صمت النوارس
لم تزل تحلق خوفا
من ارض غادرها التراب
كالسيل الجارف تزمجر
يحطم كل الأحلام
جراح خطها جراح
و قلوب لن تخاط كالجراب
رماد من نار اشتعلت
بين جناحيها الأيتام
تصرخ بصمت و صدى البحر
ينوح منافسا الغربان
في أزقة البؤساء زفت عرائس الإجرام
و دموع أمهات لازالت بكحل حزنها تنساب
صمتت النوارس عن البكاء
و جفت مٱقيها
و تلعثم القلم و هو يعزيها
و أغلق باب القصيد
و تاه الحرف بين مد و جزر
مفتاح المدينة صدأ
فأي باب يطرق و الكل تحت الركام
مات الأمل في مهده
و ضاع الصولجان
غفت ساعة الولادة
فمات الجنين وقت الحنين
كم تلفظت الشفاه بشوقها
لمدينة مصنوعة من رفات
غادر اصحابها كي يحي الوطن
د.عائشة بوضياف شباكي الجزائر