قال الكاتب الصحفي المصري، عبد الرحمن حسن أن الصحافة الإلكترونية في مصر في الفترة الأخيرة خاصة بعد الثورة، في مأزق حقيقي، وأن النقابة العامة للصحفيين تضع شروطًا تعسفية لإنضمام الصحفيين إليها.
وأوضح أن تلك الشروط تتمثل في: «ضرورة العمل في جريدة مصرية مطبوعة تصدر بشكل دوري، لمدة معينة إضافة لتعيين الصحفي بتلك الجريدة، ثم ترشيحه لعضوية النقابة، ثم يجتاز اختبارات النقابة، ويُقديم ارشيف عمله، يليها إذا تم قبوله، الالتحاق بالنقابة تحت بند "تحت التدريب" لفترة معينة، وبعدها يُمكن أن يطلق عليه لقب "صحفي"».
وأضاف حسن -خلال اتصال هاتفي - عبر برنامج "معكم حول الحدث"، في حلقة بعنوان "مصر.. صحفيون محرومون من الانضمام إلى نقابة الصحفيين"، مع الإعلامية رامتان عوايطية، عبر إذاعة "مونت كارلو الدولية" الفرنسية- أن العمر المتراوح للالتحاق بنقابة الصحفيين في مصر هو 35 عام، الآمر المثير للسخرية -على حد قوله-.
وكشف أن هذا النوع من التعجيز قد نتج عن «البيروقراطية المتعفنة» -على حد تعبيره- التي واجهتها مؤسسات الدولة في فترة تكاد تزيد عن ثلاثون عامًا، مشيرًا إلى أنه من المفترض ان تكون نقابة الصحفيين العامة مُتحررة أكثر من ذلك.
وتابع: «طالبنا بفتح جداول الانتساب للنقابة العامة للصحفيين لضم العاملين بالمهنة، مع وضع الضوابت اللازمة غير التعجيزية»، مشيرًا إلى أن نقابة الصحفيين الإلكترونيين المصرية، قد قدمت في الفترة الآخيرة، إلى النقيب الجديد للنقابة العامة للصحفيين، يحيى قلاش، حلول تضمنت: «إما بحث سبل تطبيق مشروع قانون نقابة الصحفيين الإلكترونيين المهنية، والذي تسلمته لجنة الإصلاح التشريهي منذ يناير الماضي، أو تعديل قانون النقابة العامة للصحفيين لاستيعاب الصحفيين الإلكترونيين».
وأشار حسن إلى أن المقترح الأول والذي لم يتحدث عنه آحد، «وكأن لا آحد يسمع صوتًا لنا»، وأن المقترح الثاني مُقدم منذ حوالي 4 سنوات تقريبًا، قائلاً: «أنا آرى الصحفيين في مصر بوجة عام والإلكترونيين منهم بوجة خاص، بين مطرقة عدم الأعتراف والانتهاكات بحقهم، وسندان تقشف المؤسسات الصحفية وعدم حمايتها لرجالها، وأنا لا أفهم لمصلحة من آلا يُعترف بالصحفي المصري، ومن أن يتم منعه من تأديه عمله في التغطية الميدانية، وإن فعلها، تتم مُحاسبته على انه ينتهم سلطات القانون».
واستفاض: «آي رآس تعتقد أن هناك شخص بسن الـ60 عامًا ليقوم بتغطية الأحداث الميدانية بالشارع، فالوحيد القادر على ذلك هو الصحفي الشاب، الذي لا يُعترف به حتى، مما آراه تكبيلاً للحريات في مصر، وأعتقد ان الصحافة الإلكترونية في مصر، أمامها فترة طويلة من الصراع مع السلطة التنفيذية في الدولة، لتحقيق مطالبها بالشكل المرجو، فأغلب الصحف في مصر عندما تقوم بفتح بوابة إلكترونية إخبارية لها تبدأ في استقبال الصحفيين الشبان على آمل التعيين ثم إعطائهم عضوية النقابة العامة، ولكن هذا غالبًا ما لا يحدث».
واستطرد: «اتوقع ان تصبح الصحافة الإلكترونية في مصر، صاحبة السلطة الآولى مقارنة بنظيرتها الورقية، ولكن بهذا الشكل من التعنت من قبل مؤسسات الدولة، أعتقد أن الآمر سيحتاج جهدًا كبيرًا، فترة طويلة من النضال ضد الحكومة تنتظر الصحفيين الشبان، لمحاولة إيجاد حل يرضي الطرفين، أو على الآقل ليتم الإعتراف بالصحفي الإلكتروني الذي يمارس عمله بكل حرية».
وكشف: «كل الصحف المصرية، حتى القومية منها -الحكومية التابعة للدولة-، تستخدم شباب الصحفيين في العمل، تحت اسم "تحت التدريب"، على آمل أن يتم تعيينهم وإعطائهم عضوية النقابة العامة».
واختتم: «آي نقابة تضع الصحفيين في هذا المأزق ؟!، البيروقراطية المتعفنة مازالت متأصلة في نقابة الصحفيين فهي أرثًا من النظام الأسبق والسابق، ونتمنى على النظام الجديد أن يجد حلاً مرضيًا».