثاني في حزب كاديما، ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست شاؤول موفاز، حمّل رئيس الوزراء ووزير الأمن المسؤولية الكاملة عن أزمة المفاوضات الحالية، مما تسبب بحالة من العزلة الدولية في وجه إسرائيل، مؤكداً أنها بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للسلام مع الجانب الفلسطيني، خاصة في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة العربية، مشيرا الى أنه حال وصول إلى رئاسة الحكومة، فسيكون ثالث رئيس حكومة في إسرائيل يوقع على اتفاقية سلام، بعد مناحم بيغين الذي وقع اتفاقية السلام مع مصر، وإسحاق رابين صاحب اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين، واتفاق وادي عربة مع المملكة الأردنية الهاشمية. يشار إلى أنّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد أكد خلال اجتماعه مع 50 من قادة اليهود في الولايات المتحدة، دعمه الثابت لأمن إسرائيل، ومعارضته لمحاولات نزع شرعيتها، ملمحاً إلى أنَّ السلطة الفلسطينية ليست واثقة من جدية نتنياهو تجاه التنازلات الجغرافية المتوقعة، كما قال.
المصدر: 'القدس العربي' من زهير أندراوس
نشرت فى 9 مارس 2011
بواسطة Khaled-now
Yes we are here نَعم نحن هُنا
نحن صفحة إخبارية تعمل على مدار الساعة تهتم باخبار العرب من المُحيط الى الخليج...فمرحباً بكل العرب.. تاريخ تأسيس الصفحة : 5 مارس 2011 مُديرالصفحة : خالد عويضة »
أخبار من المُحيط الى الخليج
كل الأخبار
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
214,673
ساحة النقاش