على قهوة المعاشات !
حسن حجازي
/////
جلس على المقهى يحتسي الشاى مع صديقه ورفيق عمره الذي سبقه إلى المعاش بعدة سنوات , سيطر عليهما الملل من لعب الطاولة والدومينو والشطرنج , فطفقا يتبادلان الحديث والشكوى من المرض وكِبر السن وجحود الأولاد والفراغ الذي يملأ حياتهما فأصبح المقهى هو المكان المفضل لديهما مع رفقاء الزمن الجميل . لفت انتاهه ومن معه فتاة في عمر الزهور مرت أمامهم كالنسيم , فتحركت رؤوس الجميع نحو هذا الجمال وتنسمت صدورهم من ذاك العبير وتحركت عيونهم مع تلك الخصلة من الشعر التي يداعبها العبير , أهدت صاحبنا بسمة صافية أرق من النسيم فهفا قلبه لأيام الصبا وأيقظت مشاعره لأيام الشباب فوقف وهو يقول لصاحبه بصوت حرص أن يسمعه جميع من في المقهى :
- يا عالم ! والله حرام ! أن يُترك هذا القمر حتى الآن من غير زواج ألا ليت الشباب يعود يوماً لأخبره بما فعل المشيبُ !
غرق الجميع فى الضحك ولم يرد عليه أحد إلا صوت أم كلثوم من الراديو المعلق على رف خشبي داخل المقهى العتيق وهى تشدو :
- "وعايزنا نرجع زي زمان
قول لزمان إرجع يا زمان "!
ساحة النقاش