عرف الإنسان المواد المخدرة الطبيعية منذ العصور الأولى التي ترجع إلى العصر الحجري حيث استخدمتها بعض القبائل في طقوسها الدينية واستخدمتها كثير من المجتمعات لمعالجة بعض الأمراض ولم يكن ينظر للمخدرات على أنها مشكلة صحية واقتصادية تتطلب تدخلا سريعا من مختلف الجهات الرسمية وغير الرسمية باتفاق مختلف الأطراف إلا في منتصف الستينيات وذلك راجع لارتفاع إنتاج المخدرات وزيادة الطلب عليها إضافة للنتائج السلبية المتعددة المترتبة على ذلك.
فمثلا في أفغانستان ارتفع إنتاج الأفيون من 200طن و ذلك سنة 1979إلى 4600طن سنة 1999مما يعني إنتاج حوالي 460طن من الهيروين الخام، أما خلال سنة 1980فقد وصل إنتاج الكوكايين إلى حوالي 500إلى 700طن و ارتفع هذا1200طن سنة 1996 نفس الارتفاع شهدته برمانيا حيث وصل -الرقم إلى 800إنتاجها للأفيون خلال سنة 1988ما بين 800و 1000طن و ارتفع إنتاجها سنة 1996إلى حوالي 4500طن أما بالنسبة للمملكة المغربية فقد قدرت المساحة المخصصة لزراعة الحشيش سنة1988ب 30000هكتار و قد ارتفعت هذه المساحة إلى 70000هكتار سنة 1996و تسمح هذه المساحة بإنتاج حوالي 2000طن من الحشيش.
أما في الجزائر فإننا بعيدون عن التحدث عن إنتاج يوجه للتجارة العالمية بالرغم من وجود بعض المحاولات في بعض المناطق الداخلية و لكن توجه لاستهلاك الداخلي و إنما نتحدث أكثر عن كمية المخدرات المحجوزة في إطار شبكات التهريب ما بين الدول أو للتسويق الداخلي، فقد سجلت المديرية العامة للأمن الوطني خلال السداسي الأول سنة 2008التعامل مع حوالي 2253حالة مسجلة بسبب المخدرات تورط فيها حوالي 3322شخص أما عن المخدرات المحجوزة فقد أكدت مديرية الأمن الوطني عن حجز 150,700طن من المخدرات مقسمة إلى عدة أنواع من المخدرات منها 110,800طن من معجون القنب الهندي 33,600طن من الكوكايين في حين قدرت كمية الهيروين المحجوزة بحوالي 6,30كغ .
وقد وصلت كمية الكراك المضبوطة ب 53,9غرام وكانت كمية العقاقير النفسية التي تم حجزها ب 43500
وحسب مديرية الأمن الوطني دائما فإن 95 %من كمية المخدرات المحجوزة فإنها مخصصة للتهريب الدولي إن الارتفاع في إنتاج المواد المخدرة سببه ارتفاع في الطلب عليها حيث أكدت دراسة إحصائية مقارنة على المستوى الدولي ارتفاع نسبة المدمنين على المخدرات 1980حيث كانت نسبة المدمنين على المخدرات خلال تلك -خلال السنوات 1955الفترة مضاعفة عدة مرات إذ نجد أن عدد المدمنين مثلا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1955بلغ 10882مدمنا مقابل 600000مدمنا عام 1980 أما في بريطانيا بلغ عدد المدمنين على المخدرات عام 1955ب 355مدمنا مقابل20000عام1980 .
أما كندا فقد قدر عدد المدمنين عام 1955ب 3425مقابل 60747مدمنا عام 1980وفيما يخص عدد المتعاطين للحشيش فقد أكد تقرير المرصد الجيوسياسية للمخدرات 2000أنه وصل عددهم سنة 2000إلى حوالي 50مليون متعاطي للحشيش في العالم وتؤكد هذه المعطيات على أن ظاهرة تعاطي المخدرات اصبحت تعرف ارتفاعا كبيرا في حقول الإنتاج وكذا ارتفاع وتنوع الأسواق فبعدما كان السوق الأمريكي المفضل لبيع الكوكايين أصبح الآن السوق الياباني يطلب هذه المادة وأصبحت الأفضلية للعقاقير النفسية لسهولة ترويجها وتهريبها.
ويؤكد المختصون أن كل الاتفاقيات الدولية الردعية بدءا بأول اتفاقية وهي اتفاقية سنة 1909ووصولا إلى اتفاقية فيينا سنة 1988والتي تعتبر Shanghaiشنغاي أهمهم إلى جانب التقرير الذي خرجت به الأمم المتحدة خلال الجلسة العشرين سنة 1998والتي خصصت لمشكل المخدرات والذي خرجت بتوصيات هامة بالرغم من كل هذه المحاولات إلا أنها لم تصل إلى وضع حد أو حتى خفض الطلب على المخدرات.