قال نشطاء ليبيون في مدينة مصراتة شرقي العاصمة طرابلس إن الثوار ألحقوا هزيمة كبيرة بكتائب العقيد معمر القذافي وطردوها خارج المدينة، عقب محاولة فاشلة لاسترجاعها. كما تمكن الثوار في مدينة الزاوية غرب العاصمة من صد هجوم مشابه، في حين تشهد مدينتا راس لانوف وبن جواد معارك كر وفر بين الثوار وكتائب القذافي.
وقال الناشط السياسي في مصراتة إبراهيم المصراتي إن الثوار استدرجوا أرتالا من الدبابات العسكرية إلى وسط المدينة، حيث وصلت إلى مجمع المحاكم ووقعت في كمين محكم أعده الثوار الذين طوقوها من فوق المباني.
وأضاف أن المعركة التي بدأت الساعة 11 صباحا بالتوقيت المحلي (التاسعة بتوقيت غرينتش) انتهت الساعة الرابعة والنصف عصرا بنصر كبير للثوار، بعدما تمكنوا من قتل 22 جنديا وأسر 20 آخرين.
بالمقابل ذكرت مصادر طبية وشهود أن مواجهات اليوم خلفت 19 قتيلا على الأقل بينهم طفل رضيع، كما أصيب 60 آخرون بجروح ستة منهم وضعوا في العناية المركزة بالمستشفى.
وأشار مراسل الجزيرة في بنغازي -نقلا عن عميد كبير في الجيش الليبي انضم إلى الثوار- أن كتائب القذافي تعرضت اليوم لهزيمة مذلة بعد الدفاع المستميت لأهالي المدينة أمام هجوم عنيف استخدمت فيه الكتائب الأسلحة الثقيلة وقذائف المدفعية.
وقال نقلا عن ذات المصدر إن قوات القذافي والمرتزقة انسحبوا من المدينة مخلفين وراءهم كما كبيرا من الأسلحة والآليات والسيارات، وأن من هذه السيارات ما يراها لأول مرة رغم خبرته الكبيرة في الجيش.
وأضاف أن ما بين 30 إلى 35 شخصا قتلوا في مواجهات اليوم، وأن بعض الجثث التي عثر عليها كانت عبارة عن أشلاء، كما سقط عدد من القتلى والجرحى والأسرى من كتائب القذافي لم يحدده المصدر.
وأكد المراسل أن الوضع في المدينة -التي باتت خاضعة بأكملها لسيطرة الثوار- هادئ الآن بعد انسحاب كافة كتائب القذافي، في حين شكل الأهالي لجانا شعبية لحماية مصراتة ونظافتها، منبها مع ذلك إلى أن الكتائب ما تزال تتمركز على أطراف المدينة وقد تعيد كرتها في أي وقت بعد تلقيها الدعم الكافي.
راس لانوف
وفي منطقة بلدة بن جواد غرب راس لانوف تجري حاليا معارك كر وفر بين الثوار والكتائب الأمنية، بعد تمكن الأخيرة -تدعمها الطائرات الحربية- من دفع الثوار إلى التراجع نحو راس لانوف شرقي طرابلس.
وقال الناشط السياسي عبد المولى العبيدي للجزيرة نت إن الكتائب الأمنية أو من وصفهم بالمرتزقة احتموا بالنساء والأطفال داخل بلدة بن جواد لقصف الثوار الذين قتل منهم اثنان وأصيب عدد آخر بجروح، مما دفعهم للتراجع إلى راس لانوف.
وأوضح العبيدي أن الثوار يتأهبون في منطقة راس لانوف للزحف إلى مدينة سرت التي ما تزال خاضعة لسيطرة القذافي وتبعد نحو 160 كلم عن بن جواد.
وقال إن الثوار يجرون مفاوضات مع أهالي سرت لدخولها سلميا، مؤكداً أن هدفهم ليس سرت بحد ذاتها وإنما المرور بها سلميا في الطريق إلى باب العزيزية، تلك القاعدة العسكرية جنوب طرابلس التي تضم المقر الرئيسي للقذافي.
وأكد العبيدي ما تردد بأن الثوار تمكنوا من إسقاط طائرتين مقاتلتين وأخرى مروحية قرب بن جواد، وأنهم أسروا طيارين قالوا إنهما سوريان.
الزاوية
من جهة أخرى يسود مدينة الزاوية غرب طرابلس هدوء حذر بعد سيطرة الثوار على المدينة في أعقاب قصف بري وجوي عنيف صباح اليوم لليوم الثالث على التوالي.
وقال متحدث باسم الثوار للجزيرة إن كتائب القذافي شنت هجوما جديدا على المدينة كان أعنف من هجوم أمس، سعياً لاستعادة السيطرة عليها في وقت ما تزال فيه الكهرباء والاتصالات الهاتفية والإنترنت مقطوعة عن المدينة.
وأكد شهود عيان في المدينة تجمع قوات كتائب القذافي قرب جسر الزاوية عند مدخل المدينة الشرقي وسط توقعات بمعاودة الهجوم على مركزها، حيث إن المدينة -التي تبعد 50 كلم عن طرابلس- ما تزال مطوقة من عدة جهات.
ومن جانبه أكد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا اليوم "تحرير" الزاوية ومصراتة من قوات القذافي.
ساحة النقاش