الأستاذ الفضيل/أ... إليكم _ كماطلبتم_ إيضاحاً ل"ألا وإن في الجسد مُضغةً إذا صلحت صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد".*** هذا من حديث النعمان بن بشير ( رضي الله عنهما وهوأول مولود للأنصار بعد الهجرة النبوية الشريفة المطهرة وهوثابت في المسندوالصحيحين وابن أبي الدنياوغيرهم. وهو الحديث السابع من الأربعين النوويةللإمام النووي(ت٦٧٦هـ رحمه الله تعالى.***" المُضْغة": قطعة من اللحم وغيره بقدر ما تمضغ.***ألمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية أعمال القلوب وأن لها عبادة كما هي للسان والجوارحفقول القلب= التصديقوعمل القلب= الخشيةوالرهبة والإنابة و...وحب المسلمين وعدم حسدهم وعدم احتقارهم ولاإضمارالسوءللمسلمين وكذا حب الطاعات و...***القلب هو كالملك لسائرالجوارح فإذا صلح أو فسد انتقل ذلك إلى الرعية إما اختياراً وإماقهراً.*** لايعلم ما يدور في القلوب إلا علام الغيوب؛ولهذا كان اللسان بمثابة المغرفة لما في القلب.***هناك تلازم بين فساد أوصلاح الظاهر مع اتفاقه مع الباطن فيستحيل يكون الإنسان ظاهرالفساد وقلبه صالح والعكس وإن حاول إخفاء ذلك فإنه يخرج من فلتات لسانه وفي لحن القول(بالفِراسة وتقوى المؤمن لله تعالى).*** القلب كالماء الطهور له لون وطعم ورائحة تظهر على سَحْنته شاء أم أبى بالطبع غلاب ويغلب التطبع وانظر _مشكوراً غيرمأمور_ لقصة سجودالملائكة الكرام لآدم عليه السلام وامتناع إبليس عن السجود !*** في القلب عبادات كثيرة متنوعة والمرء بقلبه يمكن أن يحلق مع الملائكة في السحاب رفعة كما يجعله القلب راغماً أنفه في التراب .*** العقيدة والعبادات مستقرها القلب ومنه يستمد الجسد قوته فلهذا وغيره اهتمت شريعتنا المحمدية الغراء بالقلب أيما اهتمام ففيه:١_ رضا الرحمن جل وعلا.٢_ وفيه صحبة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم.٣_ نيل درجات الصديقين والصالحين والشهداء .٤_ وفيه صحة الاعتقاد لما فيه من تعظيم وإجلال الرب.٥_ فيه الطمأنينة لما كتبه الله على المسلم فيؤمن بقضاء الله وقدره.٦_فيه صلاح العباد والبلاد من خلال سكينة القلب وعدم التفاته لما عند الآخرين وكذلك بالمحافظة على سائرالمجتمع ؛لأنها أموال عامة وسيُسأل عنها لما فيها من نعم.٧_في صلاح القلب ملازمة الطاعات بسبب التطلع والتنافس على درجات الجنة.٨_ فيه تربية على الإخلاص ؛لأنه يعامل الخالق سواء وجد المخلوق أم لا.٩_ لما يصلح القلب يجعل صاحبه الآخرة نُصب عينيه .١٠_ في صلاح القلب ينشغل المسلم بنفسه عن غيره ويترك ما لا يعنيه .هذا إيضاح لإلماع النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بالقلب.وعذراً على أي تقصير فكم ترك الأول للآخر. وكلنا متطفلون على أهل العلم فربما ينطبق علينا ما قاله الحافظ ابن حجرالعسقلاني(ت٨٥٢هـ رحمه الله تعالى): من تكلم في غير فنه أتى بعجائب.والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنامحمد وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان كلما ذكره الذاكرون أو غفل عنه الغافلون.آمين.
محمود داود دسوقي خطابي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
271,633
ساحة النقاش