عذرا سيدتى .. دعينى أقتبس كلمتك المشهورة فأنا لم أكن ( موجوده بالوجود) آنذاك، لكن ما كونته من ثقافة حول نكسة يونيو كما يسميها جدى وجيل العظماء معه يجعلنى استرجع حديثه معى حول حرب 1967، وأتذوق مرارة الهزيمة، وأعيش لحظات الصدمة والحزن واليأس، أرجعنى حديث جدى لزمن ليس زمانى ولكنى عشت لحظاته فى خيالى فأيقنت أن من عاشوا تلك المحنة هم أقوياء بما يكفى لاحتمال ماهو أسوأ ملايين المرات..أيقنت أن المصريين أناس غير كل الشعوب .. ﻻ احتلال وﻻ حروب وﻻ مؤامرات وﻻ أى تدابير شيطانية بشرية تستطيع أن تثنيهم عن إرادة أرادوها.
عدوان غادر كل غرضه كسر شوكة القوة المصرية،لكن لم يخطر ببالهم حين أقدموا على هذا اﻻعتداء الفاجر أنهم يخطون بأيديهم نهاية أحلامهم فى امتلاك أرض كرمها الله وذكر اسمها فى كتابه العزيز مقرونا بالأمان بمشيئته جل وعلا .. فأى تحدى تتحدثون عنه ؟ أهو تحدى لمشيئة الله؟
أتخيل نمط الحياة فى هذه الفترة من جوع وفقر ودمار وهزيمة .. احساس بالخزى .. شتات هنا و هناك .. جنود متهمون بالتقصير ومطالبون بالتعويض.
أول طريق الصبر مملؤ باﻻشواك وﻻ مفر منه.. ست سنوات عجاف، تتجلى فيهم أعظم معانى الصبر والوطنية ويثبت المصريون للعالم فى عام 1973 أنهم الشعب الذى ﻻ يقهر.
جدى .. نكسة كانت فى رأيك ، لكن فى رأيى كانت بداية لعهد جديد..