كنا صغاراً
******
فوق جدار الحزن كنا نرسم
ثغراً باسم
كنا من طين الأرض
نصنع عصفوراً بجناح
ونعلق فى عنقه زينه
ونخاله طيراً صداح
كنا صغاراً ...
لا نعرف طعم الأتراح
وفوق جبين الليل المظلم
كنا نشعل شموعاً للأفراح
كانت سفن الأمل
فى عينينا تبحر
فتحيل الضيق براح
****
كنا صغاراً
نركب بالليل قطار الأحلام
وإذا سألنا عن الشمس يقال
أن الشمس ذهبت لتنام
والقمر أتى ليؤنسنا
حتى ننام بأمن وسلام
****
والآن كبرنا
وقطار العمر مر سريعاً
وعبثت بنا صروف الأيام
وأحلام الماضى إِرتَحَلَتْ
ولم تبق إلا الآلام
وزهور الأمل فى العين إِنْتَحَرَتْ
وصارت هشيماً تحت الأقدام
فما أقسى أن يضحى الأمل
ضرب خيالٍ وطيفٍ من أوهام
وما أصعب أن يسكننا الحزنُ
ويصير القلب مستودع آلام
****
بقلمى المستشار إبراهيم على