بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله منزل القرآن والباديء بالإحسان والعائد بالامتنان والصلاة والسلام على سيِّدنا محمد  خير وُلْد عدنان، وعلى آله وصحبه وتابعيهم في كل مكان وزمان. أما بَعْدُ فقد منَّ الله تعالى علينا بمنن عظام وآلاء جسام أفضلها بعثه إلينا سيِّدنا محمداً عليه الصلاة والسلام، الذي جاء بشريعة محمدية من حكَّمها صار عاليَ المقام ... ولقد تنوعت إسهامات علماء المسلمين رحمهم الله تعالى في نصرة هذه الشريعة المحمدية الغراء كل حسْب تخصصه وفنه بدءاً من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ومروراً بأئمة الإسلام إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، فكل أدلى بدلوه سواء فيما له تعلق بالقرآن الكريم وعلومه أو السنة المطهرة وعلومها أو الفقه وأصوله أو الدين وأصوله أو اللغة ... وهكذا، ومما تجدر الحاجة إليه علم أصول الفقه سواء كان عالماً أو متعلماً. أما العالم: فبه يستنبط الأحكام ويوازن بين الأدلة ويتعرف على مقاصد الشريعة والتشريع مع مقارنة مناهج المتقدمين ومصادرهم ومواردهم ولا يتجاوز مواطن الإجماع ويؤصل ويُقَعِّد المسائل و ... على غرار ما ابتدأه الأوائل من الأئمة المتقدمين فيجتهد كما اجتهدوا. وأما طالب العلم: فيحتاج إلى علم أصول الفقه؛ ليفهم مصطلحات الأئمة ومآخذهم وأسباب الاجتماع أو الاختلاف وليساعده على فهم الشريعة وليظهر له ما خفي عليه من خلال الاطلاع على دلالات الألفاظ و المصطلحات فيكون علم أصول الفقه كقانون يفهم بمقاييسه أمور الشريعة المحمدية الغراء، ويكون ذلك بالتقيد بالوحي المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ... وقدكان للإمام الشافعي(ت 204 هـ) قَصَبُ السَّبْقِ والقَدَحُ المُعَلَّى في ذلك الفن ؛ لكونه أول من ألف في أصول الفقه في كتابه الماتع: الرسالة كما ألمع إلى ذلك الإمام شرف الدين العِمْرِيطي (ت حدود890هـ)بقوله : • الحمد لله الذي قد أظهرا... علم الأصول للورى وأشهرا • على لسان الشافعي وهوَّنا... فهو الذي له ابتداءً دونا وقد أكثر العلماء المتقدمون والمتأخرون من التأليف في أصول الفقه بعد الإمام الشافعي(رحمهم الله تعالى أجمعين) ... وقد جعلت كتاب العلامة الشيخ محمد أبي زَهْرَة (ت 1974 م) الموسوم: بأصول الفقه أصلاً لهذه الصفحات ؛ لما لمؤلِّفِهِ من منزلة علمية وعلو شأنٍ في البحث والتحرِّي والإنصاف. وما كان من غيره فقد ييَّنْتُهُ وأحلتُ إليه. واللهَ وَحْدَهُ أسألُ أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. الفقه و أصول الفقه والقواعد الفقهية هناك فرق بين الفقه وأصول الفقه والقواعد الفقهية : أصول الفقه: " هي المناهج التي تَحُدُّ وتبين الطريق الذي يلتزمه الفقيه في استخراج الأحكام من أدلتها ويرتب الأدلة من حيث قوتها: فيقدم القرآن على السنة والسنة على القياس وسائرِ الأدلة التي لا تقوم على النصوص المباشرة...بالمرفقات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 458 مشاهدة
نشرت فى 3 إبريل 2012 بواسطة Islamisright

ساحة النقاش

محمود داود دسوقي خطابي

Islamisright
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

220,640