مليكتنا الفاتنة "نفرتيتى"…..عذرا
نفرتيتى (إسم معناه في اللغة المصرية القديمة «نفرت أتي» اي «الجميلة أتت») هى زوجة فرعون مصر العظيم "إخناتون" صاحب ثورة التوحيد الدينية و الذى إرتقى عرش مصر فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد. و غادر طيبة و أنشأ عاصمة جديدة لملكة "مدينة أخيتاتون" فى الشمال فى "تل العمارنة بالمنيا" و لقد عاونتة زوجتة الفاتنة "نفرتيتى" فى نشر دينة الجديد و تحديا الكهنه بما لهم من سطوة و نفوذ. و قد كلف إخناتون خيرة فنانية لصنع تماثيل أية فى الرقة و الجمال لزوجتة الحبيبة. و بعد ثلاثة و ثلاثين قرنا من الزمان شائت الأقدار أن تقع أجمل تلك التماثيل "رأس الملكة نفرتيتي" فى أيدى بعثة ألمانية، حيث اكتشفه الالماني" لودفيج بروكهارت" عام 1912، بين مجموعة اخرى من التماثيل في استديو تمثال الملك اخناتون،، لتخرج من مصر بطريقة غير سوية، حيث تم تغطيتها بطبقة من الجبس لتعطى شكلا مشوها و وصفا غير دقيق أثناء عملية القسمة بين هيئة الأثار المصرية و البعثة الألمانية (حسب قانون الأثار أنذاك) و لتكون من نصيب البعثة الألمانية و لتستقر فى متحف برلين منذ عام 1914م. و قد حاولت مصر مرارا و تكرار عودتها إلى أرض الوطن و لكن دون جدوى. و قد أنبهر بها هتلر و رفض إعادتها لمصر عام 1936 م بعد أن وافق من حيث المبدأ على إعادتها، و لكن حين رأها وقف مشدوها مذهولا أمامها و قال لها مشيرا بعصا المارشلية "أبق هنا إننى أحبك".
وفى مايو 2003م قام مدير متحف برلين (ديترش فليدرونج) بوضع رأس الملكة فوق جسم من البرونز لامرأة عارية أنجزه اثنان من النحاتين المجريين، و تم تصوير رأس نفرتيتي فوق الجسد العارى في تجربة فنية مثيرة لتوضيح مدى تقدم فن النحت في مصر القديمة (!؟) و بينما عرض التمثال البرونزي العاري في بينالي فينيسيا بايطاليا، ظل رأس نفرتيتي في برلين ولم تعرض سوى صورته. إن عرض صورة تمثال مليكتنا الجميلة نفرتيتى على جسد عارى يمثل إهانة بالغة لتلك الملكة و لتاريخنا عامة. لذ فإن هذا الأمر أثار ضجة و غضب شديدين بين علماء الآثار و المسؤولين المصريين، لأن تمثال الجسد البرونزي، صمم عاريا مثل تمثال فينوس رمز الجمال، واعتبره نواب مجلس الشعب اهانة لملكات مصر واستهتاراً بالحضارة المصرية القديمة. ودعت لجنة الثقافة والاعلام بالمجلس بعد احالة أكثر من 20 طلب احاطة وأسئلة إليها تقدم بها النواب إلى رئيس البرلمان لمعرفة رد الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة على الاهانة المتعمدة، التي ارتكبها مدير متحف برلين، إلى ضرورة قيام الحكومة المصرية برفع دعوى عاجلة ضد مدير المتحف لمطالبته بالتعويض المادي والأدبي عن هذا التصرف الذي لا يليق بعالم آثار مثله.
وتلقت اللجنة قبل موعد انعقادها تأكيدات من فاروق حسني وزير الثقافة وزاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بأنه تم تقديم طلب إلى رئيس هيئة اليونسكو للمطالبة بعودة رأس الملكة نفرتيتي إلى مصر. وأشارت رسالة الحكومة إلى أن هيئة اليونسكو مسؤولة عن الحفاظ على التراث الانساني، كما أكدت الرسالة أن هناك اتصالات تمت على مستوى الخارجية المصرية لوقف العبث بتمثال الملكة نفرتيتي. من ناحية أخرى، بدأت هيئة الآثار في مصر اتخاذ اجراءات قانونية لمقاضاة مدير متحف برلين. ويؤكد مسؤولو الهيئة أنه من حق مصر مقاضاة هذا الألماني بعد ما ارتكبه في حق الآثار المصرية بمتحف برلين، وبالأخص رأس تمثال الملكة نفرتيتي، وأنه بالرغم من وجوده في المتحف منذ ثلاثينات القرن الماضي ، إلا أن ذلك لم يمنع مصرية هذا التمثال. وقال الدكتور حواس أن مصر لن تتوقف عن المطالبة باستعادة آثارها في الخارج، حتى التي خرجت بطرق شرعية، وليس فقط تلك التي خرجت بطرق غير شرعية، مشيراً إلى ابلاغ «الانتربول» الدولي واستخدام كافة الطرق الدبلوماسية لوقف ما سماه «هذا العبث التاريخي». ومن المقرر أن تصدر اللجنة قراراً مماثلاً بوقف التعامل الأثري مع زوجته «سلفيا شوسكا»، اضافة الى عدد آخر من الأثريين الأجانب، ثبت تواطؤهم في سرقة وتهريب آثار مصرية.
لذا وجب علينا تقديم الإعتذار لمليكتنا الفاتنة "نفرتيتى" على هذا التصرف اللامسئول و غير الأخلاقى منهم. خاصة أن لمليكتنا مكانة خاصة فى نفوس أبناء مصر عامة و أبناء محافظة المنيا خاصة فهى شعار محافظتنا و أيضا جامعتنا "جامعة المنيا".
بقلم دكتور/ قاسم زكى
الأستاذ المساعد بجامعة المنيا
ساحة النقاش