لا توهمينى
****
لا توهمينى بحبٍ جديد
ولا تَعِدِينى فإنى كَرهْتُ الوعود
فزمانُ الحبِ أضحى سراباً
ونَحْيا الآن بزمنِ الجحود
فلا توهمينى بشمسٍ تضئ
وحبٍ كالربيعِ وعطرِ الورود
فشمسُ زمانى لا ضوء فيها
صارت لهيباً يشوى الجلود
وصار الحبُ ناراً وجمراً
ولها القلوب أضحت وَقُود
فلا تُوهِمينى بزمنٍ سعيد
وحبٍ بوجه ندى كطفلٍ وليد
وبليلٍ يجمع أشلاءَ الحيارى
وبصبحٍ يَجِىءُ كأبهى عيد
فما عادَ بالأفقِ ضوءٌ يلوح
غَرُبَ الضياءُ وتوارى بعيد
وجَفتْ منابعُ نهرِ المشاعر
ودفئُ القلوبِ صار جَليد
وربيعُ الشبابِ صار خريفاً
وفى العمرِ لم يبق مزيد
فدعينى لأمضى عنكِ وحيداً....
وأرحل بعيداً لأقصى الحدود
أرافق بسفرى حزنى وهمى
وأنعى زماناً مضى ولن يعود
وأسكبُ دمعى ببحرِ الليالى
لعلَ الدموعَ لِجُرْحِى تُفيد
وأنشدُ شعرى بنغمٍ حزين
كبكاءِ السواقى وأنين عود
فما عدتُ أَمْلِكُ إلا البكاءَ
وقلباً حزيناً وجرحاً كَؤود
فلا تخدعينى بوهمٍ جديد
فما عدتُ أُخْدَع ْبأية وعود
فالرجوعُ الآن صار محالاً....
وبينى وبينكِ ألافِ السدود
****
بقلمى \ المستشار إبراهيم على