السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ)رحمه الله تعالى في مسألة تقبيل المُصحف[1] ثلاث روايات وهي:
الأولى : الجواز.
الثانية : الاستحباب .
الثالثة : التوقف.
كما في :
1- كتاب الآداب الشرعية للإمام ابنمُفْلح الحنبلي[2] ، جـ 2 ص 278حيث قال : " وَيَجُوزُ تَقْبِيلُ الْمُصْحَفِ ، قَدَّمَهُ فِي ا لرِّعَايَةِ وَغَيْرِهَا .
وَعَنْهُ يُسْتَحَبُّ؛ لِأَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ رضي الله عنه كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ :الدَّارِمِيُّ وَأَبُوبَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ ، وَعَنْهُ التَّوَقُّفُ فِيهِ وَفِي جَعْلِهِ عَلَى عَيْنَيْهِ قَالَ الْقَاضِي فِي الْجَامِعِ الْكَبِيرِ: إنَّمَا تَوَقَّفَ عَنْ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِيهِ رِفْعَةٌ وَإِكْرَامٌ لِأَنَّ مَا طَرِيقُهُ الْقُرْبُإذَا لَمْ يَكُنْ لِلْقِيَاسِ فِيهِ مَدْخَلٌ لَا يُسْتَحَبُّ فِعْلُهُ وَإِنْكَانَ فِيهِ تَعْظِيمٌ إلَّا بِتَوْقِيفٍ أَلَا تَرَى أَنَّ عُمَرَ لَمَّا رَأَىالْحَجَرَ قَالَ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَك مَا قَبَّلْتُك" .انتهى.
2- كتاب البرهان للإمام الزركشي، جـ 1 ص 478 .
3- كتاب الإتقان الحافظ السيوطي ، جـ 2 ص 458.
والأصل في ذلك أمران وهما:
***الأول: أنه من فعل عكرمة بن أبي جهل t فقد روى الدارمي وصححه الإمام النووي في
التبيان ، ص 127 أن عكرمة بن أبي جهل t أنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول: كتاب ربي كتاب ربي ( عهدربي عهد ربي ) والأثر رواه الحاكم في مناقب عكرمة t وقال الحافظ الذهبي مرسل.
ورواه البيهقي في شُعب الإيمان والطبراني في مُعجمه الكبير وقال الإمام الهيثمي في المَجْمع: مرسل ورجاله رجال الصحيح.
*** الثاني : قياساً على تقبيل الحجر والولد كما في البرهان للإمام الزركشي، جـ 1 ص 478 وعنه الحافظ السيوطي في الإتقان جـ 2 ص 458.
[1] - قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في التبيان في آداب حملة القرآن ، ص 126 : " في المصحف ثلاث لغات: ضم الميم وكسرها وفتحها .فالضم والكسر مشهورتان والفتح ذكرها أبو جعفر النحاس وغيره" .انتهى.
[2] - أبو عبد الله شمس الدين محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج المقدسي ( ت763هـ رحمه الله تعالى والمسلمين أجمعين .آمين.) وهو من تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيميَّة وكان يقول له :" ما أنت ابن مُفلح بل أنت مُفلح " . انتهى. قال الإمام ابن العماد الحنبلي رحمه الله تعالى في شذرات الذهب في أخبار من ذهب ،جـ 6 ص 199 " وقال ابن القيم لقاضي القضاة موفق الدين الحجاوي سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة :ما تحت قبلة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح وحسبك بهذه الشهادة من مثل هذا وحضر عند الشيخ تقي الدين[أي : ابن تيميَّة رحمه الله تعالى] ونقل عنه كثيراً وكان يقول له: ما أنت ابن مفلح بل أنت مفلح وكان أخبر الناس بمسائله واختياراته حتى أن ابن القيم كان يراجعه في ذلك " . انتهى .
ساحة النقاش