د إبراهيم حسن إبراهيم Dr. Ibrahim Hassan Ibrahim

تربية الأحياء المائية والتنوع الوراثى Aquatic Breeding & Genetic Biodiversity

 

ملاحظات حول تربية أسماك البلطى وبعض المشاكل الوراثية

Observations on the breeding of tilapia fish and some genetic problems

د إبراهيم حسن إبراهيم

 

تعد أسماك البلطى من الأسماك المثالية للاستزراع السمكى والمنتشرة فى مصر وحوض نهر النيل منذ القدم لما حباها الله به من قدرة على تحمل مدى واسع من درجات الحرارة والملوحة ونقص تركيز الأوكسجين فى المياه وكذلك سرعة النمو إلى أحجام تسويقية فى وقت مناسب بالإضافة إلى سهولة تفريخها حيث تصل الأسماك إلى عمر النضج الجنسى خلال 3-4 أشهر الذى يعتمد كثيرا على درجة الحرارة المناسبة وجودة المياه والتغذية الجيدة. وهناك أربعة أنواع من أسماك البلطى هى الأكثر إنتشاراً فى المياه المصرية وهى من اليمين: البلطى النيلى ، الأزرق أو الأوريا ، الجاليلى ، الزيللى أو الأخضر كما فى الشكل (1) .

 

<!--<!--[if !vml]-->

 
 
<!--[endif]--> 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الشكل (1)

 

ولأسماك البلطي أهمية كبيرة، حيث تمتاز هذه الأسماك بمجموعة من الصفات التي تجعلها مناسبة للتربية في المزارع السمكية المختلفة، وأهم هذه الصفات ما يلي:

1- إمكانية كبيرة للإنتاج بسبب قدرتها على مقاومة زيادة الكثافة والبقاء في تركيزات منخفضة للأكسجين الذائب في الماء.

<!--<!--2- تتغذى على أنواع عديدة من الأغذية الطبيعية  والصناعية.

3- تقاوم الأمراض و الطفيليات والتداول الحقلى بشكل كبير.

4- إمكانية النمو في مجال واسع من الملوحة.

5- تمتاز بأنها أسماك جيدة للاستهلاك المباشر، ولا تحتوي على أشواك ضمن أنسجة اللحم.

وتنضج أسماك البلطي جنسياً فى عمر عدة أشهر فقط (3 أشهر) عند توافر درجة الحرارة الملائمة (24-28م ) وتتكاثر في أحواض التربية عدة مرات قبل وصولها إلى الوزن التسويقي مما يؤثر سلباً على إنتاجها ، وذلك بسبب زيادة الكثافة وانخفاض معدلات النمو.                                                                         

الشكل (2)                                                                                                                                                                 

<!--<!--                                                                                      

- هناك  القليل من المعلومات عن الخصائص الوراثية للأسماك في المياهِ الطبيعية وطرق توارث هذه الصفات. لذا يجب جمع مزيد من البيانات اللازمة وتُنْشر على كُلّ المختصين في مجال الاستزراع السمكى والمصايد والتربية والوراثة. أيضاً يلزم تقييم ودراسة السلالات والأنواع وتقييم عمليات التهجين والتربية الداخلية ، وكذلك التضاعف الكروموسومى   Polyploidy ونوع كروموسومات الجنس (شكل 2 ، 3) فى الأنواع المختلفة وعمليات إنقلاب الجنس فى الأسماك.                                                                                          

الشكل (3)

وفى الحقيقة فإن تقييم المصادرِ الوراثية للأمهات يُمكّنُنا من تطوير برامجِ الحفاظ على هذه الأصول  

 وتقييم السلامةَ الوراثيةَ لها.  لذا فإنه خلال ما يقرب من 40 سنة من الاستزراع السمكى ، أُديرتْ الأصول الوراثية للبلطي tilapia بشكل سيئ قد أدى إلى تدهورها . وقد ظهرت المشاكل الوراثيةَ جلياً في الآتى:

 

 أولاً: 1- فقدان الأنواع النقية من خلال سوءِ إدارة عمليات التهجين بين الأنواع  interspecific hybridization ، ودخول أنواع غريبة (دخيلة) لمياه الاستتزراع المحلية والاقليمية مما يتسبب عنه خلل فى التوازن الطبيعى والتنوع الحيوى للأنواع المحلية الطبيعية.

2- وكذلك التقنيات المختلفة مثل (إنقلاب الجنس بالهرمون وغيرها) لإنتاج نسبة عالية من الذكور   all-male fry والتي لَها معدل نمو أعلى في نظم الإنتاج  المختلفة.

<!--<!--[if !vml]-->

<!--[endif]--><!--[if !mso]-->
<!--[endif]-->

شكل (2)

<!--[if !mso]-->
<!--[endif]--><!--<!--[if !vml]-->
<!--[endif]-->3- كذلك مشكلة دخول الأسماك المحولة وراثياًtransgenic fish  للبيئة الطبيعية دون اختبارها والخوف من اختلال التوازن البيئي وفقدان الأصول الوراثية الطبيعية رغم ما تحمله هذه السلالات من صفات وراثية جديدة تسهم في زيادة الإنتاج.

ثانياً: 1- المستويات العاليةُ من التربية الداخلية (تربية الأقارب) inbreeding depression وانخفاض الصفات الإنتاجية.

 2- كذلك فإن عملية الإكثار المفرط overpopulation  والتى تكثر في أسماك البلطى تؤثر كثيراً على الإنتاج لوجود عدد كبير من الأسماك الصغيرة غير قابلة للتسويق ، وهذه المشاكل الوراثية تنتقل من بلد إلى آخر ومن مزرعة إلى أخرى.

وعندما تمت مقَارنة أربعة سلالات مستزرعة في الفلبين بأربعة عُزلتَ حديثاً من العشائر الأصلية wild populations من أفريقيا كانت أفضل السلالات هي التي عزلت مؤخراً مِنْ الطبيعة ، متّسقة مع الفكرة بأن السلالات المرباة داخلياً لأجيال عديدة دون تحسين أو تجديد العشيرة تعاني مِنْ ضعف  depression وانخفاض الصفات الوراثية ومنها صفة النمو growth.

ثالثاً:  تلوّث السلالات المُحسَّنة وراثياً عن طريق الانتشار الطبيعي للجينات introgression منْ أحد الأنواع المستجلبة exotic tilapia fishes إلى الآخر خلال عملية التهجين بين الأنواع    interspecific hybridization  .

فى السنوات الأخيرة أخذ الاهتمام بالبلطى النيلى يزداد لما لهذا النوع من صفات وراثية وإنتاجية متميزة وكمصدر هام من مصادر الأصول الوراثية لأسماك البلطى فى حوض نهر النيل ، وبدأ البحث فى التَغَلُّب على بعض المشاكل الرئيسيةَ التى إرتبطتْ باستزراع هذا النوع . وقد تم وضع برامج تحسين وراثية طويلة المدى وعلى نطاق واسع للبلطى النيلى فى آسيا وغيرها وكذلك الاهتمام بالطرق الوراثية المختلفة للتحكم فى الجنس مما أدى إلى إنتاج جيد من زريعة الذكور all-male fry  للمُسَاعَدَة فى التَغَلُّب على المشاكل المرتبطة بالإنتاج المفرط من زريعة البلطى الصغيرة أو ما يسمى بظاهرة overpopulation فى الأحواض الإنتاجية.

وستهدّفُ الأبحاث فى المستقبل إلى تَحسين الأداءِ لهذا النوع وتَحَمّلَه مدى واسع من الإجهاد البيئى كانخفاض درجات الحرارة وارتفاع الملوحة. هذه التَطَوّرات سَتَتطلّبُ استعمال أكبر للعلامات الوراثية  genetic markers للتعامل الجيد مع الأمهات من حيث التعرف على المواقع الجينية أو التتابعات المسئولة عن صفات كمية هامة quantitative traits loci (QTLs)  وكذلك العمل على إنتاج سلالات متفوقة من خلال عملية الانتخاب وتحديد أهم التتابعات الوراثية التى تميزها أو ما يعرف بـ marker-assisted selection . ولذا فان تطوير سلالات البلطى tilapia breeds هو نقطة الارتكاز الهامة للاستفادة القصوى من استخدام بعض التقنيات البسيطة ومن ثم الزيادة النوعية والكمية فى الإنتاج .

 

<!--بعض مميزات أسماك البلطى النيلى

<!--<!--<!--يعيش فى البيئات الفقيرة والمياه الضحلة.

<!--يمثل أكثر الأنواع انتشاراً فى نظم الاستزراع والإنتاج المختلفة بنسبة تتراوح من 70 - 75 %.

<!--أكثر مقاومة للأمراض وتحملاً للتداول الحقلى وعمليات النقل المختلفة .                                                                          

<!--متنوع الغذاء omnivorous .

<!--تمتاز بأنها أسماك جيدة للاستهلاك المباشر، ولا تحتوي على أشواك ضمن أنسجة اللحم .                                         الشكل (4)

<!--يمتاز بخصوبة عالية وسهولة تفريخه طبيعيا وذو إنتاجية عالية.

<!--سرعة نمو البلطى النيلى (شكل 4) فى موسم قصير نسبيا ووصوله إلى أحجام تسويقية مناسبة.                                      

<!--تنجح تربيته مع أنواع أخرى فى الاستزراع المختلط polyculture كالمبروك carp والقراميط والبورى والبياض وغيرها.

<!--ينجح فى عمليات التهجين بين الأنواع ويعطى هجين خصب (ذكور) مع البلطى الأزرق (الأوريا) وكذلك ينتج عن تهجينه مع البلطى الموزمبيقى البلطى الأحمر.

 

 

 

 

<!--التركيب الكروموسومى للبلطى النيلى

<!--<!--إن الشكل المورفولوجى لمختلف أنواع البلطى متشابه جداً إلى حد كبير حيث تحتوى الخلية الجسمية على 22 زوج من الكروموسومات ولا توجد فروق مميزة بين كروموسومات الجنس . وقد أمكن في الحقيقة تمييز زوجين فقط والباقى متشابه جدا فى الحجم ويأخذ شكل الكروموسوم الطرفى للسنترومير (شكل 5) .

وعلى المستوى الجزيئى فإن حجم الجينوم (الجهاز الوراثى) فى العديد من أنواع البلطى يبلغ حوالى ألف ميجا من القواعد ((1000Mbase أى ما يعادل ثلث حجم الجهاز الوراثى للثدييات.                                                      الشكل ((5

 

 

 

تم بحمد الله وتوفيقه ،،

د/ إبراهيم حسن إبراهيم

باحث بالمعمل المركزى

لبحوث الأسماك بالعباسة- أبوحماد- شرقية

2013

E.Mail: [email protected]

01010664927

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 328 مشاهدة

عدد زيارات الموقع

6,809